حققت الزراعة المحلية ومنظومة الأمن الغذائية بالمملكة نجاحات غير مسبوقة في تلبية الاحتياجات من السلع الغذائية خلال جميع الظروف بما فيها حالات الطوارئ بدعم من المبادرات والبرامج والإصلاحات الهيكلية المعمول بها تحت مظلة رؤية 2030، وزاد الإنتاج المحلي الزراعي في كثير من المحاصيل الزراعية وبلغت مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي 109 مليارات ريال للعام 2023م، وهذا رقم لم يسبق تسجيله من قبل، وقطعت المملكة شوطا كبيرا في اتجاه الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي والمائي عبر استراتيجية شاملة تضم «59» مبادرة مختلفة، تشمل أيضا تشجيع مربي الثروة الحيوانية والسمكية والنحل والعسل، وكذلك زيادة مشاريع الدواجن والبيوت الزراعية المحمية، ناهيك عن توجه صندوق الاستثمارات العامة إلى إيجاد شركات متخصصة لدعم إنتاج بعض المحاصيل الزراعية حسب المناطق المشهورة بتلك المحاصيل، وكذلك دور الصناعة الغذائية المهم لتحقيق الأمن الغذائي للمملكة في ظل وجود أكثر من 1500 مصنع للأغذية بحجم استثمارات يتجاوز 88 مليار ريال، حفزت النشاط لتصل صادرات المملكة من الأغذية لمستويات قياسية بلغت قرابة 20 مليار ريال في عام 2023م. طفرة القطاع الزراعي وأكد وكيل وزارة البيئة والزراعة لشؤون الزراعة، أحمد بن صالح العيادة، في تقرير بث عبر إحدى القنوات الفضائية مؤخرا، حدوث طفرة في معدل إسهام القطاع الزراعي في الناتج المحلي حيث تضاعف من 62 مليار ريال عند بداية إطلاق رؤية 2030 في عام 2017م ليصل إلى أكثر من 109 مليارات ريال بنهاية عام 2023 في سابقة لم تحدث من قبل. وتطرق، أحمد العيادة، في حديثه إلى عدد من النجاحات في بعض القطاعات كقطاع الدواجن الذي تضاعف حجم إنتاجه منذ بداية الرؤية من 40% إلى 70% مبينا أن قيمة الاستثمارات التي ضخت في القطاع تزيد عن 17 مليارا ستكون سببا في زيادة نسبة الاكتفاء في هذا القطاع، وقطاع الثروة السمكية الذي يشهد نموا متواصلا تضاعف معه معدل إنتاج الاستزراع السمكي من 100 ألف طن إلى نحو 210 آلاف طن وأصبحت المملكة تحتضن أكبر مشروع سمكي في العالم وتصل المنتجات إلى أكثر من 65 دولة، إضافة إلى قطاع الألبان الذي يصنف ضمن القطاعات الريادية الناجحة في ظل تجاوز المملكة إنتاج أكثر من 120% من الاستهلاك من منتجات الألبان بأنواعها. وتؤكد الإحصائيات الأخيرة تضاعف حجم إنتاج الثروة السمكية في المملكة في عام 2023 ليصل إلى 214.6 ألف طن، من 119 ألفاً في عام 2022 أي بما نسبته 80 في المائة، فيما المستهدف 230 ألف طن لعام 2024، وأن نسبة الاكتفاء الذاتي من الثروة السمكية في المملكة أصبحت تُقدّر بنحو 53 في المائة، ومن المتوقع أن تنتج جهود الاستزراع المائي في كاوست 280 ألف طن من المأكولات البحرية، مما يرفع إجمالي الإنتاج المحلي إلى 530 ألف طن سنويًا بحلول عام 2030. وهو ما سيقلل اعتماد المملكة على الأسماك المستوردة، ويساهم في توفير فرص عمل جديدة، وجذب الاستثمارات، ومساعدة مجتمعات الصيد المحلية على الاكتفاء الذاتي. والأهم من ذلك، أن البرنامج سيخفف الضغط على مجموعات الأسماك المحلية المهددة حاليًا بالانقراض حول سواحل المملكة؛ بسبب الصيد الجائر والضغوطات البيئية -ومن ثم المساعدة على الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري. عودة زراعة القمح ومن أمثلة النجاح المهم المتحقق في الزراعة المحلية ومنظومة الأمن الغذائية نجاح عودة زراعة القمح والأعلاف الموسمية مع حماية الموارد الطبيعية واستدامتها، إذ تم إنتاج 1.5 مليون طن من القمح، أي بما يعادل 50% من احتياجات المملكة، وهي نسبة تكفي في الحالات الطارئة، بواقع يصل إلى 100%، وقد كشف برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة "ريف السعودية"، عن نجاحه في تخفيض تكاليف حصاد محاصيل القمح والشعير بنسبة تصل إلى (90%)؛ بعد إدخال تقنيات الميكنة الزراعية، ويميز الطفرة التي تشهدها الزراعة المحلية ومنظومة الأمن الغذائية تواصل زيادة الإنتاج مع المحافظة على الجودة والتنوع الإيجابي فعلى سبيل المثال أصبحت المملكة تنتج العديد من الخضروات والفواكه، التي تزداد نسبة الاكتفاء الذاتي منها عاما بعد عام كما تزيد نسبة الصادرات منها أيضا إذ تشير الإحصائيات الرسمية لعام 2022 إلى بلوغ إجمالي كمية الصادرات الزراعية نحو 3.69 ملايين طن، وشكلت صادرات "الألبان ومنتجاتها والبيض والعسل الطبيعي" نسبة 20.1% من إجمالي كمية الصادرات الزراعية، وتؤكد أيضا تحقيق منتجات الألبان الطازجة أعلى نسبة اكتفاء من المنتجات الحيوانية في المملكة لعام 2022 وبنسبة بلغت 118%، يليها بيض المائدة بنسبة 117%، فيما بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من الأسماك 48% للعام نفسه وارتفع الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء إلى 60%، في حين جاءت التمور في المرتبة الأولى بنسبة اكتفاء ذاتي بلغت 124%، وبكمية إنتاج محلي بلغت 1.61 مليون طن عام 2022، بينما بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي لمحصول الطماطم 67%، ومحصول البصل 44%، كما أن إجمالي مساحة الزراعة العضوية في المملكة خلال ذلك العام بلغ 19.1 ألف هكتار، وجاءت في المرتبة الأولى مساحة الزراعة العضوية لمحاصيل الفاكهة (عدا التمور) حيث شكلت 11.5 ألف هكتارا أي ما نسبته 60.3%، يليها مساحة الزراعة العضوية لنخيل التمر حيث شكلت 20.8% من إجمالي مساحة الزراعة العضوية، وبلغ إجمالي إنتاج الزراعة العضوية للمحاصيل نحو 95.3 ألف طن عام 2022، حيث استحوذت الفاكهة (عدا التمور) على 70.9% من إجمالي إنتاج الزراعة العضوية. الصناعة الغذائية وكانت الصناعة الغذائية مواكبة ومساهمة في بأدوارها المهمة لتحقيق الأمن الغذائي للمملكة في ظل وجود أكثر من 1500 مصنع للأغذية بحجم استثمارات يتجاوز 88 مليار ريال، حفزت النشاط لتصل صادرات المملكة من الأغذية لمستويات قياسية بلغت قرابة 20 مليار ريال في عام 2023م، وأيضا واكبت الاستراتيجية الوطنية للمياه التي تم إطلاقها في عام 2018م ،ذلك المسعى وحققت ريادةً عالمية في منظومة تحلية المياه بتسجيل تسعة أرقام قياسية في موسوعة "غينيس" العالمية في مجالات الإنتاج، والنقل والخزن الاستراتيجي، إضافة إلى خفض استهلاك الطاقة، والحد من الانبعاثات الكربونية في عمليات تحلية مياه البحر معزّزة مكانتها كأكبر منتج للمياه المحلاة على مستوى العالم، ويعد برنامج إدارة الموارد المائية (أحد برامج الإستراتيجية الرئيسة) عاملا مهما في تلك المواكبة حيث تم تصميم برنامج إدارة الموارد المائية على نحوٍ ينفّذ إدارة وتخطيط الموارد المتكاملة في المملكة بهدف ضمان أفضل استخدام للموارد المائية المتوفرة من خلال ترشيد الموارد الحالية مثل المياه الجوفية المتجددة والمياه السطحية ومياه الصرف المعالجة. كما يعمل البرنامج أيضاً على خفض معدلات الاستهلاك الحالية في القطاعات البلدية والزراعية. ويشمل هذا البرنامج 15 مبادرة وتشرف عليه وزارة البيئة والمياه والزراعة. ولم يغفل العمل الجاري لتعزيز استدامة إنتاج المحاصيل الزراعية المحلية بالمملكة مشكلة هدر كميات كبيرة من تلك المحاصيل بشكل سنوي إذ تفيد دراسة حول ذلك الشأن بأن حجمُ وقيمة الهدر السنوي من الطماطم "234" ألف طنّ، ومن الخيار "82" ألف طنّ، ومن البطاطس "201" ألف طنّ، ومن الكوسا "38" ألف طنّ، ومن البصل "110" آلاف طنّ، و"335" ألف طن خضراوات أخرى، فتم مباشرة العديد من المبادرات التي تعنى بتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الموارد الغذائية، وتقليل هدر الخضراوات وتشجيع السلوكيات الاستهلاكية الرشيدة والمسؤولة. العودة لزراعة القمح التمور السعودية.. جودة محليًا وعالميًا الأمن الغذائي هدف أساسي للرؤية زراعة البن على سفوح جبال جازان