تنادى كبار العلماء والمفتين من مختلف المذاهب والطوائف الإسلامية إلى تجاوز مآسي المعترك الطائفي بنزعته المنتحلة على هدي الإسلام، وذلك في «وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» الصادرة في ختام أعمال المؤتمر الدولي: «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» الذي نظَّمته رابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة على مدى يومي 7-8 رمضان 1445ه، الموافق 17-18 مارس 2024م، برعاية كريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، وبمشاركة واسعة من ممثلي المذاهب والطوائف الإسلامية من مختلف أنحاء العالم. وتأتي الوثيقة امتداداً لمضامين «وثيقة مكةالمكرمة» التي أمضاها مفتو الأمَّة وعلماؤها في الرابع والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1440ه، الموافق للتاسع والعشرين من شهر مايو لعام 2019م، كما تأتي لتعكس تعبير العلماء المشاركين في مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» عن اعتزازهم بدينهم شِرْعةً ومنهاجاً، وإيمانهم بالله تعالى ربّاً ومعبوداً، وبمحمّدٍ (صلى الله عليه وسلم) نبيّاً خاتماً ورسولاً، مُمتثلِين قولَه جلَّ وعلا: (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ). وتؤكد «وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» إدراكَ علماءِ الأمَّةِ وممثلي مذاهبها وطوائفها لواجب الوقت في التذكير بمفهوم الأمّة الواحدة، وأنهم اليوم أحوجُ ما يكونون إلى رصِّ صُفوفهم، وانسجام أمرهم على مشتركاتهم الجامعة التي تلُمُّ شَعَثهم، وتُوَحِّدُ شتاتَهُم، وتؤلِّفُ قلوبَهم.