تسعى العديد من الشركات المشغلة للمطارات إلى التميز المؤسسي الذي يعكس أحدث الممارسات في بيئة العمل والتي تحقق الإستراتيجيات بعيدة المدى في إطار الخطط التي تحقق آلية تنفيذ الأهداف المنشودة. وفي ظل تلك التحديات الناجمة عن تأخر الرحلات من شركات الطيران المختلفة والتي تؤثر على الإجراءات التشغيلية لأي مطار، حيث إن تأخير رحلة مجدولة لها إجراءاتها، مثل: حجز السيور وصالة الركاب في المغادرة وغيرها من الأمور التشغيلية. وبناء على ذلك فإن العملية التشغيلية سوف تتأثر بطريقة أو بأخرى وتؤثر على خدمة جميع الرحلات، ومن هنا تأتي الكفاءة التشغيلية في استغلال الموارد والتنسيق والمتابعة حتى لا يحدث أي فارق يؤثر على تجربة المسافر وهنا يبرز كفاءة الشركة المشغلة وخبرتها في إدارة العمليات الأرضية بجدارة. وعلى صعيد جائزة أفضل بيئة عمل (Great Place To Work) العالمية فإن الحصول عليها يضيف ميزة تنافسية تعطي الأفضلية لتلك الشركات لاستقطاب الكفاءات، حيث إن بيئة العمل الصحية تجذب العديد من الفرص على مستوى الموظفين الطموحين لتحقيق التطور المهني وتحقيق التطلعات، ومما لا شك فيه أن بيئة العمل الصحية هي أحد روافد الاستدامة التي تبرز الجوانب التي تمكن منظومة العمل الجماعي الرامية إلى تحقيق المستهدفات. وفي ضوء الشركات المشغلة للمطارات وأهمية العمل تحت الضغط بسبب دقة المواعيد، والتنظيم والتنسيق بين الجهات المختلفة، يأتي الدور الريادي لرأس المال البشري، الذي يشكل الكفاءات والكوادر من فرق العمل المختلفة، لكي تقوم بأداء الأدوار المنوطة بها في قطاع يقدم خدماته بطريقة تعمل على تحسين تجربة المسافر وتلبي احتياجاته. حيث إن خصخصة المطارات تسير بخطى سريعة، ومن هنا تأتي المنافسة لتقديم مختلف الخدمات التشغيلية بجودة عالية تضمن للشركات المشغلة الاستدامة، للحصول على التميز المؤسسي الذي يعظم الممارسات المهنية ويشكل انسيابية في حركة المطارات ليتماشى مع تحقيق مستهدفات رؤية 2030 مواكبةً وتنفيذاً. إن الحصول على جائزة أفضل بيئة عمل في تشغيل مطار أو صالة، يشكل قيمة مضافة في ظل احتدام المنافسة بين قطاع متجدد وحيوي، ويشكل الانطباع الأول لأي وجهة دولية وهو بدون شك يعزز الخدمات المقدمة في مطارات المملكة، والتي تنطوي تحتها العديد من اللوائح والإجراءات من الجهات التشريعية التي تضمن للمسافر حقوقه مثل ضمان مواعيد الرحلات والتعويضات التي تنتج عن تأخير الرحلات أو فقدان الأمتعة. ويأتي دور تعزيز كفاءة تجربة المسافر مثل صالات الانتظار المواكبة لأحدث التقنيات، مثل: توفر الإنترنت المجاني، وتقنية الشحن اللاسلكي، والعروض الترفيهية، والمطاعم، والمقاهي، والأسواق الحرة، والفنادق. يبقى التحدي الأكبر للشركات المشغلة هو إدارة الأزمات، وينطوي على عاتقها استخراج الحلول والمبادرات وتقديمها بالتعاون مع كافة الأطراف للتنسيق والمتابعة ومن هذا المنطلق فإن السعي للحصول على جائزة أفضل بيئة عمل هو تحد يضعها أمام المسؤولية الملقاة عليها ومدى مقدرتها على الاستمرارية والمواكبة في زخم الرحلات المجدولة والغير مجدولة ومدى التزام شركات الطيران في الوفاء بمواعيد الإقلاع والهبوط.