أرجأت القاضية الناظرة في احتفاظ دونالد ترمب بوثائق سرية، إلى أجل غير مسمّى محاكمة الرئيس الأميركي السابق في هذه القضية. وكان مقرّراً أن تبدأ المحاكمة في 20 مايو في فلوريدا لكنّ القاضية آيلين كانون قالت إنّ هذا الأمر غير ممكن نظراً إلى عدد الالتماسات التمهيدية المقدّمة للمحكمة، ولم تحدّد القاضية موعداً جديداً لبدء المحاكمة. ويمثّل إرجاء المحاكمة انتكاسة كبيرة للمدّعي الخاص جاك سميث الذي وجّه الاتهام لترمب. وبهذا القرار يصبح من غير المرجّح أن يتمّ النظر في هذه القضية قبل الانتخابات الرئاسية المقرّرة بعد أقلّ من ستّة أشهر والتي سيخوضها ترمب مرشحاً عن الحزب الجمهوري. وسعى محامو ترمب إلى تأجيل القضايا الجنائية العديدة الملاحق بها إلى ما بعد الانتخابات. وفي حال فاز ترمب (77 عاماً) بالانتخابات الرئاسية فمن المحتمل أن يتمّ إسقاط التّهم الفدرالية الموجّهة ضدّه. ويحاكم ترمب حالياً في نيويورك بتهم تزوير سجلات تجارية لإخفاء دفعه مبلغاً مالياً للممثلة ستورمي دانييلز لشراء صمتها قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2016. وفي يونيو، دفع ترمب ببراءته في فلوريدا من الاتهامات الفدرالية الموجهة إليه بالاحتفاظ بشكل غير قانوني بمعلومات سرية تتعلق بالدفاع الوطني والتآمر لعرقلة سير العدالة والإدلاء ببيانات كاذبة. وأدلت الممثلة ستورمي دانييلز، الشخصية المحورية في محاكمة دونالد ترمب في نيويورك، الثلاثاء بشهادتها بشأن العلاقة غير الشرعية التي تقول إنها أقامتها عام 2006 مع الرئيس الأميركي السابق. وكانت شهادتها مرتقبة بشدة نظرا إلى أن ترمب ملاحق بتهمة تزوير مستندات محاسبية لإخفاء أثر مبلغ 130 ألف دولار تمّ دفعه لدانييلز في نهاية الحملة الانتخابية للعام 2016 للتستر عن العلاقة. وأدلت دانييلز بشهادتها في جوّ من التوتر، وقد طلب الدفاع إلغاء المحاكمة برمّتها، باعتبار أنّ فحواها تقع خارج إطار المحكمة وتنطوي على "ضرر كبير" للمرشح الجمهوري للبيت الأبيض. وبعد الجلسة قال ترمب في تصريح لصحافيين "كان اليوم مهمّاً وكشف الكثير"، مشددا على أن "الملف بصدد الانهيار". لكنه لم يدل بأي تعليق بشأن ستورمي دانييلز بعدما حذّره القاضي من أنه سيحبسه في حال واصل توجيه انتقادات علنية للشهود. ودخلت الممثلة البالغة 45 عاما واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، قاعة المحكمة المزدحمة في مانهاتن، وجلست على مقعد الشهود على يسار هيئة المحلّفين في مواجهة ترمب. وروَت دانييلز التي بدت متوترة بعض الشيء، ما حدث في العام 2006 عندما التقت ترمب على هامش منافسة للغولف. وقالت "كان لقاءً قصيراً جداً" وبعد ذلك "قال لي (أحد عناصر) الأمن إنّ السيد ترمب يودّ أن يعرف ما إذا كنت أرغب في تناول العشاء معه". وأكدت دانييلز أنها أقامت علاقة غير شرعية مع الملياردير في جناح في فندقه، الأمر الذي ينفيه ترمب بشكل قاطع. وبدا الرئيس السابق متجهّماً، ولزم الصمت أثناء شهادة الممثلة السابقة. وخلال شهادتها، عرض المدّعون العامّون صورة مشهورة لها مع ترمب وهما يقفان جنباً إلى جنب. تطرّقت دانييلز بالتفصيل إلى المحادثة التي دارت بينهما في جناح الفندق، مشيرة إلى "غرفة في الفندق كانت مساحتها ثلاثة أضعاف حجم شقّتي"، حيث وجدت ترمب "يرتدي بيجامة من الحرير "قالت إنّها سخرت منها، وأضافت أنّ ترمب أبدى اهتمامه بها أثناء المحادثة، كما أخبرها ب"أننا لا ننام في الغرفة ذاتها" مع زوجته ميلانيا. وبعد ذلك، عرض عليها ترمب أن تظهر في برنامجه التلفزيوني "ذي أبرنتس" (The Apprentice)، وهو ما لم يحصل. وقالت إنها لم تشعر بالتهديد، لكنّ نية رجل الأعمال "كانت واضحة تماما" وأن "ميزان القوى كان مختلا". وأضافت "انتهى بي الأمر بعلاقة غير شرعية"، مشبّهة الوضع ب"فقدان الوعي"، وأردفت "شعرت بالخجل لأنني لم أوقفه، ولم أقل لا.. أخبرت عدداً قليلاً جداً من الناس". وفي أجواء الاستجواب المتوترة، بدا القاضي خوان ميرشان منزعجاً من بعض أسئلة المدعية العامة، في حين طلبت سوزان نيتشلز محامية ترمب، عدم ذكر العلاقة، قائلة "هذا أمر ضار للغاية". وقالت ستورمي دانييلز إنها التقت ترمب مجددا بضع مرات ثم انقطع التواصل بينهما. وفق شهادتها، عندما أطلق الملياردير حملته الرئاسية، نصحها وكيلها باستثمار شهادتها مادياً، وكانت صحيفة أميركية، كان رئيسها مقربا من دونالد ترمب، قد دفعت بالفعل مبالغ مالية لشراء الحقوق الحصرية لروايات مماثلة، لضمان عدم نشرها. وقالت "لم أكن مهتمة بالمال"، وروت أنّ رجلاً مجهولاً هدّدها في العام 2011 في مرآب للسيارات في لاس فيغاس، لكي تلزم الصمت. وحُوّل مبلغ ال130 ألف دولار الذي دُفع في بادئ الأمر من الأموال الخاصة لمحامي ترمب السابق مايكل كوهين، بواسطة شركة وهمية، وبحسب الادّعاء، سدّدت مجموعة ترمب القابضة ("Trump Organization") الأموال للمحامي في العام 2017 على أنها "أتعاب قضائية"، الأمر الذي شكّل محور الملاحقات بتهمة تزوير مستندات محاسبية. ويمثل ترمب المرشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024، أمام هيئة محلّفين منذ 15 أبريل بتهمة تزوير 34 مستنداً محاسبياً، حيث يواجه خطر صدور إدانة جنائية في حقّه، كما يواجه نظرياً عقوبة السجن، ما من شأنه أن يهدّد حملته. وفي فلوريدا، أرجأت القاضية الناظرة في احتفاظ ترامب بوثائق سرية، الثلاثاء إلى أجل غير مسمّى محاكمة الرئيس الأميركي السابق في هذه القضية. وأمام المحكمة في نيويورك، روت ستورمي دانييلز ما واجهته من اضطرابات في حياتها منذ أن كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في كانون يناير 2018 أي خلال منتصف الولاية الرئاسية لترمب عن تلقيها المبلغ المالي. وقالت "فجأة، أصبحت في الواجهة" بعد توجيه الرئيس اتّهامات إليها ولأنصارها بأنها تكذب. في استجاوبها، سعت محامية ترمب سوزان نيتشلز إلى تصوير دانييلز على أنها شخصية فاسدة ذات مصلحة في إدانة الرئيس السابق. وذكّرت بأن الشاهدة خسرت دعوى تشهير ضد ترمب وما زال يتعيّن عليها أن تسدّد له مئات آلاف الدولارات لتغطية أتعاب المحاماة. وردّت ستورمي دانييلز ب"نعم" عندما سالتها المحامية ما إذا كانت تكره ترمب، وقالت إنها تأمل أن يتم إيداعه السجن في حال إدانته. وارتفعت النبرة أكثر عندما اتّهمتها المحامية بأنها سعت لابتزاز الرئيس السابق. وتستكمل ستورمي دانيلز الإدلاء بشهادتها اليوم الخميس. الممثلة ستورمي دانييلز