تقلد أمس الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان رئاسة الجمهورية الإيرانية، وذلك بعد فوزه بالانتخابات التي أجريت في الخامس من يوليو الجاري، حيث سيؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى يوم الثلاثاء، وذلك بعد حصوله على أكثر من 16 مليون صوت، بنسبة تقارب ال 54 % من إجمالي عدد المقترعين. يذكر أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية كان من المقرر إقامتها في عام 2025م، إلا أنها أجريت بشكل مبكر عقب وفاة الرئيس الإيراني الأسبق إبراهيم رئيسي في تحطم مروحية بشمال غرب إيران في مايو الماضي. وفي مراسم تم بثها مباشرة على التلفزيون الرسمي، أعلن خامنئي التصديق على انتخاب بزشكيان، وكرر في كلمة بهذه المناسبة التأكيد على موقف إيران المناهض لإسرائيل. ومع كون الزعيم الأعلى هو صاحب القول الفصل في جميع شؤون الدولة، فمن غير المتوقع أن يحدث بزشكيان تحولات كبيرة في سياسات إيران مثل دعمها لجماعات مسلحة في أنحاء المنطقة. فالقرار الرئيسي في السياسة الإقليمية ليس في يد الرئيس بل الحرس الثوري القوي، الذي لا يتبع إلا خامنئي. وعزز فوز بزشكيان الآمال في ذوبان الجليد في علاقات إيران العدائية مع الغرب، وهو ما قد يخلق فرصا لنزع فتيل نزاعها بشأن الملف النووي مع القوى العالمية. لكن بصفته صاحب السلطة المطلقة في إيران، فإن لخامنئي الكلمة الأخيرة في جميع شؤون الدولة مثل السياسة الخارجية والنووية للبلاد، فضلا عن اختيارات بزشكيان المقبلة للمناصب الوزارية الرئيسية مثل وزراء الخارجية والنفط والاستخبارات. وفي الوقت الذي تواجه فيه المؤسسة الدينية استياء شعبيا متزايدا بسبب الصعوبات الاقتصادية، سيكون الهدف الاقتصادي الأهم لبزشكيان هو التحرر من العقوبات الأمريكية التي أعيد فرضها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني المبرم في عام 2015 مع القوى الكبرى. وقال خامنئي "تجاوبا مع القضايا العالمية، يتعين علينا أن نتصرف بشكل استباقي وفعال.. يجب مراعاة الأولويات، اليوم الأولوية (على الجبهة الداخلية) هي القضايا الاقتصادية". ويخلف بزشكيان الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي الذي لاقى حتفه في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو أيار الماضي.