تعد الترجمة مهمة جدا لنقل الثقافة وتحويل النصوص المقروءة والمسموعة والمرئية من لغة إلى أخرى، وبذلك تشكل جسرا للتواصل الثقافي والعلمي والحضاري بين الشعوب والأفراد. ويمكن تلخيص أهمية الترجمة في عدة جوانب اذكر منها: نقل المعرفة والمعلومات من لغة إلى أخرى مما يسمح بالتواصل والوصول إلى المحتوى الثقافي والأدبي والعلمي والتقني من جميع أقطار العالم. ولا شك أن الترجمة تسهم في تعزيز الثقافة والتنوع الثقافي مما يؤدي إلى نقل الأفكار والقيم والتقاليد بصورة سريعة وفعالة. وهكذا فإن الترجمة تساعد في تسهيل التواصل بين الشعوب والمجتمعات، التي تتحدث بلغات مختلفة، مما يقوي ويعزز التفاهم والتواصل بين الثقافات المختلفة. وإذا كانت العلوم والتقنية الحديثة هي وسيلة التبادل الحضاري الهائل في هذا العصر فإن الثقافة والمعرفة هي المادة الخام لنقل الأفكار والمشاعر والآراء بين الأمم والأفراد. والترجمة أداة مهمة جدا لصنع الوعي في عالم متعدد الثقافات، وهي وسيط ثقافي مهم يمكنه الإسهام في التقارب والتواصل الحضاري ولا شك أن الحضارة الإسلامية هي حضارة شاملة نشأت في محيط عربي، إلا أنها مزيج ثقافي في إطار عربي، وهذا يدل على قدرة اللغة العربية التي استطاعت أن تطوع اللغات الأخرى مثل اللغات الهندية واليونانية والفارسية لمفرداتها وتراكيبها اللغوية. وقد استطاع المترجمون الأوائل من أمثال إسحاق بن حنين وابنه حنين وقسطا لوقا أن ينقلوا لنا بعض الأعمال الأدبية والفلسفية .وظهرت خلال ذلك بعض المذاهب الفلسفية على أيدي بعض الفلاسفة والمفكرين من أمثال ابن سينا والفارابي والغزالي وغيرهم. وقد كان (كتاب كليلة ودمنة) الذي ترجمه عبدالله ابن المقفع من الفارسية إلى العربية من الروائع الأدبية المترجمة والتي كان لها تاثير كبير من الناحية الأدبية واللغوية والفكرية .كما أن كتاب ألف ليلة وليلة من أكثر الكتب المترجمة ذات التأثير الكبير في ترجمة الأعمال الأدبية. ويمكن أيضا أن نذكر ترجمة (الشاهنامة) للفردوسي من الفارسية إلى اللغة العربية، ثم توالت الترجمات وخاصة من اللغة اليونانية إلى العربية. وهكذا نجد أن الترجمة تؤدي إلى تسهيل التواصل والتفاهم العالمي مما يعزز دور السلام ونشر الوعي الثقافي بين الشعوب.