يتحدث العالم أجمع -ولله الحمد- اليوم عن التطور الذي تشهد المملكة العربية السعودية على الصعد كافة. فالمنجزات السعودية التي نسمع عنها ونشاهدها بشكل شهري بل أحياناً بشكل أسبوعي سواء على المستوى المحلي أم العالمي مدعاة للفخر، وبما وصل له هذا الوطن الغالي من نهضة وازدهار، مثل هذا الكلام لا نتحدث عنه نحن كسعوديين فقط، بل كل من يزور المملكة بشكل مستمر. لا أنسى حديثاً جمعني قبل عدة أشهر مع أحد الأكاديميين ورواد الأعمال من إحدى أعرق الجامعات البريطانية، حين ذكر لي أنه سبق له زيارة المملكة عدة مرات وعلى فترات متقاربة لا تتجاوز بضع سنوات، وأنه في كل زيارة يشاهد «ما يذهله»، على حد وصفه، من تطور وتغييرات متسارعة خصوصاً في جودة الخدمات والحياة بشكل عام، مثل هذا الحديث من الزوار من الخارج نسمعه بشكل متكرر في المؤتمرات والندوات التي يحضرونها في المملكة. أما نحن المواطنين وكذلك الأخوة المقيمين فلا يكاد يمر شهر بدون أن نتحدث بسعادة عن أحد المشاريع التي تم إنجازها وتنفيذها، وبدأت تقدم خدماتها لقاطني هذا البلد المبارك. ومع زخم المشاريع العملاقة التي يتم تنفيذها وتصب جميعها في رسم صورة جميلة عن جميع مدن وقرى المملكة، ماذا لو تم التركيز كذلك على تطوير المداخل البرية لمدن وقرى المملكة، وأعطيت هذه المداخل اهتماماً أكبر من حيث المظهر والخدمات كونها هي البوابات الرئيسة للمدن والقرى. ماذا لو تم إضافة أشكال جمالية سواءً على شكل لوحات أو مجسمات على مداخل المدن والقرى تظهر بعض المعلومات عن تلك المدن والقرى، كعدد السكان أو مساحة المدينة أو أي رمز يدل على المدينة أو غيرها من المعلومات أو اللمسات التي تعطي المسافر لمحة سريعة عن المدينة أو القرية التي ينوي الدخول إليها. على سبيل المثال، اليوم مدينة بحجم الرياض، يلاحظ الداخل لها من خلال منافذها البرية عدم وجود أي إشارات أو معلومات ترحب بالمسافر عند وصوله لمدينة الرياض فيما عدا اللوح الزرقاء التي تبين للمسافرين المسافة المتبقية عن وسط الرياض؟! عاصمتنا الحبيبة اليوم تسابق الزمن في التطور لدرجة أن غيابك عنها لمدة بضعة أشهر ثم عودتك لها سيجعلك تشاهد مشاريع جديدة لم تكن موجودة قبل مغادرتك، وجود لوحات أو مجسمات ترحيبية تحوي معلومات بسيطة عن الرياض يتم تصميمها بشكل احترافي وأنيق سيعطي بكل تأكيد لمسات جمالية لمداخل العاصمة. هذا الكلام أيضاً ينطبق على أغلب المدن والقرى، حيث لا توجد لوحات أو مجسمات جمالية تبين اسم المدينة أو القرية التي ستدخلها، وبعض المدن أو القرى قد يوجد على مداخلها عبارات ترحيبية، ولكنها لا تبدو بالشكل الذي يناسب رؤية المملكة، التي يحرص الجميع على تحقيق أهدافها. البلديات والأمانات ووزارة النقل وبقية الجهات المسؤولة يبذلون اليوم جهوداً جبارة وجميلة في تطوير المدن والقرى وكذلك تطوير شبكة الطرق الضخمة التي تربط أطراف المملكة ببعضها البعض، وهذا كله مشاهد وملموس على أرض الواقع، وما مقترح تطوير مداخل المدن والقرى إلا لرغبتنا كمواطنين أن يظهر وطننا الغالي دائماً بأجمل مظهر، فهو يستحق المكانة الرفيعة دائماً.