عقدت منظمة البلدان المصدرة للنفط، أوبك، وشركاؤها في تحالف أوبك+ الاجتماع الوزاري السابع والثلاثين، برئاسة وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في الرياض، ظهر أمس الأحد، بحضور عدد من وزراء دول التحالف فيما انضم آخرون عبر الإنترنت، وأقر الاجتماع تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية حتى نهاية 2025. وأعلن الاجتماع بأنه وفي ضوء الالتزام المستمر للدول الأعضاء في منظمة أوبك والدول غير الأعضاء في إعلان التعاون بتحقيق استقرار سوق النفط واستدامته، وتوفير التوجيه والشفافية على المدى الطويل للسوق، وتمشياً مع النهج المتمثل في الحيطة والاستباقية والوقائي، والذي تم اعتماده باستمرار من قبل الدول المشاركة في أوبك والدول غير الأعضاء في أوبك في إعلان التعاون، قررت الدول المشاركة عدداً من الإجراءات ومنها الاتفاق على إعادة التأكيد على إطار إعلان التعاون، الموقع في 10 ديسمبر 2016 والذي تم إقراره في الاجتماعات اللاحقة، وكذلك ميثاق التعاون الموقع في 2 يوليو 2019. وأقر الاجتماع تمديد مستوى الإنتاج الإجمالي من النفط الخام للدول الأعضاء في منظمة أوبك والدول غير الأعضاء في اتفاقية التعاون وفقاً للجدول المرفق اعتباراً من 1 يناير 2025 حتى 31 ديسمبر 2025. وتمديد فترة التقييم من قبل المصادر الثلاثة المستقلة حتى نهاية نوفمبر 2025، لاستخدامها كدليل إرشادي لمستويات الإنتاج المرجعية لعام 2026. كما تم الاتفاق على إعادة التأكيد على تفويض لجنة المراقبة الوزارية المشتركة بمراجعة ظروف سوق النفط العالمية عن كثب، ومستويات إنتاج النفط، ومستوى التوافق مع إعلان التفاهم، بمساعدة اللجنة الفنية المشتركة وأمانة أوبك. وتقرر عقد اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة كل شهرين، وعقد الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك والدول غير الأعضاء فيها كل ستة أشهر وفقًا للمؤتمر العادي المقرر لمنظمة أوبك. ومنح لجنة المراقبة الوزارية المشتركة صلاحية عقد اجتماعات إضافية، أو طلب عقد اجتماع وزاري لمنظمة أوبك وغير الأعضاء في أوبك في أي وقت لمعالجة تطورات السوق، كلما اقتضت الضرورة ذلك. وشدد الاجتماع التأكيد مجدداً على مراقبة مطابقة اتفاقية التعاون مع الأخذ في الاعتبار إنتاج النفط الخام، وذلك باستخدام متوسط المصادر الثانوية السبعة المعتمدة، ووفقاً للمنهجية المطبقة على الدول الأعضاء في منظمة أوبك. والتأكيد على الأهمية الحاسمة للالتزام بالمطابقة الكاملة وآلية التعويض. وتقرر عقد الاجتماع الوزاري الثامن والثلاثين لأوبك وخارجها في 1 ديسمبر 2024. وتمت مناقشة مستجدات أسواق النفط وتنبؤات عام 2025 وبحث أساسيات السوق وتقديم توصيات بشأن السياسة الإنتاجية الحالية والمستقبلية، ومراجعة تنفيذ السوق والأعضاء لتخفيضات الإنتاج، وبحث مدى التزام الأعضاء بسياسة الإمدادات المتفق عليها. وعقدت الدول التي تنفذ التخفيضات الطوعية محادثات منفصلة عن الاجتماعات الرسمية لمنظمة أوبك وأوبك+. وراجعت اللجنة الوزارية المشتركة مستويات السوق ومدى الامتثال لاتفاقية الإنتاج الحالية والمحافظة على التخفيضات الطوعية لإدارة السوق بشكل متوازن. كما راجعت بيانات إنتاج النفط الخام لشهري مارس وأبريل 2024 ولاحظت الالتزام العالي لدول أوبك والدول غير الأعضاء في أوبك باتفاقية إعلان التعاون. وجاء قرار تمديد الخفض حتى نهاية 2025 مواكباً لتوقعات غالبية المحللين، وبينما لا يزال من المتوقع أن ينتعش الطلب في النصف الثاني من هذا العام، فمن المتوقع أن تستمر المجموعة في توخي الحذر. وتوصلت أوبك + إلى اتفاق تفصيلي لتمديد تخفيضات إنتاج النفط الرئيسية بنحو 2 مليون برميل يوميا، واستمرت المناقشات حول تمديد القيود على مستوى المجموعة حتى عام 2025. وقال مندوبون إن أوبك+ لديها الخطوط العريضة لاتفاق لتمديد شريحة حاسمة من تخفيضات إمدادات النفط إلى النصف الثاني من العام، حيث تواصل المجموعة جهودها لتجنب فائض عالمي وتحقيق توازن الأسواق. ويبلغ إجمالي ما يسمى بالتخفيضات "الطوعية" من الأعضاء الرئيسيين بما في ذلك المملكة العربية السعودية وروسيا حوالي 2 مليون برميل يوميًا ومن المقرر أن تنتهي في نهاية يونيو. وتأتي هذه القيود بالإضافة إلى اتفاق على مستوى المجموعة يحدد إجمالي إنتاج النفط الخام عند حوالي 39 مليون برميل يوميًا، والذي يناقش التحالف أيضًا تمديده حتى عام 2025. واجتمع وزراء أوبك+ يوم الأحد في اجتماع مختلط لاتخاذ قرار بشأن السياسة النفطية، حيث حضر البعض محادثات شخصية في الرياض وشارك آخرون عبر الإنترنت. وتوقع التجار والمحللون على نطاق واسع تمديد تخفيضات المجموعة، معتبرين أنها ضرورية لتعويض ارتفاع الإنتاج من العديد من منافسي أوبك + -وأبرزهم شركات الحفر الصخرية الأميركية- والتوقعات الاقتصادية الهشة في أكبر مستهلك، الصين. وقال مصدران في أوبك+ تم الاتفاق على تمديد تخفيضاتها الكبيرة في إنتاج النفط حتى نهاية 2025، في الوقت الذي تسعى فيه المجموعة لدعم السوق وسط نمو فاتر للطلب العالمي وارتفاع الاهتمام بأسعار الفائدة وارتفاع الإنتاج الأميركي المنافس. ونفذت أوبك+، سلسلة من التخفيضات العميقة في الإنتاج منذ أواخر عام 2022. ويخفض أعضاء أوبك+ حاليا الإنتاج بإجمالي 5.86 مليون برميل يوميا، أو حوالي 5.7 % من الطلب العالمي. وتشمل التخفيضات 3.66 مليون برميل يومياً من أعضاء أوبك+ صالحة حتى نهاية عام 2024، و2.2 مليون برميل يومياً من التخفيضات الطوعية لبعض الأعضاء والتي تنتهي في نهاية يونيو. ويشمل الاتفاق تمديد بعض أو كل التخفيضات البالغة 3.66 مليون برميل يومياً حتى عام 2025 وبعض أو كل التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً حتى الربع الثالث أو الرابع من عام 2024. والدول التي قامت بتخفيضات طوعية أعمق من تلك المتفق عليها مع المجموعة الأوسع هي الجزائر والعراق وكازاخستان والكويت وعمان وروسيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وأشارت بعض المصادر إلى أن اجتماع الأحد شمل الدول التي تجري تخفيضات طوعية في الإمدادات بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في إطار الجهد الشامل للمجموعة لكبح الإمدادات وتحقيق التوازن في السوق ودعم أسعار الخام. ونفذت أوبك+ سلسلة من التخفيضات منذ أواخر 2022 وسط ارتفاع الإنتاج من الدول غير الأعضاء مثل الولاياتالمتحدة، ومخاوف بشأن الطلب وسط ارتفاع أسعار الفائدة. وكان من المقرر في الأصل أن يكون اجتماع وضع السياسات يوم الأحد حدثًا شخصيًا يعقد في فيينا في مقر منظمة البلدان المصدرة للبترول ولكن تم نقله عبر الإنترنت الأسبوع الماضي. وإلى جانب تخفيضات الإنتاج، ناقش الاجتماع أرقام الطاقة الإنتاجية للأعضاء، وتساعد تقديرات القدرة أوبك+ على تحديد أرقام الإنتاج الأساسية التي يتم من خلالها إجراء التخفيضات.