تعد الاختبارات الوطنية "نافس" بمثابة أداة قياس فعالة للإداء التعليمي لطلابنا ومدارسنا، وتقييم مدى تحصيل طلابنا للمهارات والمعارف الأساسية في مراحل دراسية محددة، وتلعب هذه الاختبارات دورًا هامًا في تحسين جودة التعليم وتعزيز التنافسية بين المدارس، كما أنها توفر فرصًا قيمة للطلاب والمعلمين والآباء للتعرف على نقاط القوة والضعف في العملية التعليمية. وفي ظل مليء بالمؤثرات والمتغيرات، تواجه الأنظمة التعليمية في العالم كله تحديات مختلفة، تتمثل هذه التحديات بأن عددا من الطلبة يواجهون في عمر العاشرة من صعوبة القراءة وفهم النصوص البسيطة، بينما يفتقر طلاب آخرون في عمر 15 عامًا إلى مهارات القراءة والعلوم والرياضيات الأساسية اللازمة للاندماج في المجتمعات الحديثة. وتلعب اكتساب المهارات الأساسية دورًا هامًا في تعزيز فرص الحصول على وظيفة ذات دخل مرتفع، خاصة وأن كل عام إضافي من التعليم المدرسي يرتبط بزيادة بنسبة 10% في الأجر. كما يشكل عدم إتقان المهارات الأساسية في القراءة والرياضيات في سن مبكرة خطراً على مستقبل الطلاب، حيث يؤثر على مهاراتهم ووظائفهم المستقبلية ومستويات دخلهم وجودة حياتهم، فضلاً عن قدرتهم على تلبية احتياجات سوق العمل، وانطلاقًا من هذه الحقائق والتحديات، برزت فكرة الاختبارات الوطنية "نافس" للوقوف على هذه التحديات وتقييم العملية التعليمية بشكل عام. تُقام هذه الاختبارات سنويًا بهدف قياس الأداء التعليمي لطلبة ومدارس المملكة، ومدى فعالية المناهج التعليمية والبرامج التربوية، وتحديد نقاط القوة والضعف في المنظومة التعليمية، والعمل على تحسينها بشكل مستمر، ولها العديد من الآثار الإيجابية على العملية التعليمية. ومنها توفر بيانات قيمة حول مستوى تحصيل الطلاب، مما يسمح بالتدخل المبكر لمعالجة أي صعوبات أو مشكلات تواجههم في التعلم، كما يمكن أن تساعد هذه النتائج على تطوير حلول مخصصة لاحتياجات الطلاب الفردية. وتساعد هذه البيانات والنتائج الآباء والأمهات على معرفة أداء أبنائهم وبناتهم، مما يساعدهم على دعمهم وتوجيههم بشكل أفضل، كما تعزز الاختبارات الوطنية "نافس" جوانب القوة لدى الطلاب وتحفزهم على بذل المزيد من الجهد لتحسين مستواهم. إلى جانب ذلك، تساهم الاختبارات الوطنية "نافس" في إمكانية مقارنة أداء الطلاب في مختلف المدارس، مما يساعد على تحديد نقاط القوة والضعف في كل مدرسة وتحسين جودة التعليم بشكل عام. ومن فوائد الاختبارات للطلاب كذلك، بأنها تشمل تقييم مدى تحصيلهم للمهارات والمعارف الأساسية، والتعرف على نقاط القوة والضعف، والحصول على فرص للتدخل المبكر في حال وجود أي صعوبات، وتحفيزهم على بذل المزيد من الجهد لتحسين مستواهم. وبالنسبة للمعلمين، تتمثل الفوائد التي تعود عليهم في تقييم فعالية أساليبهم التعليمية، والتعرف على احتياجات الطلاب الفردية، وتطوير برامج تعليمية مخصصة، وتحسين مهاراتهم التدريسية. أما عن الوالدين فيمكنهم من خلال النتائج متابعة أداء أبنائهم وبناتهم، وتقديم الدعم والتوجيه المناسب، والمشاركة في العملية التعليمية بشكل إيجابي.