تساهم مبادرة السعودية الخضراء بدور محوري في تحقيق أهداف المناخ العالمية. وتهدف مبادرة السعودية الخضراء إلى تقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030. ويجب أن يحظى العمل المناخي وأمن الطاقة والازدهار الاقتصادي بنفس القدر من الاهتمام. وتركز مبادرتا المناخ اللتان أطلقتهما المملكة العربية السعودية، على حماية البيئة، وتحويل قطاع الطاقة، وبرامج الاستدامة المبتكرة من أجل بناء مستقبل أخضر. وتعتبر مبادرة الشرق الأوسط الأخضر هي مبادرة إقليمية تقودها المملكة العربية السعودية بهدف الحدّ من تأثيرات تغير المناخ على المنطقة، والعمل المشترك لتحقيق أهداف العمل المناخي العالمي. ومن خلال توسيع التعاون الإقليمي وإنشاء بنية تحتية كفيلة بخفض الانبعاثات وحماية البيئة، يمكن لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر أن تحقق نجاحاً كبيراً في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ مع توفير فرص اقتصادية للمنطقة على المدى الطويل. أعلن سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في نوفمبر 2022 أن المملكة العربية السعودية تعتزم تشكيل واستضافة الأمانة العامة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، مع تخصيص 2.5 مليار دولار أمريكي دعماً لمشروعات المبادرة وأنشطة الحوكمة، وذلك بهدف تسريع تنفيذ المبادرات وتحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر. وتتولى المملكة قيادة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وهو ما يشكل مثالاً بارزاً على التزام المملكة بقيادة جهود التعاون الدولي من أجل بناء مستقبل أكثر استدامةً للعالم أجمع. كما تضطلع المملكة بدورٍ رائد في تأسيس وتمويل مراكز وبرامج إقليمية من شأنها أن تساهم بشكل كبير في إيجاد البنية التحتية اللازمة لحماية البيئة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز مستوى التنسيق الإقليمي. وتقدم مبادرة الشرق الأوسط الأخضر خارطة طريق طَموحة وواضحة للعمل المناخي الإقليمي، مما يضمن تنسيق الجهود واتباع نهج موحّد لمواجهة تبعات تغير المناخ على دول المنطقة. وضعت مبادرة الشرق الأوسط الأخضر خارطة طريق طموحة وواضحة للعمل المناخي على مستوى المنطقة. وستطلق المبادرة برنامج إعادة التشجير الأكبر من نوعه في العالم، إلى جانب المساهمة بصورة كبيرة في خفض الانبعاثات الكربونية للوصول إلى المستويات المحددة بموجب اتفاق باريس للمناخ. وستسهم الإجراءات المتخذة تحت مظلة المبادرة في إحداث أثرٍ إيجابي على البيئة، بالإضافة إلى تعزيز التنويع الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، وتحفيز استثمارات القطاع الخاص. وتقع الدول المشاركة في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في مناطق شديدة الحرارة والجفاف، وهي مناطق تعاني بالفعل من تداعيات تغير المناخ، مثل ارتفاع درجات الحرارة والظروف المناخية القاسية. وتستدعي هذه الظروف الخاصة تبني نهج خاص بالمنطقة وبقيادة دولها لمواجهة التغير المناخي. وباعتبارها جزءاً من مجموعة دول العشرين ومساهماً بارزاً في دعم العمل المناخي، ستعمل المملكة على حشد الاهتمام العالمي بالحلول المناخية التي تحتاجها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتلتزم المملكة العربية السعودية من خلال جهودها المتواصلة لدعم أجندة العمل المناخي العالمي، واتخاذ إجراءات ملموسة لمواجهة التحديات البيئية. وتفعيل مشاركة جميع فئات المجتمع في جهود العمل المناخي والبيئي في المملكة، تماشياً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 المتعلقة ببناء مستقبل أكثر استدامة للجميع. وتعتزم المملكة زراعة 10 مليارات شجرة في مختلف أنحاء البلاد خلال العقود القادمة، وحماية 30 % من إجمالي مساحة المناطق البرية والبحرية في المملكة بحلول عام 2030م، إضافة إلى ذلك تلتزم المملكة بخفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030م. وتسهم هذه الأهداف الوطنية في تحقيق الأهداف الإقليمية الطموحة التي حددتها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تم إطلاقها في عام 2021م، والتي تركز على إزالة 670 مليون طن من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وزراعة 50 مليار شجرة في دول المنطقة. وفي هذا الشأن يعد مشروع الرياض الخضراء واحداً من أكثر مشاريع التشجير طموحاً في العالم، وهو أحد مشاريع الرياض الأربعة الكبرى للمساهمة في تحقيق أحد أهداف رؤية السعودية 2030 برفع تصنيف مدينة الرياض بين نظيراتها من مدن العالم. سيسهم مشروع الرياض الخضراء في رفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء في المدينة، وزيادة نسبة المساحات الخضراء الإجمالية فيها من خلال نشر وتكثيف التشجير في كافة عناصر المدينة ومختلف أرجائها، مع تحقيق الاستغلال الأمثل للمياه المعالجة في أعمال الري، بما يساهم في تحسين جودة الهواء وخفض درجات الحرارة في المدينة، وتشجيع السكان على ممارسة نمط حياة أكثر نشاطاً وحيوية بما ينسجم مع أهداف وتوجهات رؤية السعودية 2030. أكثر من 80 مبادرة يجري تنفيذها حالياً من قبل جهات من القطاعين العام والخاص في 13 منطقة بالمملكة، وتمثل استثمارات تزيد قيمتها على 705 مليارات ريال في الاقتصاد الأخضر. وخلال مدة لم تتجاوز الثلاث سنوات، تم إحراز تقدم كبير نحو تحقيق الأهداف الثلاثة لمبادرة السعودية الخضراء وتم ربط مشاريع طاقة متجددة بسعة 2.8 جيجاوات بشبكة الكهرباء الوطنية، أي ما يكفي لتزويد أكثر من 520 ألف منزل بالطاقة الكهربائية. وعن التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه تقوم وزارة الطاقة بتطوير مركزين صناعيين في شرق المملكة، ويستهدف مركز التقاط الكربون وتخزينه قدرة تخزين تبلغ 44 مليون طن سنويًا، في حين يستهدف مركز التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في غرب المملكة قدرة استخدام تزيد على مليون طن سنويًا لاستخدام ثاني أكسيد الكربون. تشكّل مبادرة السعودية الخضراء امتداداً طبيعياً لرؤية 2030، بهدف توحيد وتكثيف جهود الاستدامة في جميع أنحاء المملكة مع تحديد أهداف شاملة تتمثل في موازنة وتخفيض الانبعاثات، وزيادة جهود التشجير واستصلاح الأراضي، وحماية المناطق البرية والبحرية. وتهدف النسخة الأولى من يوم مبادرة السعودية الخضراء إلى تعزيز الوعي بالتأثير الإيجابي للجهود البيئية الجارية في مختلف أنحاء المملكة وتشجيع جميع المواطنين والمقيمين على المساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة. إلى ذلك تمت زراعة أكثر من 49 مليون شجرة، واستصلاح 94 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة، أي ما يزيد على مساحة 146 ألف ملعب كرة قدم. وقد وصلت نسبة المناطق البرية المحمية إلى 18.1 % ونسبة المناطق البحرية المحمية إلى 6.49 % من إجمالي مساحة المملكة. وتمت إعادة توطين أكثر من 1,660 حيواناً مهدداً بالانقراض، وفي عام 2023م، وُلدت سبعة من صغار النمر العربي في إطار برنامج إكثار وحماية الأنواع المهددة بالانقراض في محافظة الطائف. ساهمت الجهود الجارية في إطار مبادرة السعودية الخضراء في الحد من العواصف الغبارية والرملية وزيادة معدلات هطول الأمطار في مختلف أنحاء المملكة، لتدعم بالتالي جهود مكافحة التصحر وزحف الرمال وتحسين جودة الحياة، بالتوازي مع توفير فرص جديدة في الاقتصاد الأخضر. تهدف مبادرة السعودية الخضراء إلى الإسهام في التصدي لتداعيات تغير المناخ، وتعزيز الابتكار في مجال الاستدامة وحماية البيئات الطبيعية الغنية في المملكة بهدف تحسين جودة الحياة للأجيال القادمة. وقد نجحت هذه المبادرات في تسريع وتيرة الانتقال الأخضر، وأسهمت في تحسين جودة الحياة بالتوازي مع توفير فرص اقتصادية في قطاعات جديدة، تماشياً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، فضلاً عن مساندة هذه المبادرات على استعادة البيئات الطبيعية وحماية التنوع البيولوجي وسبل العيش، عبر الحد من العواصف الغبارية والرملية وزيادة معدلات هطول الأمطار، لتدعم بالتالي جهود مكافحة التصحر وزحف الرمال. وللمشروع عدة عوائد منها، خفض درجة حرارة الهواء بمقدار 1,5 إلى 2 درجة مئوية على مستوى المدينة. وخفض درجة حرارة الوهج المنعكس من سطح الأرض ما بين 8 إلى 15 درجة في مناطق التشجير المكثف. وخفض ثاني أكسيد الكربون بنسب تتراوح ما بين 3 – 6 % وزيادة معدل الأكسجين وزيادة معدل الرطوبة بالهواء، وبالتالي تحسين جودة الهواء بالمدينة. والحد من آثار تلوث الهواء بالغبار. وخفض استهلاك الطاقة بمعدل 650 جيجا واط/ ساعة خلال السنة عبر تشجيع مبادئ المباني الخضراء في استخدام الأسقف والجدران الخضراء وزيادة قدرة المدينة على استيعاب مياه الأمطار والحد من آثار الفيضان في المدينة وتعزيز النواحي الجمالية للمدينة. وتشجيع السكان على ممارسة أنماط تنقل صحية والحفاظ على المناطق الطبيعية وزيادة التنوع الإحيائي داخل المدينة وفي محيطها وتحسين مؤشرات جودة الحياة في المدينة وبالتالي رفع درجة تصنيفها بين نظيراتها من مدن العالم. وتحقيق عائد اقتصادي للمدينة بنحو 71 مليار ريال عام 2030، من خلال دوره في تقليص نفقات الرعاية الصحية واستهلاك الكهرباء وترشيد هدر مياه الشرب في الري واستبدالها بإنشاء شبكات للمياه المعالجة ورفع قيمة العقارات ويوفر البرنامج فرصاً استثمارية جديدة أمام القطاع الخاص في أعمال المشاتل والبستنة والتشجير وتصميم وتنسيق الحدائق وأعمال الري ويساهم البرنامج في تحقيق عدد من أهداف رؤية المملكة 2030 عبر تحقيق الاستدامة البيئية في المدينة وبناء مجتمع حيوي يتمتع بنمط معيشة صحي وتعزيز الكفاءة الاقتصادية للمدينة. ويحقق عدداً من أهداف «برنامج التحول الوطني» ومنها زيادة المساحة الخضراء وخفض هدر المياه، وتحسين كفاءة تصريف السيول ورفع نسبة استخدام المياه المعالجة وزيادة نصيب الفرد من المساحات الخضراء والمتنزهات الوطنية. ويساهم في تحقيق عدد من أهداف «برنامج جودة الحياة» من خلال إنشاء مناطق مفتوحة للتواصل الاجتماعي وممارسة الرياضات المختلفة، وزيادة معدلات المشي للأفراد. التزمت المملكة في إطار مبادرة السعودية الخضراء، بحماية 30 % من مناطقها البرية والبحرية بحلول عام 2030. وتسعى المملكة إلى تحقيق هذا الهدف بالتعاون مع منظمات رائدة عالمياً في حماية التنوع الحيوي مثل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. وستضمن هذه الخطوة الحفاظ على الحياة البرية المتنوعة والطبيعة البكر التي تزخر بها المملكة للأجيال القادمة. وستساهم حماية المناطق البرية والبحرية في الحفاظ على الأنواع النباتية والحيوانية المتنوعة في المملكة. ولتحقيق هدف حماية المناطق البرية والبحرية، تعمل المملكة على توسيع نطاق حماية المناطق الجديدة على مراحل. وتوجد حالياً مبادرات عديدة تخدم هذه الغاية وتديرها عدة جهات منها الجهات الحكومية ومنظمات غير حكومية ومؤسسات من القطاع الخاص. وتتنوع المناطق المحمية بين الصحاري والغابات والجبال والمساحات البحرية. تهدف مبادرة السعودية الخضراء إلى تقليل الانبعاثات الكربونية تلتزم المملكة من خلال جهودها بدعم أجندة العمل المناخي العالمي سيسهم مشروع الرياض الخضراء في رفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء في المدينة مبادرة السعودية الخضراء امتداداً طبيعياً لرؤية 2030