رغم أنها شراكة من الأكثر استمرارية ونجاحا في كرة القدم الدولية، ربما يكون اعتماد ديدييه ديشان مدرب فرنسا على أنطوان جريزمان قد وصل إلى خط النهاية، وذلك مع دخول المنتخب في مرحلة جديدة ببطولة أوروبا لكرة القدم 2024. وفقد القائد الثاني للمنتخب مكانه في التشكيلة في المباراة الأخيرة لفرنسا بدور المجموعات في البطولة الأوروبية أمام بولندا، وليس هناك ما يضمن عودته في مباراة دور الستة عشر المقررة أمام بلجيكا المقررة في دوسلدورف يوم الاثنين المقبل. وربما كان هذا الأمر غير وارد قبل أشهر فقط، لكن جريزمان عانى من تراجع كبير في المستوى ويبدو أن اعتماد ديشان على قدرته على لعب العديد من الأدوار المختلفة في الفريق قد انتهى. وقال ديشان للصحفيين لدى مطالبته بتبرير استبعاد جريزمان الذي كان يتوقعه العديد من النقاد "لقد كان قرارا يتعلق بالخيارات التي اتخذتها". واختار مدرب فرنسا عناصر السرعة للتعامل مع القدرات البدنية العالية للاعبي بولندا، وقد يتمسك بنفس الفكرة للتعامل مع رباعي خط دفاع بلجيكا، وهو ما يعني إمكانية استبعاد جريزمان مجددا مع بداية منافسات أدوار خروج المغلوب. وقبل استبعاده من المباراة الأخيرة، تجاوز جريزمان (33 عاما) رقم ليليان تورام الذي شارك في 32 مباراة في كأس العالم وبطولة أوروبا، وهو رقم قياسي لمنتخب فرنسا. ولم يغيب جريزمان عن أي مباراة لمنتخب فرنسا في البطولتين منذ ظهوره الأول مع الفريق في عام 2014. وشارك جريزمان في كل البطولات التي خاضتها فرنسا تحت قيادة ديشان، ولعب 84 مباراة دولية متتالية في رقم قياسي، وهي سلسلة انتهت في مارس آذار الماضي بسبب الإصابة. وأدى جريزمان دور حلقة الوصل بين خطي الوسط والهجوم وأفاد المدرب في أدوار متعددة داخل الملعب وخارجه، وهو أمر يبدو أن ديشان يعتز به. وقال المدرب في وقت سابق من العام الجاري "إنه نوع من اللاعبين الذين يمكنهم حقا تغيير فريق، لأنه يعمل بجدية كما أنه موهوب للغاية من الناحية الفنية. "بالطبع، مسؤوليته الرئيسية ليست استخلاص الكرة، فقدمه اليسرى رائعة للغاية، ويمكنه صنع فرص رائعة للآخرين. "هو شخص يفكر دائما في مصلحة الفريق قبل أي شيء آخر. إنه يعمل بجدية شديدة، وربما أكثر من أغلب اللاعبين". لكن من الواضح أن بعضا من هذا البريق قد تلاشى، خاصة بعد العروض المتواضعة لجريزمان أمام النمسا وهولندا في المجموعة الرابعة.