يتواجه جو بايدن ودونالد ترمب الخميس في مناظرة تلفزيونية تاريخية هي الأولى قبل انتخابات رئاسية تشهد منافسة شديدة بينهما في استطلاعات الرأي، سيختار الأميركيّون فيها بين رؤيتين متعارضتين تماما لأميركا. ولم يسبق أن تنافس في السباق إلى البيت الأبيض مرشحان في سنّ الرئيس الديموقراطي (81 عاما) وسلفه الجمهوري (78 عاما). وقال مايكل تايلر المتحدث باسم حملة بايدن الأحد إن المناظرة ستسمح للبلاد أن "تدرك مليا الخيار بين جو بايدن... ودونالد ترمب المدان قضائيا" والذي يخوض حملة تتمحور حول الرغبة في "الانتقام". وفي سابقة بالنسبة لرئيس أميركي سابق، أدانت هيئة محلفين في نيويورك بالإجماع ترمب ب24 تهمة في قضية تزوير مستندات محاسبية بهدف إخفاء مبلغ مالي دفعه لشراء صمت ممثلة الأفلام ستورمي دانييلز التي أقام معها علاقة غير شرعية، وذلك قبل انتخابات 2016 التي فاز فيها بالرئاسة. كما أنه ملاحق في أربع قضايا أخرى، ولا سيما على خلفية محاولات غير مشروعة لقلب نتيجة انتخابات 2020 التي خسرها أمام بايدن، وأعمال العنف التي تلتها. وركز رجل الأعمال الثري الذي لم يعترف حتى الآن بهزيمته ولم يتعهد باحترام نتيجة الانتخابات المقبلة، هجماته السبت على صحة خصمه الجسدية والعقلية. سخر ترمب خلال تجمع انتخابي في فيلادلفيا من التحضيرات التي يقوم بها بايدن مع مستشاريه في مقر كامب ديفيد قرب واشنطن استعدادا للمناظرة. وقال مخاطبا أنصاره "إنه ينام، لأنهم يريدونه أن يكون بأحسن حال. وقبل المناظرة بقليل، سيتلقى حقنة في مؤخرته"، وذلك بعدما ألمح في السابق إلى أن الرئيس سيستخدم منشّطات قبل مواجهته. غير أن الخصمين وافقا على قواعد حُددت بهدف تفادي تحوّل المناظرة إلى شجار كما في مناظرتهما السابقة عام 2020، حين قال بايدن لترمب بعدما استمرّ في مقاطعته "هلا خرست يا رجل؟". ينتظر المرشحان للبيت الأبيض عادة الخريف لإجراء مناظرة بينهما، لكن الرئيس تحدّى خصمه أن يواجهه قبل الصيف سعيا لإظهار الفارق بينهما بصورة جلية، وهو على ثقة بأن ذلك سيصب في مصلحته. وستجري مناظرة ثانية في سبتمبر. وعلق دونالد نيمان المحلل في جامعة بينغهامتون أن "المناظرة مهمة لأنها فرصة لمرشحين معروفين تماما لمعاودة التعريف عن نفسيهما لجمهور يعرفهما جيدا لكنه لم يكن يعير اهتماما" للحملة. وأضاف "السؤال الكبير المطروح هو كم سيبدي الجمهور، خارج المناصرين السياسيين، اهتماما لمثل هذه المناظرة المبكرة". والرهان سواء بالنسبة لبايدن أو لترمب هو تعبئة الناخبين المتبقين خارج الاستقطاب الشديد الذي يسود الحياة السياسية الأميركية وغير المهتمين بتكرار السباق ذاته بين المرشحين. ومرة جديدة، قد تُحسم الانتخابات بفارق بضع عشرات آلاف الأصوات في حفنة من الولايات. وقال غرانت ريهر أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيراكوز "سأُراقب إن كان ترمب سيسعى للتحلي بصفة +رئاسية+ أكثر بأي شكل كان" لاجتذاب هؤلاء الناخبين المعتدلين، مضيفا أن "مسار الحملة يوحي بأن الجواب على ذلك هو لا"، لما تضمنته من هجمات شفهية وشتائم. وأوضحت كاثلين هول جاميسون أستاذة التواصل في جامعة بنسيلفانيا أن "نقطة ضعف ترمب هي خطابه المتطرف" ونقطة ضعف بايدن هي "معرفة إن كان يتمتع بالقدرة الذهنية المطلوبة للمنصب". وإن كان فارق السن بين الخصمين يقتصر على حوالى ثلاث سنوات، إلا أن مخاوف الأميركيين تتركز بصورة خاصة على قدرات الرئيس، إذ يظهر بوضوح أنه خسر من رشاقته الجسدية ومن قدراته الخطابية، ولو أن منافسه غالبا ما يدلي بكلام غير مترابط وتختلط عليه بعض الأمور خلال تجمعاته الانتخابية. ويعد بايدن بإنقاذ الديموقراطية بمواجهة خصم نعت معارضيه السياسيين ب"الحثالة" وأعلن أنه يعتزم أن يكون ديكتاتورا "ليوم واحد". كما يطرح الرئيس نفسه ضمانة لحق النساء في الإجهاض وحليفا للطبقات الوسطى وحاجزا بوجه الأنظمة المتسلطة مثل روسيا والصين. من جانبه، يؤكد ترمب أنه يريد وقف "تراجع" الولاياتالمتحدة واعدا من أجل ذلك بتخفيضات ضريبية ورسوم جمركية مشددة ومشاريع تنقيب عن النفط وعمليات طرد جماعي للمهاجرين. وبعدما انتُقد بانتظام لتصريحاته المعادية للأجانب، طرح الملياردير الجمهوري مجددا السبت فكرة تنظيم مباريات قتال بالأيدي بين مهاجرين وأبطال أميركيين على طراز مسابقات الفنون القتالية المختلطة، مضيفا أمام تجمع لمسيحيين إنجيليين "ليست هذه أسوأ فكرة خطرت لي حتى الآن".