يعُد المسجد النبوي أحد المنابع العلمية والماء الصافي الذي يرتوي منه عطشى العلم من الرجال والنساء، ولأن المرأة نصف المجتمع، فقد اهتم بها الإسلام منذ أيامه الأولى، ومع تقدم الزمن وظهور الجامعات والمدارس والكليات، إلا أن المسجد النبوي يظل صرحًا شامخًا لا يزال يقوم بدوره في التعليم بكل جدارة وعظمة، ومنذ توحيد المملكة العربية السعودية اهتم الملوك والأمراء بتعليم النساء فيه من تهيئة المكان للصلاة وتيسير كل ما يُوصل إليهن العلم ويسهل عليهم طلبه في أقسام مخصصة لهن. ومن أول تلك العلوم وأساسها وخيرها هو تعليم القرآن الكريم، فقد تم تخصيص حلقات لتعليم القرآن الكريم وحفظه، بالإضافة إلى العلوم الشرعية الأخرى، التي قام بشرحها عالمات وداعيات متخصصات في العلوم الشرعية، وجميعهن ممن حفظن القرآن كاملًا مع حصولهم على الشهادة الجامعية والدراسة في دورة إعداد الداعيات بالمسجد النبي لمدة ثلاث سنوات، كما تقام دروس توعوية وإرشادية يوميًا من بعد صلاة الفجر حتى صلاة العشاء، ويوزع على الزائرات والمصليات في المسجد النبوي في الأقسام النسائية الكتب الشرعية، ولا تقتصر هذه المنشورات على اللغة العربية؛ بل تُرجمت إلى لغات أخرى، ومن ينابيع العلم في المسجد النبوي: المكتبة المقروءة في مصلى النساء الشرقي ومصلى النساء الغربي، والتي يؤمها عدد كبير من الباحثات والقارئات، وفي عام 1439ه تم إنشاء معهد القسم النسائي، ويقع داخل أروقة المسجد ويمكن لطلبة العلم الحاصلين على شهادة الابتدائية مواصلة طلبهم العلم الشرعي، دون اشتراط سن معين، وفي الوقت الحاضر أصبح من السهل الانضمام لحلقات تحفيظ القرآن الكريم والمتون العلمية عبر حلقات المسجد النبوي عن بعد، لمن هم داخل المملكة وخارجها. * باحثة دكتوراه في التاريخ