من وجهة نظر الفلاسفة والمفكرين؛ المسرح يحمل أهمية فلسفية وثقافية عميقة، حيث يُعتبر وسيلة لتعبير الإنسان عن تجاربه ومشاعره بشكل فني وإبداعي، ويرون أن المسرح يساهم في بحث الإنسان عن معنى الوجود والحياة.. المسرح كغيره من فنون الأداء، يعد واحدًا من أقدم وسائل التعبير الإنساني التي تجمع بين الفن والثقافة والترفيه، ويُعتبر عملًا فنيًا حيويًا يعكس تراث وثقافة المجتمعات ويعزز التواصل بين الناس، ويلعب دورًا حيويًا في نقل وحفظ التراث الثقافي للشعوب، ومن خلال الأداء المسرحي، يتم تجسيد القصص التقليدية والتاريخية والقيم الاجتماعية التي تميز ثقافة معينة، ويشكل منبرًا فنيًا يسمح للمجتمع بالتعبير عن هويته وتاريخه بطريقة مباشرة وملموسة. يُعتبر المسرح وسيلة فعالة للتواصل الثقافي بين الشعوب والثقافات المختلفة، ويعزز التبادل الثقافي والتفاهم العميق بين الأفراد من خلفيات مختلفة، مما يسهم في تعزيز السلام والتسامح، إلى جانب دوره الثقافي يوفر أيضًا جوًا من الترفيه والاستمتاع، وتقديم العروض المسرحية المتنوعة، سواء كانت كوميدية، تراجيدية، أو موسيقية، ويساهم في إثراء حياة الناس وتوفير رحلة ترفيهية تنسيهم هموم الحياة اليومية، ويعتبر الحضور لعروض المسرح تجربة تفاعلية فريدة تجمع بين الفن والإبداع والتفاعل الاجتماعي. المسرح يمكن أن يكون وسيلة فعالة للتعليم والتوعية المجتمعية من خلال تقديم قصص وحكايات تعكس مختلف الجوانب الإنسانية والاجتماعية، وتعزز التواصل الفعال والقدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل إبداعي وفعال، ويحفز الجمهور على التفكير النقدي والتحليل العميق للموضوعات المطروحة، ويشجع على الإبداع والابتكار من خلال تجسيد الأفكار بطرق مبتكرة وفنية، ويساعد في نقل المعرفة والقيم التاريخية والثقافية من جيل إلى آخر. من وجهة نظر الفلاسفة والمفكرين؛ المسرح يحمل أهمية فلسفية وثقافية عميقة، حيث يُعتبر وسيلة لتعبير الإنسان عن تجاربه ومشاعره بشكل فني وإبداعي، ويرون أن المسرح يساهم في بحث الإنسان عن معنى الوجود والحياة، ويلعب دورًا مهمًا في تشكيل الوعي الاجتماعي وتحفيز التغيير، وتعزيز الإبداع والابتكار، ويحفز التفكير النقدي والتحليل العميق للموضوعات المطروحة، ويسهم في الحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي من خلال تجسيد القصص والتقاليد، ويعكس تأثير الثقافة والقيم الاجتماعية على المجتمع والفرد. لدينا في السعودية هيئة المسرح والفنون الأدائية التابعة لوزارة الثقافة والتي تُعنى بكافة أنواع الفنون الأدائية (المسرح، والرقص، وعروض السيرك، والكوميديا الارتجالية، وعروض الشارع، والعروض الحركية، والباليه، والأوبرا)؛ ويتضمن عمل الهيئة اضطلاعها بتفعيل المسارح، وضمان جودة المحتوى المقدم عليه، وتشجيع غزارة الإنتاج، ونشر ثقافة العروض الأدائية لتصبح مكوناً أساسياً في الثقافة الوطنية، وتركز على تأسيس القطاع والارتقاء في أدائه من خلال تفعيل البنية التحتية، وتنمية المواهب وبناء القدرات، ودعم وتمويل إقامة الفعاليات، من خلال منح التراخيص، إلى جانب دعم وتمويل الإنتاج للمسرح الوطني والقطاع الخاص ورفع مستوى الوعي بالقطاع محلياً ودولياً وتعزيز منظومة قطاع المجتمع المدني (من جمعيات ومؤسسات) وتوسيع أدوار نطاقه مع الوقت، وتعمل على تنمية وتعزيز دور القطاع من خلال تفعيل دور الجمعيات الثقافية، وزيادة المشاركة المجتمعية، ونشر الثقافة السعودية وتمثيل المملكة دولياً ودعم المسارات المهنية والوظائف، وستركز على تمكين القطاع غير الربحي والقطاع الخاص وإقامة شراكات معه لإثراء الفنون المسرحية والأدائية، ولهم جهود موفقة وبارزة في أرض الواقع في اكتشاف المواهب ودعم الشباب، وفي انتظار المزيد من الإبداع والمتعة. المسرح هو الحياة، والحياة هي المسرح، وهو انعكاس للحياة، ويعطي للإنسانية مرآة ترى من خلالها نفسها وماضيها وحاضرها، وهو مكان لنشر الفكر والإبداع والتفاعل الإنساني بأبعاده المتعددة، ويجمع بين الفن والحياة، ويروي قصصاً تعكس جماليات الوجود البشري، وهو لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة، فهو يتحدث إلى القلب والعقل، ويعبر عن الإنسانية بكل تنوعها وجمالها، ويعكس مرحلة من التعبير الثقافي والروحي، حيث يمكن للفنانين والجمهور أن يشاركوا في تجارب فريدة تعزز الانتماء والتفاعل الاجتماعي.. جان أنويه (Jean Anouilh) الكاتب المسرحي الفرنسي (توفي عام 1987) والذي يعتبر واحدًا من أبرز كتاب المسرح في القرن العشرين وأعماله ما زالت تُقدَّر وتُقدَّم في المسارح العالمية حتى اليوم؛ يقول: المسرح هو الفن الذي يمكنه لمس القلوب وتغيير العقول، لأنه يعكس الحياة بشكلها الحقيقي ويحفز التفكير والانفتاح على آفاق جديدة.