د. العمري: حان الوقت لكتابة علم اجتماع المسرح نظم ملتقى أسبار ندوة تحت عنوان"مشروع الأوبرا السعودية " بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين. ناقش المشاركون في الندوة استلهام التراث؛ مصادره وصوره، وكيفية توظيف التراث الوطني بصوره المتعددة لنشر ثقافتنا المحلية، وكانت أوبرا زرقاء اليمامة: نموذج لاستثمار التراث (قراءة في التشكيل الفني ودوره في تحقيق التواصل مع الآخر)، مستقبل فن الأوبرا، موقع فن الأوبرا بين بقية الفنون الأخرى، العوائد التنموية من المشاريع الثقافية، ومنظومة الفنون ودورها في تحقيق جودة الحياة وبناء اقتصاد مزدهر. شارك في الندوة أ. سلطان البازعي رئيس هيئة المسرح والفنون الأدائية، وأ. صالح زمانان مؤلف أوبرا زرقاء اليمامة، ود. عبدالله العمري – باحث في علم الاجتماع الثقافي وناقد أدبي، و أ. خالد الرويعي – كاتب ومخرج مسرحي بحريني، وأدارها أ. فهد الأحمري – عضو ملتقى أسبار. وتحدث البازعي عن تولي هيئة المسرح والفنون الأدائية للاستراتيجية الوطنية الثقافية في استخراج الكنوز التراثية التي يحفل بها تاريخنا منذ العصور القديمة، وعرضها في قوالبها المسرحية المناسبة للجمهور المحلي والعالمي، ووفق جهد وعمل محلي والبداية في قالب الأوبرا لما يحظى به من قبول على مستوى الذائقة العالمية، ولإمكانية تضمين هذا القالب عددا من الفنيات من حيث الغناء والرقصات والجانب السينوغرافي، ووقع الاختيار على زرقاء اليمامة التي تتضمن بعدا أسطوريا يتناسب مع المغامرة المحسوبة في تقديم عرض أوبرا بجودة عالية تستطيع إمكانياتنا الكبيرة تقديمه في أجمل صورة، كما أثنى البازعي على تقبل الجمهور المحلي أو القادم من الخارج للعرض المقدم، والإشادة التي حظي بها من قبل هذا الجمهور أو من خلال ردود الأفعال الكبيرة على المستوى المحلي والعالمي، وأشاد البازعي بالمستوى العالي للمؤدين من الداخل والخارج الذين استطاعوا أن يندمجوا بشكل إبداعي احترافي مع كل تفاصيل العمل. واستطرد البازعي في الحديث عن الرسائل الضمنية المرتبطة بمفهوم الاستدامة الإنسانية الذي يحييه فن الأوبرا على خشبة المسرح، والعديد من المواضيع والقضايا المرتبطة بمحاور عديدة. تناولت مداخلة العمري الحديث من زاوية علم الاجتماع، وعرض مجموعة من الأفكار المرتبطة بمفهوم الأدب وأنواع المسرح، وطبيعة استثمار العمل الفني والاستراتيجيات الكبرى لمثل هذا الاستثمار. وأتت مشاركة زمانان من منطلق كونه كاتب عمل زرقاء اليمامة، ومن كونه باحثا في مجال المسرح، وتناولت مدخلته محاور وجزئيات مهمة حول المسرح والتراث الأدبي العربي التراكمي وما يحويه من مخزون إبداعي وإنساني كبير. ركزت مداخلة الرويعي على جوانب فنية مهمة بعين فاحصة ومتخصصة، ومستوعبه للمشاهد التي قٌدمت من خلال أوبرا زرقاء اليمامة. تواصلنا مع الدكتور عبدالله العمري بعد الندوة، وأكد لنا أن هذه الندوة تُحسب لمنتدى أسبار ضمن مبادراته المتنوعة لخدمة المشهد الثقافي وأضاف العمري: افتتح حديث المشاركين في الندوة الأستاذ سلطان البازعي الذي أخذنا في ثلاث جولات مليئة بالرؤى والمنهجيات الواضحة في عمل هيئة المسرح والفنون الأدائية بما فيها المنجز الضخم أوبرا زرقاء اليمامة، وتطرق في آخر مداخلاته لمشاريع وبرامج متنوعة تقوم الهيئة على تنفيذها فعليا، وهي جديرة بأن تُبرز وتظهر من خلال القناة الثقافية خصوصا أن مرجعية القناة مرتبط بوزارة الثقافة مما يعني أن السياسة البرامجية تخدم القناة في التوسع في الجانب الثقافي بما يخدم ويبرز بشكل مباشر منجزات الهيئات التابعة لوزارة الثقافة ومنها هيئة المسرح والفنون الأدائية، وأشار العمري كذلك إلى ما ذكره البازعي من أن الهيئة مستعدة لتزويد الباحثين والجامعات بما يحتاجونه من معلومة وبيانات في سبيل كتابة مرتبطة بعلم اجتماع المسرح أو أي جانب يخدم المجال البحثي المرتبط بمهام الهيئة. وأكمل العمري؛ فيما يخص الزملاء الأساتذة صالح زمانان، وخالدالرويعي، فقد تناول زمانان جوانب عدة من آليات توظيف التراث الأدبي في المسرح. منها ما يأتي بشكل مباشر ومنها ما يستخدم تقنيات التوظيف الفني المتعددة للأساطير والحكايات الشعبية وغيرها، وكان في حديث زمانان ما يشير إلى مدى انهماكه والجهد المبذول في الجانب الكتابي لأوبرا زرقاء اليمامة، لتقديم عمل يليق باسم المملكة العربية السعودية، وبما يتوافق مع طموح وزارة الثقافة وهيئة المسرح والفنون الأدائية وبما يصل للذائقة المحلية والعالمية. وأكمل الدكتور العمري قائلا: لا يفوتني أن أشيد وأثني على المستوى العالي لمداخلة الأستاذ خالد الرويعي من دولة البحرين الشقيقة، وتشخيصه الدقيق لكثير من المشاهد والعناصر الفنية للعمل، وتمكنه من عرض أفكاره ورؤاه وتقييمه لمحتوى العمل وبقية عناصره الفنية. كما شارك الأستاذ عبدالله الحسني مدير تحرير الشؤون الثقافية أثناء مشاهدتنا للندوة في التسجيل الموجود على موقع أسبار في منصة اليوتيوب عند إعداد هذا التقرير، حيث أبدى الحسني إعجابه بما سمعه، والدقة الكبيرة في اختيار أربعة أسماء ارتقت بمستوى الطرح إلى هذا المستوى الاستثنائي الذي شاهدناه وسمعناه، وقال الحسني: إن مثل هذه الندوات جديرة بكثير من الاهتمام وهي عمل وطني وإعلامي وبحثي مهم متمنياً أن يكون هذا مدخلاً لعديد من الأبحاث والدراسات في عدد من الجوانب التي برزت أثناء طرح الضيوف.