اقتربت دول منظمة أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا من الامتثال للحصص الإنتاجية المحددة لها في يونيو، حيث خفضوا إنتاج النفط الخام بمقدار 130 ألف برميل يوميًا إلى 40.87 مليون برميل يوميًا، حسبما أظهر استطلاع بلاتس أوبك + الشهري من ستاندرد آند بي جلوبال. وارتفع إنتاج أوبك بمقدار 10 آلاف برميل يوميا إلى 26.76 مليون برميل يوميا، في حين انخفض إنتاج خارج أوبك بمقدار 140 ألف برميل يوميا إلى 14.11 مليون برميل يوميا. وأنتجت الدول الأعضاء التي لديها حصص 220 ألف برميل يوميا فوق الحصة في يونيو، بانخفاض من 239 ألف برميل يوميا في مايو. ونفذ تحالف أوبك+ تخفيضات كبيرة في الإنتاج لدعم توازن أسواق النفط، والتي بدأت في الاستجابة، مع ارتفاع خام برنت بنسبة 14% منذ بداية يونيو إلى 87.73 دولارًا للبرميل في 8 يوليو وفقًا لتقييمات بلاتس. وخفضت اثنتان من أكبر الدول المنتجة للفائض في المجموعة الإنتاج في يونيو لكنها ظلت فوق الهدف. وقادت روسيا الانخفاض في الإنتاج من خارج أوبك، حيث خفضت الإنتاج بمقدار 140 ألف برميل يوميًا إلى 9.1 مليون برميل يوميًا في يونيو – وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر 2020، ولكن أعلى من حصتها البالغة 8.98 مليون برميل يوميًا. وفي الوقت نفسه، خفض العراق إنتاجه بمقدار 60 ألف برميل يوميا إلى 4.22 مليون برميل يوميا. وزادت كازاخستان إنتاجها بمقدار 50 ألف برميل يوميا إلى 1.54 مليون برميل يوميا. وتعهد المنتجون الثلاثة بتقديم خطط لتعويض الإنتاج في بداية عام 2024. وقالت كازاخستان في 8 يوليو إنها ستقدم خطتها إلى أمانة أوبك بعد أن تنشر مصادر ثانوية بيانات الإنتاج لشهر يونيو. وتشمل المصادر الثانوية مسح بلاتس. وقال مسؤول عراقي إن الوفد يجري مناقشات مع أمانة أوبك بشأن خطة التعويضات. ولم تعلق روسيا على خطتها. وقد اتفقوا جميعًا على تقديم الخطط بحلول نهاية يونيو. وكان من المتوقع أن يعوضوا عن فائض الإنتاج في عام 2024 بحلول سبتمبر 2025. وتمثل الدول الزائد انتاجها جزء من مجموعة تنفذ مجتمعة 2.2 مليون برميل يوميا من التخفيضات الطوعية، المعمول بها حاليا حتى نهاية الربع الثالث. وتخطط المجموعة بعد ذلك لإعادة بعض هذه البراميل إلى السوق تدريجيًا اعتبارًا من سبتمبر إذا اقتضت الظروف ذلك. ومن المقرر إجراء تخفيضات أخرى على مستوى المجموعة بمقدار 3.6 مليون برميل يوميًا حتى نهاية عام 2025. ووجد المسح أن الإنتاج النيجيري ارتفع إلى أعلى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات عند 1.5 مليون برميل يوميا، على خلفية الصادرات القوية وزيادة إمدادات الخام إلى مصفاة دانجوتي في البلاد. وسمح ذلك لنيجيريا بالوصول إلى حصتها من النفط الخام – التي تم تقليصها في يناير – للمرة الأولى منذ عام 2020، مما يشير إلى أن أكبر منتج في إفريقيا قد يستعيد بعض النفوذ المفقود داخل التحالف. ومن المقرر عقد الاجتماع القادم للجنة المراقبة الوزارية المشتركة لتحالف أوبك+ التي تشرف على الاتفاق، في الأول من أغسطس، يليه اجتماع وزاري كامل في الأول من ديسمبر. ويقيس مسح بلاتس إنتاج رؤوس الآبار ويتم تجميعه باستخدام معلومات من مسؤولي صناعة النفط والتجار والمحللين، وكذلك من خلال مراجعة بيانات الشحن والأقمار الصناعية والمخزون الخاصة. وفي صعيد متصل، قالت مصادر إن من غير المرجح أن تغير أوبك + سياسة إنتاج النفط في اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة انتاج تحالف أوبك+ في الأول من أغسطس القادم. وقالت المصادر من غير المحتمل أن يوصي اجتماع وزاري مصغر لأوبك+ الشهر المقبل بتغيير سياسة الإنتاج للمجموعة، بما في ذلك خطة لبدء تفكيك طبقة واحدة من تخفيضات إنتاج النفط اعتبارا من أكتوبر. وستعقد منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها بقيادة روسيا، أو أوبك+ كما تُعرف المجموعة، اجتماعًا للجنة المراقبة الوزارية المشتركة عبر الإنترنت لمراجعة السوق. وارتفع النفط في 2024 وجرى تداوله حول 85 دولارا للبرميل يوم الخميس، مستفيدا من الصراع في الشرق الأوسط وانخفاض المخزونات. وقد أدى القلق بشأن ارتفاع أسعار الفائدة والطلب لفترة أطول إلى الحد من المكاسب هذا العام. وتخفض أوبك+ حاليا الإنتاج بما إجماليه 5.86 مليون برميل يوميا، أو نحو 5.7% من الطلب العالمي، في سلسلة خطوات متفق عليها منذ أواخر 2022. وفي اجتماعها الأخير في يونيو، وافقت أوبك+ على تمديد تخفيضات قدرها 3.66 مليون برميل يوميا لمدة عام حتى نهاية عام 2025 وتمديد أحدث طبقة من التخفيضات - خفض 2.2 مليون برميل يوميا من قبل ثمانية أعضاء - لمدة ثلاثة أشهر حتى نهاية سبتمبر 2024. وستقوم أوبك+ بالإلغاء التدريجي للتخفيضات البالغة 2.2 مليون برميل يوميا على مدار عام من أكتوبر 2024 إلى سبتمبر 2025. وعندما سُئل نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك هذا الأسبوع عما إذا كانت السوق قوية بما يكفي لاستيعاب الحجم الإضافي اعتبارًا من أكتوبر، لم يستبعد إجراء تعديلات على الاتفاقية إذا لزم الأمر. وقال نوفاك "الآن لدينا مثل هذا الخيار (لزيادة الإنتاج)، كما قلنا سابقا، سنقيم دائما الوضع الحالي". وفي يونيو، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن أوبك+ يمكن أن توقف زيادات الإنتاج مؤقتا أو تعكسها إذا قررت أن السوق ليس قويا بما فيه الكفاية. وتجتمع اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة انتاج تحالف أوبك+ عادةً كل شهرين ويمكنها تقديم توصيات لتغيير السياسة التي يمكن بعد ذلك مناقشتها والتصديق عليها في اجتماع وزاري كامل ل أوبك + لجميع الأعضاء. وبشأن العرض، قال وزير النفط العراقي حيان عبد الغني إنه تم إحراز تقدم في المحادثات مع مسؤولي إقليم كردستان وممثلي الشركات العالمية العاملة هناك للتوصل إلى اتفاق لاستئناف صادرات النفط عبر خط أنابيب يصل إلى ميناء جيهان التركي. وقال عبد الغني في مقابلة مع قناة العراقية المملوكة للدولة "لقد أحرزنا تقدما في المحادثات ونتوقع التوصل إلى تفاهم خلال أيام قليلة". وظل خط أنابيب النفط بين العراق وتركيا، الذي كان ينقل في السابق نحو 0.5% من إمدادات النفط العالمية، عالقاً في طي النسيان لأكثر من عام بعد إغلاقه، حيث تعيق العقبات القانونية والمالية استئناف التدفقات من المنطقة. وقال مسؤول كبير بوزارة النفط العراقية: "لا يزال الاجتماع مستمرا لمناقشة القضايا التي تمنع استئناف صادرات النفط". وأضاف: "لا يزال من المبكر القول بأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق نهائي ولكن يمكننا القول أن المحادثات لها جوانب إيجابية". وقال المسؤول إنه من المتوقع أن تركز المحادثات على عقود الطاقة الخاصة بحكومة إقليم كردستان لتقاسم الإنتاج، والتي تريد بغداد تعديلها، وتكاليف إنتاج النفط التي تطالب بها شركات النفط الأجنبية مقابل النفط المنتج في إقليم كردستان. وألقى العراق باللوم على الشركات الأجنبية، إلى جانب السلطات الكردية العراقية، في تأخير استئناف صادرات النفط الخام لأنها لم تقدم حتى الآن عقودها إلى وزارة النفط الاتحادية لمراجعتها.