ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات وانزلاقات التربة الناجمة عن الأمطار الغزيرة في ريو غراندي دو سول بجنوب البرازيل إلى 58 قتيلا و67 مفقودا، في حين تشهد عاصمة الولاية بورتو أليغري كارثة "غير مسبوقة". وكانت حصيلة سابقة للدفاع المدني قد أفادت عن مقتل 56 شخصا. وأدى انفجار قوي في محطة للوقود السبت إلى مقتل شخصين على الأقل في بورتو أليغري، وفق ما أفاد مراسل لفرانس فرانس كان متواجدا في الموقع. ووقع الانفجار في حين كانت سيارات تابعة لأجهزة الإنقاذ تتزود بالوقود في المحطة التي غمرتها مياه الفيضانات. وأشار حاكم الولاية إلى أن ريو غراندي دو سول تشهد "أسوأ كارثة مناخية في تاريخها" مع إصابة نحو 300 بلدة بأضرار. وبلدات عدة باتت معزولة، إذ قطعت مياه الفيضانات أو الانهيارات الأرضية الطرق، وتعطلت الاتصالات في الولاية، حيث من المتوقع أن تستمر الأمطار حتى يوم الأحد على الأقل. وأعطت السلطات توجيهات بإخلاء بعد نواحي مدينة بورتو أليغري، عاصمة الولاية البالغ عدد سكانها نحو 1,4 مليون نسمة والتي تتلاقى فيها مجار مائية عدة. ومع الارتفاع السريع لمنسوب مياه نهر غوايبا، وصلت مياه الفيضانات إلى وسطها الأثري. وارتفع منسوب مياه النهر إلى 5,09 أمتار ليتجاوز بذلك الرقم القياسي المسجل في العام 1941 والذي بلغ 4,76 أمتار، وفق رئاسة البلدية. * "خلال بضع دقائق" - وتُقدّر السلطات أن يبلغ مستوى نهر غوايبا خمسة أمتار في الساعات المقبلة، ليتجاوز بذلك الرقم القياسي المسجل في العام 1941 والذي بلغ 4,76 أمتار. وأدى ارتفاع منسوب المياه في الولاية إلى قطع طرق وأضرار بالغة في عاصمة الولاية حيث أمرت السلطات بإخلاء بعض الأحياء التي غمرتها المياه. وقال جوزيه أوغوستو مورايش دي ليما وهو تاجر يبلغ 61 عاما يتحدّر من نافيغانتيش الواقعة في شمال المدينة "خلال بضع دقائق، في أقل من ساعة، غمرت المياه كل شيء. لقد فقدت كل شيء، التلفزيون، خزانة الملابس، السرير، الثلاجة، كل شيء". في هذا الحي وقع انفجار محطة الوقود. ويعمل عمّال إطفاء على نقل المصابين بالحروق، وفق مراس فرانس برس. في أماكن عدّة تشكّلت طوابير انتظار طويلة للصعود إلى حافلات للنقل، بينما حاول سائقو السيارات شق طريقهم عبر الطرق التي غمرتها المياه.*** وبالإشارة إلى نهر آخر يمرّ عبر المدينة هو نهر غرافاتاي، كتب سيباستياو ميلو رئيس بلدية بورتو أليغري على إكس "على الرغم من جهود الاحتواء الكبيرة، بدأ السد على نهر غرافاتاي (...) يفيض من جديد. على المجتمعات المحلية مغادرة المنطقة". وطلب ميلو من السكان ترشيد استهلاك المياه، بعد إغلاق أربع من محطات معالجة مياه الصرف الصحي الست في المدينة. وعلّق مطار بورتو أليغري الدولي أنشطته. وبورتو أليغري هي عاصمة واحدة من أكثر الولايات ازدهارا في البلاد، وهي تتميز بأنشطتها الزراعية وبإنتاج حبوب الصويا والأرز والقمح والذرة. وتتركز الأضرار في القطاع الأوسط للولاية المحاذية للأرجنتين والأورغواي حيث تغمر المياه مناطق سكنية كثيرة وحيث جرفت الفيضانات الجسور وسط خسائر مادية وبشرية فادحة. ونشر الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا تسجيل فيديو يظهر أفرادا من القوات المسلحة ينقذون طفلا بطائرة مروحية. ويظهر الفيديو ضابطا يحدث فجوة في سطح منزل لإخراج الطفل، ملفوفا ببطانية. واضطر نحو 32600 شخص لمغادرة منازلهم، بينهم أكثر من 9500 يتم إيواؤهم في مرافق على غرار المراكز الرياضية أو الثقافية، وفقا لسلطات الدفاع المدني، التي أحصت أيضا 74 جريحا. وفي مركز إيواء في غرافاتاي شمال بورتو أليغري، قال كلاوديو ألميرو إنه عندما غادر منزله، كان منسوب المياه "يصل إلى مستوى الورك"، وأضاف "لقد فقدت كل شيء". في كابيلا دي سانتانا شمالي بورتو أليغري، يقول راوول ميتزل إن جيرانه اضطروا إلى التخلي عن مواشيهم، مضيفًا "هم لا يعرفون إذا كانت المياه ستواصل الارتفاع أو ما الذي سيحدث للحيوانات. قد تغرق قريبًا". أزمة مناخية وتثير توقعات الأحوال الجوية قلقًا ويُتوقع استمرار هطول أمطار "بالغة الشدة" حتى الأحد، وفق الدفاع المدني الذي حذّر كذلك من خطر فيضان نهر آخر هو نهر الأوروغواي. وحُرم مئات آلاف الأشخاص من الكهرباء فيما إمدادات المياه معرضة للخطر في عدة بلدات، وكذلك الوصول إلى الإنترنت وشبكات الاتصالات الخلوية. وشمالي ريو غراندي دو سول، ضربت الأمطار ولاية سانتا كاتارينا المجاورة. وسبق أن تعرضت ريو غراندي دو سول عدة مرات لفيضانات مميتة لا سيما في أيلول/سبتمبر حين قضى 31 شخصًا في مرور إعصار مدمّر. ويؤدي الاحترار المناخي الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري، إلى زيادة شدّة موجات الحر ومدّتها وتواترها، بحسب الخبراء. وشهدت البرازيل جفافا تاريخيا العام الماضي في شمال البلاد وبلغ عدد حرائق الغابات رقما قياسيا بين كانون الثاني/يناير ونيسان/أبريل، وقد تم تسجيل أكثر من 17000 حريق في مختلف أنحاء البلاج، نصفها تقريبا في منطقة الأمازون.