يُعتبر مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل الذي يقيمه نادي الإبل سنوياً في الصياهد بمحافظة رماح؛ واحداً من أهم الفعاليات التي ساهمت في تحقيق مُلّاك الإبل لنجاحاتٍ كبيرة، من خلال مشاركتهم ضمن الأنشطة التي يُقدّمها المهرجان، ومنها مسابقة «مزاين الإبل» التي سلّطت الأضواء على أبرز وأجمل وأشهر الإبل في المملكة. والتقت أهداف المهرجان الخاصة بتأصيل تراث الإبل وتعزيزه في الثقافة السعودية، مع سعي وزارة الثقافة في إبراز القيمة التاريخية للإبل من خلال وسْمِها لعام 2024م ب»عام الإبل» بعد إقرارِه من مجلس الوزراء. وحصدت بعضُ الإبل شهرةً واسعة، وذلك من خلال فوزها بمراكز متقدمة في مهرجان الملك عبد العزيز للإبل، والذي يُعدُّ من المهرجانات المهمة محلياً وإقليمياً، نظراً لحجم المشاركة فيه، وللفصائل المميزة التي تحضر للتنافس على ألقابه. وسكنت الإبل الفائزة قلوب الناس والجماهير، التي أصبحت تتغنى بها وتُردّد أسماءَها، حتى تحولت إلى ألقابٍ معروفة تتصدّر مواقع التواصل الاجتماعية. ولعل أشهر هذه الإبل التي لها جمهورٌ كبير هي الناقة «خزامة» لمالكها ابن قريع الدوسري، والتي حصلت على المركز الأول على التوالي في أغلب نسخ المهرجان، وذلك لتفرُّدِها وجمالِها الواضح، حيث تُعتبر من أجمل النُّوق الوُضح، لاجتماع أغلب تفاصيل الحسن والجمال الأصيلة بها، وهو ما جعل قيمتها تصل إلى 30 مليون ريال ، إلا أنّ مالكَها امتنع عن بيعها حباً لها، لينصدم الجميع بنُفوقها المفاجئ عام 2018م، وحتى بعد نفوقها عرض نادي الإبل على ابن قريع تحنيطَها وعرضَها في النادي، وبالفعل تم ذلك، فيما استمر جمهورُها بالتغزّل بها وذكر حُسنها حيث جاء في إحدى القصائد: ما هزم خزامه الا موتها اشهد انها ل لحلال امبيّته والله ان الأوله ما تفوتها لو تجي شوط التحدي ميّته كما إن الجمل «عرنون» لمالكه قعيد الشلاحي يُعتبر من أبرز الجمال في ميادين المهرجان، حيث حظِيَ بجمهورٍ كبير جداً على مر السنوات، باعتباره من أجود الجِمال وأغلاها، لكنه نَفق بعد وفاة مالكه قعيد الشلاحي عام 2022، ليكتب فيه جمهورُه العديدَ من القصائد تأثُّراً بنفوقه، ومن هذه القصائد: الجرح لا هالحين ماحصّل ادواه وعرنون مات من الحزن باح صبره وش عاد نخسر في حلالٍ فقدناه ما بعد فقد العود شياً نخسره وأيضا عُرفت الناقة «لطامة» لمالكها ابن دغيثر العتيبي بجَمالِها، واشتهرت بحضورها المميز كل عام في المهرجان، حيث يحرص جمهورُها على حضور مسيرتها، بعد أن كسبت شهرتها من حُسنها وتناسق قوامها، لتحصل على المركز الأول في عددٍ من نسخ المهرجان، وليحتفي جمهورها بها بالعديد من القصائد والشيلات، قبل نفوقها مطلع هذا العام 2024. كل تلك القصص والمواقف تؤكّد على عمق العلاقة بين الجمهور والإبل، من خلال تعلُّقِهم واعتزازهم بها، وتأثُّرهم بما يحدث لها، وأنهم لا يرونها مجرد حيوانات، بل هي إرثٌ ثقافي يفخرون به، ويَعُدّونه من أجمل عطايا الله. الوضح