"ارفع راسك انت سعودي طيبك جاوز كل حدودي مالك مثيلن بالدنيا غيرك ينقص وأنت تزودي فارس وأجدادك فوارس وأصبحت لبيت الله حارس" تذكرت هذه الكلمات من قصيدة للأمير الشاعر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة، ونحن نحتفل في وطننا الحبيب بيوم العلم السعودي، السارية التي ترفرف فوق كلمات العز والفخر والشرف كل صباح، لتذكرنا بالانتماء لهذه الأرض الطاهرة، وشعبها المضياف، وقيادتها الحكيمة. من حقنا أن نرفع رؤوسنا لعنان السماء ونحن نحتفل بيوم العلم الوطني، وقيمه الممتدة عبر 3 قرون من الزمن، بوصفه رمزاً للوحدة الوطنية، وشاهداً على تاريخ تأسيس وتوحيد وبناء الدولة واستقرارها، وعنواناً لمملكة الإنسانية التي تجاوز عطاؤها الحدود، وأصبحت أيقونة للفرح والسعادة ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط.. بل على مستوى العالم أجمع. لقد أحسنت قيادتنا الرشيدة عندما قررت قبل عامين اختيار يوم 11 مارس من كل عام للاحتفال بالعلم الخفاق الذي يرمز لقيم التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء، وهو التاريخ نفسه الذي بدأت فيه قصة العلم الوطني السعودي رمزاً للبلاد، منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود عام 1727، ليكون بذلك امتداداً لإرث عربي إسلامي بوصفه راية الدولة ورمزاً من رموز سيادتها. نشعر كثيراً بالفخر ونحن ننظر في شموخ تجاه علمنا، الذي يعد العلم الوحيد على مستوى العالم الذي لا يمكن تنكسيه لأنه يحمل شعار التوحيد "لا إله إلا الله"، إضافة إلى رمز النماء والمستقبل ممثلاً في النخلة، والقوة والإرادة والعزيمة ممثلاً في السيفين، لنزرع في قلوب أبنائنا المزيد من الانتماء والحب تجاه وطن يسكن في قلوبنا. وإذا كنا اعتدنا أن نرى العلم يزين مياديننا ويرفرف على كل مدرسة ومؤسسة حكومية، فلا بد أن تتحول هذه المناسبة إلى يوم من البهجة والسعادة للجيل الجديد في جميع المراحل التعليمية والجامعية، عبر مبادرات وبرامج غير تقليدية تغرس في قلوب أبنائنا الحب الذي ورثناه من آبائنا وأجدادنا لوطننا، وتكشف لهم قصص المجد والعز التي عاشتها الدولة السعودية على مدار ثلاث عقود. صحيح أن الفعاليات الكبيرة التي تقيمها وزارة الثقافة وهيئة تطوير بوابة الدرعية وجهات سعودية أخرى للاحتفاء بيوم العلم تسر الخاطر، لكن وزارة التربية والتعليم معنية بشكل أكبر بتقديم نشاطات وعروض مسرحية ومعارض يحاكي تطور العلم والتسلسل الزمني للعلم، وتعرّف برموزه ودلالاته، وترسي الارتباط الوثيق بين أبناء الجيل الجديد وعلم البلاد.