أكد عدد من السياسيين ل"الرياض" أن رؤية المملكة 2030 تحولت من خطط مدروسة بعناية إلى واقع وإنجازات بلغة الأرقام المذهلة والتي طالت جميع مرافق الحياة العملية والاجتماعية والقضائية والتعليمية، وأنها رؤية عالمية خارج حدود إطار المحلية الوطنية. وأكد عبدالله القحطاني، الباحث في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، أن رؤية المملكة 2030 هي رؤية شامله وضعها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهي رؤية من أجل المستقبل القريب وللمستقبل البعيد، ويبنى عليها رؤى أخرى، وجميع وسائل النجاح متوفرة في المملكة لنجاحها، وسعى سمو ولي العهد لأن تكون هناك أسس قوية لانطلاق الرؤية ونجاحها وضمان مدخلاتها من أجل ضمان مخرجاتها، وقد حدث ذلك بفضل من الله ورغم أنه ما زال أمامنا حوالي 6 سنوات إلى نهاية الرؤية إلا أننا حققنا فيها الكثير سواء على المستوى الصناعي أو الاقتصادي أو المستوى التعليمي أو على المستوى الفكري بشكل عام أو على مستوى التحول الاجتماعي أو على مستوى بناء الأنظمة والقوانين والتشريعات وقبول المجتمع لها بكل قوة وسلاسة وتطبيقها على أرض الواقع بالإضافة إلى تطوير مرافق القضاء بشكل سريع بما يضمن حق الناس والذي بموجبه يلزمهم بواجباتهم تجاه الدولة والتي تعتبر أساسيات لنجاح الرؤية والتي تلمسنا نجاحها على المستوى الشعبي والرسمي والقطاع الخاص، وعلى مستوى تفاعل الشبان والشابات مع هذه الرؤية، وعلى مستوى مخرجات التعليم بشكل متسارع، وعلى المستوى التقني المذهل الذي يرتبط ارتباط وثيق بالرؤية وإحدى أهم ركائزها والذي يندرج معه التطور السيبراني والذكاء الاصطناعي. وأضاف القحطاني قائلا: "إن هذه الرؤية السعودية الوطنية المحلية هي رؤية عالمية بمقاييسها الخاصة ولأننا جزء مهم من العالم ومؤثرون فيه". وقال الدكتور سعد الحامد الكاتب والمحلل السياسي: "نجحت رؤية المملكة 2030 في عامها الثامن وذلك منذ إطلاقها في 25 أبريل 2016 بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- في إحداث تطور تاريخي متسارع ونمو ملحوظ كثمرة لمستهدفات هذه الرؤية من حيث بناء مستقبل واعد وتحقيق النمو الاقتصادي المنشود وتحسين جودة الحياة للمواطن انطلاقا من المقومات العظيمة التي تتمتع بها، والمملكة من حيث موقعها الجيوستراتيجي المهم والذي يربط بين ثلاث قارات وعمقها العربي والديني وامتداداتها التاريخية والثقافية وإمكاناتها الاستثمارية الهائلة والتي تدعم انطلاقتها نحو آفاق أرحب اقتصادية وتنموية واجتماعية لتصنع الفارق في تنويع اقتصادها ومصادر دخلها وتحقيق تنميتها المستدامة للوصول للرفاه المنشود انطلاقا من طاقات وإمكانات أبنائها وبناتها المتطلعين لمستقبل أفضل وليصبحوا العلامة الفارقة ومحط أنظار العالم في المجالات كافة". وقال: "لعل اللافت للانتباه يكمن في تلك الإنجازات المتلاحقة والتي تعبر عن نفسها بلغة الأرقام، وفي عجالة سنتناول بعضها في عدة مجالات، فالاقتصاد السعودي مثلا يعتبر الأسرع نموا في عام 2022 من بين دول مجموعة العشرين، ولذلك تتسابق المنظمات الاقتصادية والدولية لاستقطابه كمجموعة بريكس وشنغهاي وغيرها، وحصلت المملكة على معدلات تضخم هي الأدنى بين اقتصادات دول مجموعة العشرين، حيث بلغ في الربع الرابع 1.6 % بزياده عن 3.1 % في الربع نفسه لعام 2022م، وقد وصلت قيمة الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي إلى 1,889 مليار ريال سعودي بتجاوز كبير للمستهدف، كذلك مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي وصلت لنسبة 45 % متجاوزة ما كان مخطط لها، ووصلت صادرات النفط والغاز إلى 605.43 مليارات ريال سعودي بزيادة كبيرة، وكذلك تحقيق أكثر من 457 مليار ريال كإيرادات غير نفطية بنهاية 2023، وفي مجال توطين الصناعات العسكرية تخطت نسبة توطين الصناعات العسكرية 13.7 % بنهاية 2022 مقابل 2 % ما قبل الرؤية، وبلغ إجمالي رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر 762 مليار ريال سعودي، ووصل عدد المصانع إلى 11549 مصنعاً خلال 2023 مقابل 7206 ما قبل الرؤية، وزاد عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة عن عام 2016، ولقد حرصت حكومة المملكة على فئة الأشخاص ذوي الإعاقة القادرين على العمل وبلغت نسبت شغلهم للوظائف 12.6 بزيادة عما هو مخطط، وشهِد البنك الدولي للمملكة كأفضل مصلح في مجال تمكين المرأة، وحصلت المرأة السعودية على اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين من خلال الدعم والتمكين، حيث بلغت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل 34 % بزيادة عن المستهدف، وبلغ معدل مشاركة السعوديات في القوة العاملة 35.5 %، واستفاد أكثر من 96 ألف مواطن من خدمات الدعم السكني للمنتجات السكني وزاد تملك المنازل للمواطنين ليصل إلى 60 % للسعوديين، فيما تجاوزت نسبة المستفيدين من الإعانات المالية القادرين على العمل والمُمكِّنين ما نسبته 32.3 % بزيادة عما خطط له وضمن تعزيز ورفع كفاءة الخدمات الصحية، فقد استفاد من تطبيق صحتي أكثر من 30 مليون مستفيد وأُطلقت خدمة طبيب لكل أسرة لتقديم الرعاية الصحية والوقائية والعلاجية واستفاد منها أكثر من 14 مليون مستفيد، وفي مجال السياحة تم إطلاق التأشيرة الإلكترونية للسياح الدوليين، وزاد عدد السياح القاصدين المملكة وكذلك المعتمرين، تعزيزًا لإيجاد بيئة استثمارية جاذبة. وأضاف د. سعد: "طورت المملكة 50 فرصة استثمارية صناعية بقيمة تجاوزت 96 مليار ريال سعودي وقدرت نسبة الاستثمارات الأجنبية والمشتركة في قطاع الصناعة 37 % من إجمالي استثمارات القطاع حتى شهر مايو لعام 2023 ريال سعودي كما نقلت أكثر من 200 شركة عالمية مقارها الإقليمية إلى العاصمة الرياض، وجاءت المملكة في المرتبة ال31 من حيث ترتيبها في مؤشر الأممالمتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية، والمركز ال 2 عالميًا في مؤشر الأمن السيبراني، وال 5 عالميًا في مؤشر السوق المالية، وفي المجال البيئي ومكافحة قضايا التغير المناخي تستمر مبادرات المملكة ضمن مباردة السعودية الخضراء، حققت المملكة تقدمًا ملموسًا في مبادراتها البيئية المستدامة لتكون انطلاقة ناجحة نحو حقبة خضراء وغد أكثر استدامة، ومن تلك الجهود زراعة أكثر من 49 مليون شجرة في مختلف مناطق المملكة، وقد وقَّعت المملكة مع كوريا الجنوبية في عام 2022 اتفاقيات أولية لتطوير الهيدروجين الأخضر، وتتطلع المملكة بحلول عام 2030 إلى أن تكون أكبر مزود للهيدروجين في العالم". وذكر الدكتور فواز كاسب، الباحث في الشؤون الاستراتيجية، أن رؤية المملكة 2030 والتي أعلن عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تؤكد على الحكمة السياسية من خلال التنمية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وبمتابعة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- الشاب الطموح قائد التغيير، وهذه الرؤية المباركة تقوم على ثلاثة محاور رئيسة وهي: مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، لتحقق آمال الأجيال القادمة وتشبع احتياجاتهم. وأضاف: "إن الرؤية الطموحة تختصر الكثير من السنوات وفق تخطيط مدروس وذلك وفق المؤشرات الإيجابية لها وبلغة الأرقام، فقد حققت المملكة تميزاً وتفوقاً على الكثير من الدول في جميع المجالات كتقنية المعلومات والمجال الأمني والتنموي والمجال البيئي والاجتماعي ما جعل المملكة تتبوأ الكثير من المراكز المتقدمة في الكثير من المجالات وأزمة كورونا أثبتت للعالم ما نملكه من بنية تحتية جعلت الحياة الصحية وقتها تسير وفق برتوكول منظم، ويضاف لها مؤشرات التعليم والتغير الحاصل في المناهج التعليمية، بالإضافة لبرامج الإصلاح ومحاربة الفساد التي يقودها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، والتي جعلت المواطن السعودي يفتخر بانتمائه لهذه الأرض المباركة كونها حققت لنا المكانة اللائقة على المستوى الإقليمي والدولي والإعلامي".