أكد الرئيس الروسي فلادمير بوتين أهمية تعزيز العلاقات الاستراتيجية لبلاده مع فيتنام، بحسب ما ذكرته تقارير إعلامية، وذلك خلال مباحثات مع الرئيس الفيتنامي تو لام، في اليوم الأول من زيارته لهانوي. ودعا الرئيس الروسي نظيره الفيتنامي إلى حضور الاحتفالات المقررة في موسكو العام المقبل لإحياء الذكرى ال80 للانتصار على النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية، بحسب ما ذكرته وكالة تاس الروسية للأنباء.وأعلن بوتين، صباح أمس، أن تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع فيتنام يعد ضمن أولويات روسيا، بحسب ما ذكرته وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء. وجاءت تصريحات الرئيس بوتين في مستهل محادثاته مع نظيره الفيتنامي في قصر هانوي الرئاسي، حيث أكد أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير الحوار مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، حيث إن فيتنام أحد أعضائها الرئيسيين. وأشار بوتين إلى أن العلاقات التجارية والاقتصادية تتطور بشكل تدريجي مع فيتنام، قائلاً: "في العام الماضي، ارتفع حجم التجارة بنسبة 8 %، وتعمل اللجنة الحكومية الدولية من كلا الجانبين بشكل وثيق على هذا الأمر، ويتم تسهيل نمو حجم التجارة بالطبع من خلال تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة لعام 2015 بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وفيتنام". كما أعلن بوتين خلال لقائه رئيس وزراء فيتنام، فام مينه تشين، أن روسيا مستعدة لتوفير إمدادات مباشرة وطويلة الأمد من الهيدروكربونات، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، إلى فيتنام وبدأ الرئيس الروسي زيارة دولة لفيتنام التي تزودها موسكو أسلحة منذ عقود غداة توقيعه اتفاقية دفاعية مع كوريا الشمالية تقلق الدول الغربية. وشكر الرئيس الروسي هانوي على نهجها "المتوازن" بشأن أوكرانيا في مقال نشر في صحيفة الحزب الشيوعي الحاكم. وكتب أن روسياوفيتنام لديهما "القراءة نفسها" للوضع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.والتقى بوتين نظيره تو لام في القصر الرئاسي خلال مراسم تخللتها طلقات مدفعية وثلة مع الحرس الجمهوري. ووصل بوتين إلى هانوي ليل الأربعاء الخميس آتيا من بيونغ يانغ حيث استقبله الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بحفاوة كبيرة مؤكدا أنه "أفضل صديق" لبلاده. ووقع البلدان المتحدان ضد "الهيمنة" الأميركية اتفاقية "شراكة استراتيجية شاملة" تنص على مساعدة متبادلة في حال تعرض أي منها ل"عدوان" وعلى احتمال تعزيز "التعاون العسكري الفني" على ما أكد بوتين. وتخشى الولاياتالمتحدة وحلفاؤها من أن يفضي هذا التقارب المتواصل إلى إمدادات ذخائر وصواريخ كورية شمالية جديدة لروسيا لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا. زينت شوارع سيؤول بأعلام روسية ونشرت تعزيزات أمنية استعداداً لاستقبال الرئيس الروسي الذي يربط بلاده بفيتنام تاريخ طويل يعود إلى الحقبة السوفياتية. وأرسلت موسكو أسلحة إلى حلفائها الشيوعيين خلال حرب فيتنام وساهمت على مدى عقود في تدريب كوادر كثر في الحزب الشيوعي الفيتنامي من بينهم نغوين فو ترونغ. وتواصل موسكو بيع فيتنام جزءاً كبيراً من أسلحتها وعتادها العسكري في جو من التوتر في بحر الصينالجنوبي حيث يساور هانوي القلق من تطلعات بكين التوسعية. وستطرح مسائل الدفاع على بساط البحث على ما رأى محللون. واعتبر كارل ثايير الأستاذ الفخري في جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية أن البلدين "لديهما مصلحة متبادلة في معاودة مبيعات الأسلحة التي تباطأت منذ العام 2022". وأضاف: "لكن فيتنام مقيدة كثيراً بسبب احتمال فرض عقوبات أميركية" إذا فعلت ذلك.