قد يتساءل البعض كيف يمكن لمولود في بيئة غير قادرة على مواكبة التعلم أن يرقى سلم النجاح؟ ومن وجهة نظري إن النجاح ليس دوماً مرتبطاً بتعدد المؤهلات العلمية فالأمر ليس مستحيلاً. وكثير من أصحاب الشهادات المتخصصين يعملون لدى رجال كبار لم يحظوا بوافر من التعليم. لأن النجاح له مسببات كثيرة، التعليم إحداها. والكثير منّا يعرف من ولد نجاحه الباهر من رحم المعاناة، ودخلوا سوق المال والأعمال حتى باتوا مؤثرين في كثير من مفاصل الاقتصاد. وهم ليسوا عدداً نادراً كما يظن البعض ولنراجع تاريخ عمالقة المال والأعمال (كالراجحي، الجريسي، ابن سمار وغيرهم كثير) كيف بدؤوا وأين وصلوا؟ بل إن تجاربهم تستحق أن تدرس كنماذج نجاح لكثير من أولئك المتعلمين تعليماً عالياً. وقّد رأينا أغلب خريجي الجامعات العريقة موظفين بالقطاع الخاص بل أستطيع القول إن صح التعبير (عمالة) مهنية ماهرة في القطاع الخاص، فالتعليم يضيف ولا يصنع النجاح بمفرده، عمالقة يصنعون الأحداث وآخرون تصنعهم الأحداث والبعض على هامش الأحداث أو (متفرجون كعبء على المنظمة أو المنشأة)، المميزون قليلون من مختلف طبقات المجتمع والأكيد أن الفقر والغنى لا يلعبان دوراً كبيراً في صناعة التميز والنجاح، فالتميز ليس فقط في مجال محدد بل في مجالات متعددة شاملة لجميع نواحي الحياة. ومن المهم التأكيد على أن النجاح لم يكن يوماً مرتبطاً بالمؤهل العلمي"الشهادات"، بل إنه ينبع من الإصرار والسعي الدؤوب نحو الهدف، فليس العلم محصوراً داخل جدران القاعات الأكاديمية بل إنه ينصهر في مختبرات التجارب والأحداث التي تصقل الشخصيات وتمنحها الوعي والخبرة والتجربة ومن ثم النجاح. ولذا أؤكد على أن النجاح الحقيقي بالإضافة للشغف والمثابرة فإنه يقاس بالقدرة على تحقيق الأهداف، فالأفكار العظيمة والعمل الجاد يأخذاننا إلى القمة ومدارج الرقي والنجاح.