العاطفة هي حالة شعورية شديدة تنشأ نتيجة تفاعل مع مواقف أو أحداث أو أفكار، تشمل مجموعة واسعة من المشاعر مثل: الفرح، الحزن، الغضب، الخوف، الإهانة، الحب، وغيرها. حيث تلعب العواطف دوراً مهماً في حياة الإنسان وتؤثر على سلوكه واتخاذ قراراته. ونجد أن العاطفة والذكاء يرتبطان بشكل وثيق بمفهوم الذكاء العاطفي؛ فالعاطفة تمثل المشاعر والانفعالات التي نشعر بها تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين، بينما الذكاء يشمل القدرات العقلية المختلفة، مثل: التفكير والتحليل وحل المشكلات. وعليه؛ فالذكاء العاطفي يتضمن القدرة على فهم المشاعر بشكل صحيح وتحليلها، ومن ثم تنظيمها واستخدامها بطريقة تعزز تفكيرنا وسلوكنا. ويعتقد العديد من العلماء أن الذكاء العاطفي أكثر أهمية من الذكاء المعرفي (الذي يشير إلى القدرة على معالجة وتفسير المعلومات)، وأن التجارب أظهرت أن الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي يمكنهم النجاح والوصول إلى مراتب عليا، حتى لو لم يكن ذكاؤهم المعرفي مرتفعاً، بينما الأشخاص الذين لا يملكون ذكاءً عاطفياً لا ينجحون في الحياة، حتى لو كانوا أذكياء، كما نجد أن تأثير الذكاء العاطفي يمتد إلى الحياة المهنية والاجتماعية والزوجية. يدعو أرسطو في كتابه الفلسفي: «الأخلاق إلى نيقوما خوس» الذي تناول فيه الفضيلة، والشخصية، والحياة الطيبة، إلى إدارة حياتنا العاطفية بذكاء، فعواطفنا إذا مورست ممارسة جيدة ستحوز الحكمة، وعواطفنا هي التي تقود تفكيرنا وقيمنا وبقاءنا، حيث يرى أرسطو أن المشكلة هنا ليست بالحالة العاطفية نفسها، ولكن سلامة تلك العاطفة وطريقة التعبير عنها، وكيف يمكن أن نسبغ الذكاء على عواطفنا. يعتقد بعض علماء النفس أن الذكاء العاطفي هي مهارة تولد معنا وننميها، وقد لا نولد بها ونبنيها، وهذا يعني أنه يمكنك دائمًا اكتساب المهارات التي تشكل الذكاء العاطفي. ومع ذلك، من المهم أن تدرك أن هناك فرقًا بين مجرد تعلم الذكاء العاطفي وتطبيق ما تعلمته في حياتك، فمعرفة الشيء لا تعني بالضرورة أنك ستفعله، خاصة عندما تكون الضغوط في حياتك أكبر، لذا، لتغيير سلوكك يجب أن تتعلم كيفية التغلب على التوتر والبقاء على دراية بمشاعرك. يعد الذكاء العاطفي وسيلة مهمة لتحسين حياتك الشخصية والمهنية وعلاقاتك مع نفسك ومع الآخرين، وأنه ينطوي ويتأثر بشكل خاص بالعديد من جوانب الحياة، فإذا كنت زوجاً أو مديراً أو قائداً أو موظفاً أو أباً أو صديقاً، عليك أن تتعلم هذه المهارة وتنميها لتحسين حياتك وحياة الآخرين، وكما قال الكاتب والفيلسوف الروسي فيودور دوستويفسكي: «التصرف بحكمة يتطلب أكثر من الحكمة».