ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب بكل ثقله الاثنين، في السباق إلى البيت الأبيض عشية الانتخابات الرئاسية على أمل نقض كل استطلاعات الرأي التي تشير إلى تقدم خصمه الديموقراطي جو بايدن عليه. وعلى الرغم من الرياح المعاكسة، يبشر ترمب ب"موجة" جمهورية ستكتسح البلاد. وأعلن ترمب الذي يخشى أن يكون أول رئيس لولاية واحدة منذ أكثر من ربع قرن، خاطباً في جمهور من المؤيدين الأحد "سنفوز بأربع سنوات إضافية في بيتنا الأبيض الرائع". وعلى جدول أعمال الرئيس لليوم الأخير من الحملة الانتخابية خمسة تجمعات في أربع ولايات هي كارولاينا الشمالية وبنسيلفانيا وميشيغان وويسكنسن، على أن يختم نهاره في غراند رابيدز بولاية ميشيغان، كما في العام 2016 حين باغت العالم بفوزه بالرئاسة. أما جو بايدن (77 عاماً)، فيركز جهوده بشكل أساسي على ولاية بنسيلفانيا التي يأمل في انتقالها إلى المعسكر الديموقراطي، ما سيفتح له أبواب البيت الأبيض أخيراً في محاولته الثالثة للفوز بالرئاسة. وذكر أنه "في المرة الأخيرة عام 2016، فاز دونالد ترمب في بنسيلفانيا بفارق 44 ألف صوت فقط (من أصل أكثر من ستة ملايين صوت)" مؤكداً "لكل صوت أهميته". ومن جانب ترمب لا يبدو عليه أي بوادر تعب بعد شهر على إصابته بوباء كوفيد- 19، وبعد تجمعات انتخابية كثيرة، بل على العكس، يجوب البلاد منذ أكثر من أسبوع ولا يقضي سوى وقت ضئيل جداً في واشنطن. وفي آخر تجمع انتخابي عقده مساء الأحد في أوبا لوكا بولاية فلوريدا، وفي وقت تخطت حصيلة الوفيات جراء الوباء 230 ألفاً في الولاياتالمتحدة، ردّد ترمب مرة جديدة أن الديموقراطيين يتحدثون كثيرا عن كوفيد- 19. وفي مؤشر إلى التوتر المخيم في نهاية حملة اتسمت بعدائية فائقة، تحصنت متاجر في العديد من المدن الأميركية خوفاً من تظاهرات عنيفة. وسئل ترمب عن التكهنات المنتشرة في وسائل الإعلام حول احتمال أن يعلن فوزه مساء الثلاثاء إذا لم ترد نتائج واضحة ليلة الانتخابات، فنفى ذلك نفياً قاطعاً، وأضاف "فور انتهاء الانتخابات، سيكون محامونا جاهزين"، ملمحاً إلى احتمال خوض معركة قضائية طويلة. من جانبه قال بايدن: "إن الرئيس لن يسرق هذه الانتخابات". وينظم ترمب ليلة انتخابية في البيت الأبيض يستقبل خلالها عدداً من المدعوين يصل إلى 400 شخص، بحسب ما كتبت صحيفة نيويورك تايمز. أما بايدن، فيخاطب الأميركيين خلال ليلة الانتخابات من معقله في ويلمينغتون بولاية ديلاوير. وأظهر استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا ونشرت نتائجه الأحد تقدم بايدن على ترمب في أربع ولايات حاسمة هي بنسيلفانيا وأريزونا وفلوريدا وويسكنسن، وكلها ولايات فاز فيها ترمب في الانتخابات الماضية. لكن المراقبين يدعون باستمرار إلى الحذر، مستشهدين بانتخابات 2016 حين أثار ترمب إحدى أكبر المفاجآت في التاريخ السياسي الأميركي بفوزه على المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. وستعتمد أجواء الليلة الانتخابية إلى حد بعيد على تطور النتائج الواردة من الولايات الأساسية مشيرة إلى انتقالها إلى أي من الطرفين. ففي حال فوز بايدن في فلوريدا قد تعلن النتائج باكراً، وذلك قد يحسم السباق سريعاً. والفارق ضئيل بين المرشحين في هذه الولاية الكبرى في جنوب شرق الولاياتالمتحدة. والانتخابات الرئاسية الأميركية لا يحسمها الاقتراع الشعبي، بل أصوات الناخبين الكبار. وهذه الميزة التي يتفرد بها النظام الانتخابي الأميركي هي التي أتاحت لترمب الفوز بغالبية أصوات الهيئة الناخبة ال538، رغم تقدم هيلاري كلينتون عليه بثلاثة ملايين صوت في الاقتراع الشعبي. وأدلى أكثر من 93 مليون أميركي بأصواتهم حتى الآن، ما يؤشر إلى نسبة مشاركة قياسية هذه السنة. ويشارك الرئيس السابق باراك أوباما بشكل نشط في هذه المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية، فيزور الاثنين أتلنتا في جورجيا، وميامي في فلوريدا، دعماً لبايدن الذي كان نائبه على مدى ثماني سنوات. وهو يدعو منذ أسبوعين إلى عدم تكرار أخطاء 2016 قائلاً: "بقي الكثيرون في منازلهم، تكاسلوا وتساهلوا. لكن ليس هذه المرة! ليس في هذه الانتخابات!". بايدن: ترمب لن يسرق هذه الانتخابات «رويترز»