قالت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنها أغلقت مقرها في القدسالشرقية بعد أن أشعل إسرائيليون النار في محيط المجمع مترامي الأطراف أمس الخميس. وذكر فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا في منشور على منصة إكس أنه قرر إغلاق المجمع حتى استعادة الأمن بالمستوى المناسب. وأضاف أن هذه الواقعة هي الثانية في أقل من أسبوع. وتابع قائلا "هذا تطور مشين. مرة أخرى، تعرضت حياة موظفي الأممالمتحدة لخطر جسيم". وأضاف "يقع على عاتق دولة إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، مسؤولية ضمان حماية موظفي الأممالمتحدة ومنشآتها في جميع الأوقات". وقال آدم بولوكوس مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربيةالمحتلة إنه تمكن بمساعدة بعض زملائه من إخماد الحريق الذي أتى على حوالي 70 مترا من العشب الجاف والشجيرات بالقرب من سور المجمع. وأضاف "كان هناك نحو 100 شخص يشاهدون ويصفقون ويهتفون"، موضحا أن معظمهم كانوا من القصر على ما يبدو. وذكر أن حريقا ثانيا اشتعل بعد فترة وجيزة بالقرب من مستودع الوقود التابع للوكالة وكان هناك خطر حدوث انفجار كبير، وقال إنه أصيب بالحجارة بينما كان يخمد النيران بطفاية حريق. وعلى مدار سنوات طويلة كانت الأونروا هدفا للعداء الإسرائيلي. وتأسست الوكالة لتقديم المعونة لللاجئين الفلسطينيين الذين فروا أو أجبروا على ترك منازلهم خلال حرب 1948. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها فتحت تحقيقا في اندلاع حريق صغير إلى جوار مجمع الأونروا. وأضافت الشرطة "تشير نتائج أولية لتحقيق الشرطة إلى أن الأمر نفذه قُصَّر تقل أعمارهم فيما يبدو عن الحد القانوني للمسؤولية الجنائية". ومنذ بداية الحرب في قطاع غزة، دعا مسؤولون إسرائيليون مرارا إلى إغلاق الوكالة واتهموها بالتواطؤ مع حركة (حماس) في القطاع، وهو اتهام ترفضه الأممالمتحدة بشدة. وقال بولوكوس لرويترز "هناك بالتأكيد تصعيد ضد الأونروا وهجمات عليها منذ السابع من أكتوبر". وأضاف "ليس فقط الهجمات المادية التي شهدناها الليلة الماضية، أي الحريق، وإنما وقعت مظاهرة قبل أيام قليلة أيضا وشابها أعمال عنف شديدة وتدمير لممتلكاتنا خارج هذا المجمع". وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمتها غير القابلة للتقسيم، ويشمل ذلك المناطق الشرقية التي احتلتها في حرب 1967 والتي يسعى الفلسطينيون إلى أن تكون عاصمة دولتهم المستقبلية. وقال لازاريني إن موظفين تابعين للوكالة كانوا موجودين في المبنى لكن لم تقع إصابات. وتضررت المساحات الخارجية جراء الحريق الذي أخمده موظفون بعد أن استغرقت خدمات الطوارئ وقتا للوصول للموقع. وفي اللقطات المرفقة مع منشور لازاريني، يمكن رؤية دخان يتصاعد بالقرب من المباني الواقعة على أطراف المجمع وسماع أصوات هتاف وغناء. وقال لازاريني أن حشدا برفقة مسلحين شوهد خارج المجمع وأفراده يهتفون "احرقوا الأممالمتحدة".