التكامل والتواؤم والتزامن بين إدارة الموارد البشرية والالتزام والمراجعة الداخلية يمثل جوهراً أساسياً في تحقيق الشفافية والنزاهة داخل المنظمة ويُعتبر التكامل في هذا السياق عملية تعزز القدرة على اكتشاف ومعالجة الفساد أو القصور في نظام الرقابة الداخلية بكفاءة وفاعلية، وأي خلط بالأدوار أو المفاهيم يمثل خطرا جوهريا بالمنظمة يجب حينها تدخل المسؤول الأول للتصحيح وفصل الأدوار فيما بينهم فالمراجعة الداخلية تبنى على المخاطر والالتزام والموارد البشرية عمل تنفيذي ورقابي والتكامل بينهم حوكمة وتشمل أطر وثقافة المنظمة لتحقيق أهدافها وتعزيز الأخلاقيات المهنية والمسؤولية الاجتماعية. وأحد أهم جوانب التكامل بين إدارة الموارد البشرية والإدارات الأخرى لمكافحة وقوع الفساد يكمن في مجال اختيار وتوظيف الموظفين فعندما تكون لدى إدارة الموارد البشرية عملية اختيار دقيقة وفعالة، ستساهم في تجنب مخاطر تعيين الأشخاص الذين قد يكونون عرضة للفساد أو السلوك غير الأخلاقي أو حتى عدم أهليتهم ومناسبتهم للشاغر الوظيفي، فهذا هدر للمال وظلم للكفاءات التي لديها استحقاق كامل للوظيفة. علاوة على ذلك، يمكن لإدارة الموارد البشرية أن تساهم في تعزيز الوعي بقيم النزاهة والشفافية من خلال تنظيم دورات تدريبية وورش عمل للموظفين حول السلوك الأخلاقي وكيفية التعامل مع المواقف التي قد تواجههم في العمل. أما بالنسبة للمراجعة الداخلية، فتلعب دوراً حيوياً في خط الدفاع الثالث برصد وتقييم العمليات والإجراءات داخل المنظمة، وتحديد أي نقاط ضعف قد تؤدي إلى حدوث الفساد وبالتالي، يقوم فريق المراجعة الداخلية من توجيه التوصيات والملاحظات لتحسين الأداء وتقييم وتقوية نظام الرقابة الداخلية في تقاريرهم للجنة التدقيق أو للمسؤول الأول. وتحقيق التكامل يتطلب أيضاً تبادل المعلومات والتعاون الوثيق بين الأطراف المعنية، بما في ذلك توفير الدعم والتوجيه من الإدارة العليا داخل المنظمة وعلى الصعيد العملي، يمكن تحقيق ذلك من خلال تشكيل لجان متخصصة تضم ممثلين عن كل من إدارة الموارد البشرية والإدارات الرقابية وعضو مستشار من المراجعة الداخلية وذلك لتفعيل دورها الاستشاري بالمنظمة، بهدف تبادل الخبرات وتطوير استراتيجيات مشتركة للحد من الفساد وتعزيز النزاهة والشفافية داخل المنظمة. ختاماً، يمثل التكامل بين إدارة الموارد البشرية والمراجعة الداخلية وإدارات خطوط الدفاع الأخرى بنموذج COSO للرقابة الداخلية ركيزة أساسية لبناء بيئة عمل أكثر نزاهة وشفافية ولمكافحة الفساد وتقليل مخاطر حدوثه، كما أن ذلك يساهم في تعزيز الثقة بين الأطراف ذوي العلاقة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية بطرق فعالة ومستدامة، كما أنها من التدابير الوقائية الواردة في اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد.