تشمخ الكلمات وتتيه فخرًا حين نتحدث عن راية التوحيد، عن يوم العلم الذي أصبح تتويجا لتاريخ حافل بالفخر يمتد لثلاثة قرون مضت، حين أقر المؤسس -رحمه الله- راية عزٍ من سنا كلمات التوحيد تطرزت، فزهتْ، وعلتْ، وتكرمتْ، وأكرمتْ. أكرم بها من راية للفخار سطع نجم نورها حين أقرها المؤسس -رحمه الله- كراية للتوحيد واحدة، وقال هو عَلَمٌ به الفخارُ أبدا، وعزٌ لمن رام المجد دربا. وكان هذا العلم على مدى ثلاثة قرون شاهداً على حملات التوحيد، والمجد والفخر التي خاضها المؤسس ومن معه لتحيا الأجيال من بعدهم في رخاء ونماء. وبذلك يحق للمملكة العربية السعودية وأبنائها اليوم الفخر بتاريخهم، ورايتهم، وبمن صنعوا هذا التاريخ المشرق، ومن أقر لهم هذا العلم مرفرفاً، والأحداث شاهدة على كلّ خطوة سارها المؤسس ورجاله –رحمهم الله-، فهو تاريخ حافل بالإنجاز والتقدم والخير. هذا علم المملكة العربية السعودي علم كريم قبل أن يكون مكرماً، فمنذ أن أرفق المؤسس -رحمه الله- كلمة التوحيد شعاراً ورمزاً للعلم أصبح عالياً وخالداً، ومكرماً، وأصبح مرفوعاً على مدى الأيام، لا تحكمه قوانين وتنكسات الأعلام والرايات الأخرى، فهو مميز ومعزز بكلمة التوحيد، ترفعه معها، وتأخذه خفاقاً ليرفرف مجداً وعزاً في قلب كل مواطن، يرمز للتوحيد، والعدل والقوة، والنماء والرخاء. توشّح علم المملكة العربية السعودية باللون الأخضر ليدلّ على أنّها مملكة الخير والعطاء ومهد الإسلام، وازدهى علم المملكة العربية السعودية بعبارة التوحيد (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) ليكون دليلاً على الالتزام بتعاليم وقيم الدين الحنيف، والدعوة إلى الله انطلاقاً من مهد الإسلام، وبلد الحرمين الشريفين، وليكون بذلك فخراً ليس فقط لكل سعودي، بل لكل عربي ومسلم في جميع أنحاء الأرض. وقد وافقت رغبة خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- تسمية يوماً للعلم بتاريخ 11/ مارس من كل عام ترسيخاً لليوم الذي قام فيه المؤسس -طيّب الله ثراه- برفع علم التوحيد كممثل لوحدة الدولة ليرفرف عالياً بدءاً من يوم 27 ذي الحجة /1355ه، الموافق 11/مارس/1937م. ويأتي هذا الربط توضيحاً وتأكيداً على أهمية الحدثين في تاريخ المملكة العربية السعودية؛ إذ أصبح علم المملكة رمزا خالدا للوطن الواحد. فكيف يمكن ألّا افتخر بوطني ورايتي –راية التوحيد والمجد والفخر- وأنا أعلم أنّ كل خطوة أخطوها فوق تراب المملكة العربية السعودية خطوة فوق التراب الذي داسته أقدام النبي صلى الله عليه وسلم، وأقدام الصحابة الكرام رضي الله عنهم، هي خُطى فوق التراب الذي شهد ملاحم ومعارك التوحيد التي قادها المؤسس –رحمه الله-. إنّ في عَلَم المملكة العربية السعودية الخفاّق اختصارٌ لتاريخٍ غارقٍ بالدفاع عن العروبة والإسلام، إنه عَلَم العروبة والعزّة الذي يرفرف في سماء القلب ويطاول النفوس العالية. لذا بكلّ حب وانتماءٍ وفخر أكتب عن أعزّ وطن على قلبي، وأجمل راية اتخذت رمزاً للتوحيد، وأجمل يوم اتخذ رمزاً للعلم ليربط الماضي التليد بالحاضر المجيد، ليربط قلوبنا وعقولنا بفخرنا وماضينا وروعة حاضرنا. ولأقول بملء فمي: وطني دمت وطن الخير الكبير، ووطن العزة والحب الذي لا ينتهي أبدًا، ودامت لنا راية التوحيد، والشكر والدعاء من القلب لخادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- الذي ربط واقعنا بتاريخنا من خلال التأكيد على تخصيص يوم العلَم 11/مارس من كل عام، ليكون يوماً للفرح والاعتزاز والشعور بمعاني المجد والفخار. وأدعو الله العظيم أن يبقي عَلَم بلادنا خفاقًا عاليًا، وأن يعلي راياته لتظلّ مرفرفة في كافة ميادين النصر والخير والتقدم والتطور، مترافقة مع مشاعر الولاء والانتماء في يوم العلَم.. يوم القلوب المحبة للوطن وتاريخه وتفاصيله ورموزه. أسامة الفريح التميمي