مسجد بني زُريق بن جشم من الخزرج كان في الجهة الجنوبية الغربية من المسجد النبوي، وهو أحد المساجد المأثورة التي ورد أن النبي صلى الله عليه قد دخله وتوضأ فيه، وعجب من اعتدال قبلته، وكان أول مسجد قرئ فيه القرآن الكريم بالمدينةالمنورة، واشتهر هذا المسجد بأنه كان نهاية أمد السباق بالنسبة للخيل غير المُضمرة، وكان هذا المسجد موجودًا في زمن النبي عليه الصلاة والسلام، أما عن موقعه فكان داخل السور الأول ملاصقًا له من الداخل، على يمين السالك لدرب سويقة قاصدًا باب الشونة، ثم تهدم وهُجر، فقام خالد باشا في عام 129ه بإعادة بناء المسجد كغرفة ملحقة بباب الشونة واستخدم كمركز للشرطة، وبعد هدم باب الشونة والسور الأول هُدمت الغرفة موضع المسجد في حوالي 1370ه وبنيت موضعه محلات تجارية، وقد أزيلت هذه المحلات بإزالة كامل منطقة الشونة وسوق القماشة أثناء حريق الشونة عام 1397ه. ومن المرجح أن المسجد قد حظي بعمارة الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز أثناء ولايته على المدينة في الفترة بين عامي 87-93ه، وذلك أثناء عمارته للمسجد النبوي الشريف، وعمارة جميع المساجد المأثورة، وظل هذا المسجد على عمارته حتى تهدم وأعيد بناؤه عدة مرات، حيث بني بالحجارة والطين، وظل على هذه العمارة البسيطة حتى جددت عمارته واستخدم كمركز للشرطة، ثم أزيل كما ذكرنا سلفًا. ويمكن حصر موضع المسجد من خلال الإحداثيات الجغرافية المتمثلة بالإحداثيات الأفقية والرأسية فينحصر أفقيًا بين الإحداثيين الأفقيين رقم 2706،072 شمالًا والإحداثي الأفقي 2706،058 جنوبًا، أما شرقًا وغربًا فينحصر موضع المسجد بين الإحداثيين الرأسيين 561،878 شرقًا، و561،862 غربًا. (معالم المدينةالمنورة / عبدالعزيز كعكي) *باحثة دكتوراة في التاريخ