تُعنى الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية في المملكة التي تأسست في 1989 بمرسوم ملكي، بإدارة وتنظيم البيانات الجيومكانية لتحقيق أفضل استفادة للحكومة والقطاعات المختلفة. في عام 2021، أُعيد تشكيل الهيئة لتتولى قيادة تطوير البنية التحتية للمعلومات الجغرافية وتقديم البيانات الجيومكانية لجميع القطاعات. تلعب الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية دورًا محوريًا في التنمية الاقتصادية وزيادة الدخل من خلال عدة محاور رئيسة، أحد أهم هذه المحاور هو تحسين التخطيط العمراني والبنية التحتية، وقامت الهيئة بتطوير خرائط طبوغرافية دقيقة تُظهر التضاريس والارتفاعات، مما يسهل عملية التخطيط العمراني وإدارة المشاريع الكبيرة، كما استخدمت تقنيات الاستشعار عن بعد لتحليل ورصد المناطق المختلفة باستخدام صور الأقمار الصناعية، ما يعزز دقة وفعالية التخطيط والتنفيذ. تساهم الهيئة أيضًا في تسهيل جذب الاستثمارات الأجنبية من خلال توفير بيئة استثمارية شفافة تتيح الوصول إلى المعلومات الجيومكانية بسهولة، هذا يعزز الشفافية والثقة بين المستثمرين، ويسهل اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة، بالإضافة إلى ذلك، وفرت الهيئة قاعدة بيانات جغرافية دقيقة تسهل معرفة الموارد الطبيعية والبنية التحتية، مما يشجع على الاستثمار في القطاعات المختلفة مثل التعدين والزراعة. دعم مشاريع الطاقة المتجددة هو جانب آخر من إسهامات الهيئة. قامت بتوفير بيانات دقيقة حول المواقع المثلى لإنشاء محطات الطاقة الشمسية والرياح، وحددت المناطق المتاحة للاستفادة من هذه المشاريع الجديدة، مما يدعم التوجه نحو الاستدامة البيئية والطاقة النظيفة. إلى جانب ذلك، عملت الهيئة على تحسين إدارة الموارد الطبيعية مثل المياه والأراضي الزراعية، مما يعزز استدامة هذه الموارد ويضمن استغلالها لصالح المواطنين والمستثمرين على حد سواء. كما عززت الهيئة التعاون الدولي وتواجد المملكة في الساحة الخارجية لضمان تطبيق أفضل الممارسات العالمية في إدارة المعلومات الجيومكانية. شاركت في التنسيق مع لجنة الخبراء في إدارة المعلومات الجيومكانية التابعة للأمم المتحدة، وتعاونت مع منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) والاتحاد الدولي للمساحين (FIG) لتطوير نظم المسح والمعلومات الجيومكانية. كما تعاونت مع شركات تكنولوجية دولية لتحسين نظم الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية. في ختام هذه الرحلة عبر مسيرة الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية، يبرز الدور الاستراتيجي الذي لعبته هذه الهيئة في دعم وتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030. بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وُضعت الأسس لاقتصاد مبتكر ومتنوع يتخطى الاعتماد التقليدي على النفط، مع التركيز على قطاعات جديدة مثل التكنولوجيا، السياحة، والطاقة المتجددة. ولي العهد -حفظه الله- حريص على الارتقاء بالوحدات والمؤسسات الحكومية لتنافس وتتفوق على المنظمات العالمية. هذا التوجه الطموح يسعى لاستغلال التقنيات الحديثة والموارد البشرية المؤهلة لتحسين الخدمات والبنية التحتية، مما يعزز من قدرة المملكة على جذب الاستثمارات وتعزيز الشفافية والكفاءة في مختلف القطاعات. إن مساهمات الهيئة في تحسين التخطيط العمراني وإدارة الموارد الجيومكانية، بالإضافة إلى دورها في دعم مشاريع الطاقة المتجددة وتعزيز البنية التحتية التكنولوجية، تعكس الجهود المبذولة لضمان مستقبل مستدام ومزدهر للمملكة. بفضل هذه الاستراتيجيات، تُسجل المملكة تقدمًا ملحوظًا نحو تحقيق أهداف رؤية 2030، برعاية وتوجيه من ولي العهد، الذي يظل رمزًا للتحديث والابتكار في عصرنا الحديث.