انخفضت أسعار النفط للأسبوع الثالث على التوالي، وسط معنويات سلبية واسعة النطاق عبر أسواق النقط ومؤشرات النمو الاقتصاد العالمي. إنها مخاوف نمو الطلب الصيني على النفط، أكبر مستورد للنفط، والتي تفوقت على السحب من المخزونات الأميركية في الأسبوعين الماضيين، مما سينتج عنه فائضاً في إمدادات النفط للعام الجاري والعام المقبل، في اتجاه هبوطي خلال الفترة نفسها. وكان من المفترض أن يؤدي انخفاض مخزونات النفط الأميركية بشكل مستمر، وحرائق الغابات في كندا، ونمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، الذي جاء أعلى بكثير من التوقعات، إلى رفع المعنويات. لكن أسعار النفط أنهت الأسبوع الماضي على انخفاض وسط انخفاض السيولة والبيع القوي من الصناديق للعقود الآجلة وارتفاع الدولار. كما عزز تلك المخاوف توقعات مورجان ستانلي بوفرة المعروض في مطلع عام 2025، ووصلت الأسعار إلى مستوى 70 دولاراً. وارتفعت الأسعار يوم الأربعاء والخميس إلى مستوى 81.39 دولاراً لبرنت و78.28 دولاراً لغرب تكساس، في أعقاب بيانات السحب الكبيرة من المخزونات الأميركية. كما قفزت الأسعار يوم الخميس بعد أن أظهرت وزارة التجارة الأميركية بيانات اقتصادية قوية عززت توقعات ارتفاع الطلب، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي بوتيرة أسرع من المتوقع ب2.8 % في الربع الثاني. كما أوضحت الوزارة يوم الجمعة، إن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي ارتفع ب0.1 % الشهر الماضي. وفي 12 شهر حتى يونيو، ارتفع مؤشر الأسعار ب2.5 %، بعد ارتفاعه ب2.6 % في مايو، مما يؤكد على تباطؤ معدل التضخم ويسرع من خفض سعر الفائدة من الفيدرالية في سبتمبر. أما على مستوى الأسبوع، فقد تراجع برنت ب1.8 % من 82.63 دولاراً إلى 81.13 دولاراً وغرب تكساس ب3.7 % من 80.13 دولاراً إلى 77.16 دولاراً. رغم انخفاض مخزونات الخام بمقدار 3.7 ملايين برميل، والبنزين 5.6 ملايين برميل، ونواتج التقطير بمقدار 2.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 19 يوليو، إلا أن متوسط مدخلات مصافي النفط الأميركية انخفضت بمقدار 521 ألف برميل يوميًا إلى 16.4 مليون برميل يوميًا وبطاقة تشغيلية أقل عند 91.6 % عن الأسبوع ما قبل الماضي، رغم استمرار إنتاج النفط الأميركي عند 13.3 مليون برميل يوميًا. وهذا يوضح أن أسعار النفط مازالت حبيسة الطلب الصيني على النفط، وهو العامل الأول في تراجع أسعار النفط، حيث انخفضت واردات النفط الصيني ب10.7 % على أساس سنوي في يونيو، وكذلك واردات المنتجات المكررة ب32 % خلال الفترة نفسها، وفقًا لبيانات الجمارك. كما انخفض استخدام مصافي التكرير هذا الشهر، ب3.5 % عن الفترة نفسها من العام الماضي، في ظل ضعف أرباح المصافي مع استمرار تقلص الهوامش إلى مستويات منخفضة للغاية. وكان نمو الاقتصاد الصيني مخيباً للآمال، بعد إن نما ب4.7 % على أساس سنوي في الربع الثاني، والأقل من توقعات المحللين عند 5.1 % خلال هذه الفترة. وتترقب أسواق النفط ما سيتمخض من اجتماع لجنة المراقبة الوزارية ل»أوبك+» في الأول من أغسطس، وإذا ما تم تمديد الخفض الطوعي حتى نهاية العام، فان ذلك سينعكس إيجاباً على الأسواق.