قال رئيس منظمة أطباء بلا حدود الإغاثية الخميس: إن السودان يشهد "إحدى أسوأ الأزمات التي عرفها العالم منذ عقود"، في إشارة إلى الحرب الدائرة في البلاد بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عام. ونشر حساب المنظمة على موقع إكس نقلاً عن رئيسها كريستوس كريستو أن السودان يشهد "إحدى أسوأ الأزمات التي عرفها العالم منذ عقود..إلا أن الاستجابة الإنسانية غير كافية على الإطلاق". يشهد السودان منذ 15 أبريل العام الماضي حرباً دامية بين القوات المسلحة النظامية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة. وفي مقطع مصور مقتضب نشرته المنظمة الاغاثية الدولية قالت: إن "مستويات المعاناة قياسية في أرجاء البلاد ويوماً عن يوم تزداد الحاجات". وأضافت أن "هناك تعمداً من قبل الحكومة السودانية في عدم منح تصاريح لفرق ومواد الإغاثة الإنسانية تمكنهم من الوصول إلى مناطق القتال". وفي العاصمة السودانية أفادت أطباء بلا حدود عن تعرض مستشفى "النو" بأم درمان جنوبالخرطوم والذي تدعمه المنظمة "للقصف الأربعاء، وسط قصف عنيف في محيط المدينة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، من بينهم متطوع محلي" ووقوع 27 جريحاً. وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأممالمتحدة. لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى "150 ألفاً" وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو. كذلك، سجل السودان قرابة عشرة ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأممالمتحدة. ودمرت إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة. من جهة أخرى، أعلن فريق أممي جديد لتقصّي الحقائق يجري تحقيقاً في انتهاكات يشتبه بأنها ارتُكبت في الحرب الدائرة في السودان، أنه بصدد التحقّق من تقارير عن اغتصاب في مركز احتجاز وهجمات عرقية ضد مدنيين. وتلقت بعثة الأممالمتحدة الدولية المستقلة لتقصّي الحقائق التي أنشئت مؤخراً "تقارير ذات صدقية عن العديد من حالات العنف الجنسي التي ترتكبها الفصائل المتحاربة"، وفق ما أفاد رئيسها محمد شاندي عثمان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف. وقال: إن "نساء وفتيات تعرّضن وما زلن لعمليات اغتصاب واغتصاب جماعي ولخطف وزواج قسري". وأكد أن الفريق يتحقق من "تقارير تعذيب في مراكز احتجاز بمن في ذلك لرجال وفتيان". منذ اندلاعه، أسفر النزاع عن عشرات آلاف القتلى وعن تهجير أكثر من تسعة ملايين شخص، وفق الأممالمتحدة. وأنشأ المجلس بعثة تقصّي الحقائق بعد ستة أشهر على اندلاع النزاع للتحقيق في انتهاكات يشتبه بارتكابها. لكن نواة الفريق لم يتم تشكيلها إلا في ديسمبر، كما أن أزمة سيولة في الأممالمتحدة وتجميد التوظيف "أديا إلى تأخير لأشهر عدة"، وفق عثمان. مع ذلك، بدأ الفريق عمله، وأجرى حتى الآن نحو 80 مقابلة مع ضحايا وشهود على انتهاكات. وأعرب عثمان عن "قلق بالغ إزاء استمرار القتال مع عواقب مأسوية ومعاناة هائلة للسكان المدنيين". وطرفا النزاع متّهمان بارتكاب جرائم حرب بما في ذلك الاستهداف المتعمد لمدنيين والقصف العشوائي لمناطق سكنية ومنع دخول مساعدات إنسانية رغم التحذيرات من أن خطر المجاعة يتهدد الملايين. إلى ذلك سلّط عثمان الضوء على تقارير تفيد بتجنيد واسع النطاق لأطفال، لا سيما للمشاركة في "قتال مباشر وارتكاب جرائم عنف". وقال: إن الفريق يشعر بقلق بالغ إزاء القتال العنيف ومحاصرة قوات الدعم السريع للفاشر، المدينة الوحيدة في إقليم دارفور الخارجة عن سيطرتها. وشدّد على أن "هجمات سابقة على مناطق أخرى تزيد من مخاوفنا"، مشيراً إلى أن الفريق "يحقق حالياً في هجمات سابقة واسعة النطاق ضد مدنيين على أساس انتمائهم العرقي في مناطق أخرى من دارفور". وقال: إن تلك الهجمات شملت "القتل والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي والتعذيب والتشريد القسري والنهب". ولفت عثمان إلى أن التحقيق يشمل أيضاً "هجمات عرقية" في أماكن أخرى بما في ذلك في أنحاء أخرى من إقليم دارفور ومن ولاية الجزيرة. طرفا النزاع متّهمان بارتكاب جرائم حرب «رويترز»