متى سيتوقف البرتغالي كريستيانو رونالدو عن الركض في عالم كرة القدم؟ هو سؤال منطقي أن يناقش اليوم في الأوساط الرياضية المتنوعة سواء على المستوى المحلي أو العالمي نظراً لوصول الأسطورة إلى مشارف دخول عامه ال40 وهو العمر الذي نادراً ما يصل إلى لاعب كرة قدم. بالتأكيد أن السؤال مزعج ومزعج جداً لعشاق اللاعب الذي نجح أن يكون أحد ظواهر كرة القدم وأحد أفضل من أنجبته الملاعب ولعب الكرة بقدميه، خاصة أولئك الذي ارتدى رونالدو شعارات أنديتهم ودافعها عنها حتى أصبح مشجعو تلك الأندية متعلقين في اللاعب المميز. مهاجم النصر الكبير كريستيانو رونالدو الذي ولد في بداية شهر فبراير عام 1985م في جزيرة ماديرا البرتغالية لأب يعمل بستاني وأم تعمل طاهية طعام وثلاثة أخوة أكبر منه سناً، ولدى رونالدو أصول من الرأس الأخضر حيث كانت جدته لأبيه من الرأس الأخضر إلا أن والده الذي ولد في البرتغال من أب برتغالي أنتسب لها كما هو حال ابنه أسطورة كرة القدم وأخيه وشقيقتاه أيضاً. عائلته الفقيرة ووالده مدمن الكحول كانا سبباً لتفكير والدته في إجهاضه حين كانت تحمله داخل جسدها، لكن الله سبحانه كتب لكرستيانو الحياة وهذا النجاح منقطع النظير في عالم كرة القدم، بدأ «كريس» كما يحلو لعشاقه تسميته لعب كرة القدم بعمر السابعة في دوري للهواة بالبرتغال واستمر في ممارستها لمدة ثلاث سنوات، التحق بعدها بفريق ماديرا البرتغالي قبل أن يخوض تجربة في سبورتنغ لشبونة الذي أعجب بإمكاناته الفنية وقامت إدارته بتسجيله بمبلغ زهيد جداً وكان ذلك الحدث في عام 1997م. لم تسر الأمور كما يحب رونالدو الذي تعرض لعدة مشاكل على مستوى المدرسة وحتى على مستوى النادي، وكاد أن يتوقف عن ممارسة كرة القدم بعد أن عانى بعض المشاكل في القلب ولكنه خضع لجراحة ناجحة عاد بعد أن شفي منها إلى ممارسة الكرة مرة أخرى. في عام 2001م بدأ رونالدو بالالتحاق بتدريبات الفريق الأول بالفريق البرتغالي الشهير وبعد مرور عام من التدريبات مع الفريق الأول وبعض المشاركات مع فريق درجة الشباب سنحت الفرصة لرونالدو وهو بعمر ال17 عاماً حين شارك في مواجهة سبورتنغ لشبونة وبراغا، وفي ذلك العام بزغ نجمه يوماً بعد آخر، وبدأت الأندية الإنجليزية الكبرى تراقب ذلك الشاب البرتغالي الهداف، ولكن الاهتمام الأكبر باللاعب كان من مدرب أرسنال الإنجليزي حينها السيد ارسين فينغر الذي قام فريق عمله بترتيب كافة الأمور اللازمة لانضمام اللاعب إلى ارسنال، لكن تأخرهم ودخول ليفربول على خط المفاوضات عطل كل شيء. واصل رونالدو التألق مع ناديه البرتغالي حتى جاء الموعد المرتقب، رونالدو قاد سبورتنغ لشبونة للإطاحة بمانشيستر يوناتيد الإنجليزي ومدرب السير اليكس فيرغسون بنتيجة 3 - 1 لصالح رونالدو ورفاقه، وهذه المباراة كانت افتتاح ملعب فريقه البرتغالي، بعد المباراة بدأت المفاوضات وانتقل على إثرها رونالدو إلى مانشيستر يونايتد ليبدأ كتابة فصل جديد من النجاح ويقدم نسخة استثنائية من رونالدو بقيادة فيرغسون. تألق النجم البرتغالي وحقق مع «اليونايتد» ثلاث نسخ من الدوري الإنجليزي على التوالي وهو إنجاز كبير التحق بتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية أيضاً، مما جعل رونالدو يعتلي هرم كرة القدم بقيادته لفريقه لسلسلة البطولات الكبيرة في وقت قياسي، وهو ما جعله مطمع لريال مدريد الاسباني الذي استغل رغبة اللعب في اللعب بشعار «الريال» ليتم الصفقة برقم تاريخي حينها إذ بلغت صفقة انتقال اللاعب للريال 80 مليون جنيه إسترليني في عام 2009م. قضى «كريس» مع الريال سبع سنوات كانت ناجحة ينافس في كل عام منها على لقب أفضل لاعب في العالم، وحقق مع فريقه كل الأمجاد الكروية بداية من الدوري الاسباني في أقوى نسخه حين كانت المنافسة محتدمة وتاريخية بين الريال وبرشلونة في مباراة سميت بسبب رونالدو وميسي «كلاسيكو العالم»، بالإضافة إلى مساهمته الكبيرة في تحقيق فريقه أربع نسخ من دوري أبطال أوروبا وهو الإنجاز التاريخي الكبير في مسيرة لاعب كرة قدم وحقق رونالدو أيضاً ثلاث ألقاب كأس العالم للأندية. في عام 2018م بدأ الود والحب ينخفضان بين الريال بإدارته ورونالدو مما أضطر الأخير لمغادرة صفوف النادي «الملكي» كما يطلق عليه في اسبانيا وأوروبا متجهاً إلى الدوري الإيطالي وتحديداً لنادي جوفنتوس الإيطالي وعلى الرغم من تحقيقه الدوري مرتين وثلاث بطولات أخرى إلا أن رونالدو لم يجد الراحة في الدوري الإيطالي وفضل مغادرته والعودة إلى فريق أمجاده مانشيستر يونايتد الإنجليزي مرة أخرى، لكن العلاقة بينه وبين الانجليز لم تكن في أفضل حالاتها خاصة في ظل وجود المدرب الهولندي إريك تين هاج الذي كان يبقيه على دكة البدلاء كثيراً. في هذه الأثناء جاءت المفاجأة الكبيرة وعرض ضخم من نادي النصر يوافق بموجبه رونالدو على الانتقال إلى الدوري السعودي كاتباً بداية صفحة جديدة من صفحات النجاح، حضر رونالدو إلى النصر في الموسم الماضي في الفترة الشتوية وتألق كثيراً مع النصر وسجل في اول مواسمه 13 هدفاً، وفي الموسم الثاني يتصدر رونالدو ترتيب هدافي دوري روشن السعودي للمحترفين بعد أن قاد فريقه النصر لتحقيق لقب كأس العرب للأندية الأبطال. ومع المنتخب البرتغالي لرونالدو مسيرة تاريخية طويلة ولكن أبرز ما حققه مع منتخب بلاده بطولة أمم أوروبا 2016م، وحصل رونالدو خلال مسيرته الرياضية على الكثير والكثير من الجوائز لعل أبرزها كرة فيفا الذهبية التي حصل عليها كأفضل لاعب في العالم خمس مرات خلال مسيرته الرياضية الحافلة بالتألق.