في ظل الانفتاح الثقافي المتزايد في السعودية، برزت العديد من الفنانات السعوديات اللواتي أبدعن في نشر أعمالهن على الصعيدين العربي والدولي. ومن بين هؤلاء الفنانات تبرز الفنانة التشكيلية أماني غيث، التي تحدثت حول تجربتها الفنية وأفكارها المبتكرة. غيث حاصلة على بكالوريوس الفنون وعضو في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، بدأت غيث مسيرتها الفنية منذ صغرها، حيث كانت مادة التربية الفنية من أحب المواد إلى قلبها. أقامت معرضها الشخصي الأول في غاليري زوايا بجدة عام 2020، وتوالت مشاركاتها في العديد من المعارض المحلية والدولية. تقول غيث: «منذ طفولتي، أحببت فن الرسم وكان وسيلتي للتعبير عن نفسي. مع مرور الوقت، بدأت المشاركة في المعارض الجماعية، حتى أقمت معرضي الشخصي الأول في غاليري زوايا، ثم في غاليري تجريد بالرياض، وأخيراً في النادي الثقافي العربي بالشارقة. اليوم أنا معلمة تربية فنية ومدربة معتمدة». تنوع بالأزياء المحلية تجسد أعمال أماني غيث جماليات التراث الفني السعودي بكل ما فيه من تنوع وثراء، حيث تتفاعل لوحاتها مع البيئة والطبيعة والمفردات الإنسانية التي تشكل جوهر الحياة السعودية. في معرضها الذي أقيم في النادي الثقافي العربي بإمارة الشارقة، عرضت غيث 80 لوحة تعكس التراث الفني السعودي من خلال الأزياء النسائية بزخارفها وألوانها الفريدة، مشيرة إلى التنوع الكبير الذي يميز أزياء كل منطقة في المملكة. وعن أسلوبها الفني، أوضحت غيث أنها بدأت بالواقعية قبل أن تتجه إلى التجريدية الرمزية، مشيرة إلى أنها تفضل العمل بأسلوبها الخاص بعيداً عن التصنيفات الفنية التقليدية. تستخدم في لوحاتها الأكريليك على القماش، والكولاج، والشبلونة، والسكين، والفرشاة، لتخلق أعمالاً غنية بالتأثيرات والطبقات الفنية. أزياء تقليدية حقيقية تشير غيث إلى أنها تهتم حالياً برسم المرأة والأزياء السعودية، لتوثيق التراث وإظهار تنوع الأزياء في مختلف مناطق المملكة. وتضيف أنها تبدأ عادةً بالتخطيط الفكري للوحة، وتستمع أثناء الرسم إلى الموسيقى، مما يساعدها على تجسيد رؤيتها الفنية بكل تلقائية وعمق. تشير غيث إلى أن الجمال والحيوية والبهجة التي تتسم بها المرأة في لوحاتها مستمدة من أزياء تقليدية حقيقية ارتدتها وتستمر في ارتدائها المرأة السعودية. وتضيف أن هذه الأزياء هي موروثات شعبية تنفرد بها كل منطقة في المملكة، التي تشبه قارة مترامية الأطراف، حيث تتميز كل منطقة بزيها الخاص، الذي يعكس البهجة والزخرفة والتطريز. وتوضح الفنانة أماني أن الأزياء الشعبية تعكس هوية الأمم وتحدد مناطق المملكة من خلال موروثاتها الشعبية، وخاصة الأزياء. والمرأة السعودية تحافظ على هذه الموروثات وتفخر بارتدائها في المناسبات الوطنية والأعياد، معتبرة ذلك جزءًا من تاريخها واعتزازها الثقافي. لوحات تبرز تفرد الأزياء تقول غيث إن حب المرأة للملابس والزخرفة والتطريز يثير فضولها كفنانة، مما جعلها تبحث في تفاصيل كل زي سواء داخل المملكة أو خارجها. أصبح شغفها بالأزياء انعكاسًا على أعمالها الفنية، حيث تسعى لإبراز تفرد جماليات الأزياء في لوحاتها.خلال بحثها، اكتشفت غيث ثقافات أخرى مرتبطة بالأزياء التقليدية. على سبيل المثال، العروس في المنطقة الجنوبية كانت ترتدي ملابس مطرزة بخيوط فضية ومذهبة على قماش القطيفة، مما يجعل الثوب أشبه بلوحة فنية، وتقول «الأزياء في المملكة تتنوع بتنوع المناطق والمناسبات، وتعكس البيئة المحلية التي يرتديها الناس، تعتبر غيث تجربتها مع أزياء المرأة السعودية غنية بالكشف عن الملامح الثقافية، حيث تعكس الأزياء بيئة واحتياجات كل منطقة. الأزياء الجبلية تختلف عن الصحراوية بفعل الظروف المناخية والتضاريسية، ما أدى إلى تنوع الأزياء السعودية وفقاً للاختلافات البيئية والاجتماعية. دعم لا محدود تؤكد غيث أن الجمهور السعودي يهتم بالفن التشكيلي ويتابع معارضه بشغف، وأعمالها تركز على المرأة ودورها الإيجابي في المجتمع السعودي، وما تشهده المملكة من حراك في كافة المجالات يؤكد رؤيتها الإيجابية حول دور المرأة السعودية، ما يعد مصدر فخر لها. وتلفت غيث إلى أن عدد الفنانات التشكيليات في السعودية يقارب عدد الفنانين، بفضل الدعم الأسري والحكومي ومؤسسات مثل «مسك» ووزارة الثقافة، فهذا الاهتمام أدى إلى مشاركات عالمية للفنانات السعوديات، حيث يتميز الفن التشكيلي السعودي بوجود لوحات لهن في أبرز المعارض والمؤسسات الفنية الشهيرة.