باشرت وزارة التعليم العمل تقييم تجربة الفصول الدراسية الثلاثة وفق أسس علمية تربوية بالشراكة مع المعلمين والمعلمات والأسرة والجهات ذات العلاقة، وأكد عدد من المختصين على ضرورة عدم إغفال دراسة وتقييم الأثر الاقتصادي المترتب لنظام الفصول الدراسية الثلاثية في ميزانية الأسرة بدءا بزيادة الإنفاق على الاحتياجات الضرورية اليومية للطالب كالمصروف المدرسي والنقل المدرسي والإنفاق المعتاد خلال الإجازات في ظل طول فترة العام الدراسي المقسم إلى ثلاثة فصول، كل فصل حوالي 13 أسبوعًا بدلًا من 36، تتخللها نحو 12 إجازة أثناء العام الدراسي، بواقع نحو 69 يومًا من غير إجازة العام الدراسي. وكان وزير التعليم، يوسف البنيان، قال خلال حضوره بمجلس الشورى مؤخراَ، إن الوزارة باشرت عملها في تقييم نظام الفصول الدراسية الثلاثة وفق أسس علمية تربوية بالشراكة مع المعلمين والمعلمات والأسرة والجهات ذات العلاقة. وقال الخبير التربوي الدكتور زهير حسين غنيم، من واقع معايشتي الميدانية وتجربتي الطويلة كمعلم ومدير مدرسة ومشرف تربوي ومالك لمدارس، أرى بأن الاستمرار في نظام الفصول الدراسية الثلاثة خطأ كبير في حق أبنائنا وتحصيلهم الدراسي فهذا النظام يشجع بشكل كبير على كثرة الغياب خصوصا في الأيام الدراسية التي تسبق الإجازات المطولة أو تليها، وقد حاولنا جاهدين إيجاد حلول تلك المشكلة عبر توفير حوافز تشجع الطلاب على الحضور كعمل يوم مفتوح أو تنظيم مسابقات رياضية ولكن كل ذلك لم ينجح في خفض نسبة الغياب. وأكد، د. زهير غنيم، أن نظام الفصول الدراسية الثلاثة، مرهق بشكل كبير لميزانية الأسرة خصوصا وأن هناك كثيرا من الأسر التي لا تمتلك سيارات أو لا يسعفها الوقت لإيصال الأبناء للمدارس تضطر لتوفير سائق، كما أن الإنفاق اليومي على مصاريف الطالب مكلف بالنسبة للأسر ذات الدخل المتوسط والضعيف خصوصا لو كان عدد الأبناء يزيد عن الأربعة، كما أن تكاليف تشغيل المدارس تعد هي الأخرى أثراً سلبيا ضمن الأثار السلبية لهذه النظام في ظل طول فترة العام الدراسي. وقال، د. زهير غنيم، استقبل كثير من الشكاوى والتذمر من طرف أولياء الأمور تجاه نظام الفصول الدراسية الثلاثة، من بينها شكوى لوالدة طالب تذكر أنها تعبت من كثرة غسيل ملابسه هو وإخوانه الثلاث وأن إنفاقها على مواد التنظيف والغسيل يزيد بشكل كبير قياسا بما كان عليه الحال قبل تطبيق هذا النظام. بدوره قال التربوي -المعلم السابق- الأستاذ، مروان بخاري، إن طول فترة الفصول الدراسية الثلاثة المقسم إلى 3 فصول، كل فصل 13 أسبوعًا بدلًا من 36؛ تتخللها 12 إجازة أثناء العام الدراسي، بواقع 69 يومًا من غير إجازة العام الدراسي تؤثر بشكل كبير على حياة الأسرة وعلى ميزانيتها خصوصا خلال فترات الإجازة التي يعتاد فيها زيادة الإنفاق على الأنشطة الترفيهية، وأيضا الإنفاق على المتطلبات الدراسية ومن بينها الدروس الخصوصية خصوصا بالنسبة للأسر التي لديها عدد من الطلاب. وأشار، أ.مروان بخاري، يلاحظ أيضا تأثير نظام الفصول الدراسية الثلاث على التحصيل الدراسي للطلبة، في ظل التقطع بسبب كثرة الإجازات وكثيرة الغياب وضعف توزيع فصول المناهج على أيام الفصول التي يدرسها الطلاب إضافة إلى كثرة الاختبارات التي تزيد من الضغوط النفسية على الطالب وعلى أسرته وتجعل الكثير من الطلاب في حاجة مستمرة للدروس الخصوصية والملازم المدرسية المكلفة.