معرض الرياض الدولي إكسبو 2030 المنتظر سيكون واجهة عالمية لإلهام العالم وقيادته وتشجيعه على تبني حلول مستدامة من شأنها أن تعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في المملكة وفي سائر بلاد العالم. وتتمثل رسالة إكسبو السعودية في إيجاد منصة عالمية تعكس تقدّم المملكة في مجالات التقنية والابتكار والتنمية المستدامة وتعزيز التوعية بالتحديات التي يواجهها العالم والحلول الممكنة لها، وما سيصاحب ذلك من توقعات بتحقيق خمسين مليار دولار بالإضافة لإتاحة حوالي مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة تبعًا لذلك، كما أنَّ عدد الزوَّار المتوقع لهذا الحدث المشهود يقارب أربعين مليون زائر من جميع دول العالم، وسيقام المعرض في شمال الرياض بالقرب من مطار الملك سلمان الدولي الجاري تطويره حاليًا بمساحة إجمالية تبلغ أكثر من ستة ملايين متر مربع مما سيسّهل على الزوّار القادمين عبر المطار الوصول إلى موقع المعرض خلال دقائق معدودة، وذلك من خلال استخدامهم شبكة قطار الرياض التي ستغطي كافة أرجاء مدينة الرياض، إلى جانب شبكات الطرق الرحبة السريعة والمتصلة بأحد مداخل المعرض الثلاثة، وسيكون معرض الرياض إكسبو 2030 بمثابة مرآة تعكس أثر نتائج الجهود العالمية حول جدول أعمال الأممالمتحدة 2030 وأهداف التنمية المستدامة وتقليل الانبعاثات والغازات للغلاف الجوي للكرة الأرضية والتي تتطلب جهودًا دولية تعاونية على نحو دؤوب ومستمر سواءً من قبل الحكومات أو المجتمعات لتحقيق الأهداف العالمية على مدى العشرين سنة المقبلة. وفي تقرير حصلت "الرياض" عليه من غرفة الرياض أن استضافة المملكة لمعرض أكسبو الدولي 2030 سيسهم بنحو 19 % في الناتج المحلي غير النفطي المقدر لعام 2023، كما قُدّر لعدد الزوار أن يصل إلى نحو سبعة وثلاثين مليون زائر، وفي ذات الصدد فقد قدر التقرير أن ينمو عدد الزوار للمملكة إلى 20.3 % وصولاً إلى سبعين مليون زائر بحلول عام 2030م منهم قرابة ثلاثين مليون زائر لمكة المكرمة والمدينة المنورة. إكسبو 2030 الذي سيمتد لمدة ستة أشهر من أكتوبر 2030 م وحتى مارس 2031 سيمثل في المملكة بداية انطلاق لكل جديد وقبس مضيء نحو مستقبل يزدهر إشراقًا وعطاءً وإبداعًا، ومن المتوقع أن يستقبل المعرض نحو أربعين مليون زائر، ومليار زائر عبر المواقع الافتراضية، وسيكون لاقتصاد المملكة دور محوريٌ وجوهريٌ في تعزيز فرص نجاح معرض إكسبو 2030 عبر إتاحة الفرص الواعدة للقطاعات الحيوية والجهات الاستثمارية لبحث سبل التفاهم والتعاون والاتفاق في المجالات العلمية، والتوصّل إلى أفكار واختراعات وابتكارات تهدف لعلاج المشكلات البشرية والعوائق المادية، وتتواءم هذه الأفكار مع تطلعات وأهداف رؤية 2030 للمملكة وذلك من خلال بناء مجتمع طموح مسلح بالعلم ثريٌّ بالمعرفة والثقافة يكون مؤهلاً للإبداع قادرًا على الابتكار والتوصل لمخترعات ومبتكرات نوعية من شأنها أن توفر روافد تدر دخلاً كبيرًا على البلاد. إن استضافة المملكة لمعرض الرياض إكسبو 2030 يمثل بداية عصر جديد من التقدم والازدهار، وتحوّل الرؤى والطموحات إلى حقيقة على أرض الواقع. وسيعمل إكسبو الرياض كمنصة عالمية تسهم في تعزيز التعاون الدولي وتقديم نتائج واقعية وملموسة، كما سيتيح المعرض فرصة مواتية للشركات المحلية والعالمية على حدٍ سواء للمشاركة في إعداده وبنائه وتشييده، وسيكون المعرض جاهزًا قبل حلول عام 2030؛ ولضمان استفادة الجميع من جاهزية الأجنحة بمستواها العالمي في فبراير 2028؛ ستعمل المملكة على تسهيل استيراد مواد البناء وعمليات التشغيل، وإجراءات إصدار التأشيرات للفرق والعائلات، وتوفير خيارات سكن متنوعة وخدمات مصرفية وصحية وتعليمية تطبق أعلى المعايير وأرقاها وتتبع أسلس الإجراءات وأسهلها، كما سيستمتع زوّار المعرض بالتجوُّل في ممرات مظللَّة بالكامل ذات تصاميم من التراث المعماري المستوحى من تاريخ الرياض، فضلاً عن التجول في واحة عصرية خضراء ضمن أحد روافد "وادي السلي" الذي يمر عبر موقع المعرض مما يُجسّد حرصَ المملكة وعاصمتها الرياض في الحفاظ على الطبيعة وتنميتها بشكل مستدام. ويستهدف المخطط الرئيس لمعرض الرياض إكسبو 2030 بناء تجربة عالمية فريدة استثنائية في تاريخ معارض إكسبو، كما يعكس أهميته ودوره الإيجابي في تعزيز مفهوم التعاون الدولي كما يجسده شعاره الرئيس: "معاً نستشرف المستقبل"، وقد جرى تصميم أجنحة المعرض المقدّر عددها ب 226 جناحًا ضمن تصميم يشبه الكرة الأرضية يتوسطها خط الاستواء مما يحكي توجهًا بصريًا يُطابق توجه المعرض ورؤيته التي تضمن فرصًا متساوية لجميع المشاركين في المعرض، هذا في الوقت الذي يوحي فيه تصميم المعرض بالنمط العمراني العريق وتاريخ مدينة الرياض وثقافتها وطبيعتها، مع الاهتمام المشترك للمملكة مع بقية دول العالم في التزامها بقضية المناخ وتبني دور ريادي في الاقتصاد الدائري على تدوير الكربون ودعم الجهود الدولية لبناء مستقبل أكثر استدامة عبر خفض الانبعاثات الكربونية وإنتاج الهيدروجين الأخضر واستغلال الطاقات المتجددة وتعزيز الطموح لاستشراف مستقبل مليء بالحوافز والفرص والإمكانات. وبالنسبة لأجنحة الدول في المعرض فسيتم تحديد مواقعها في المعرض بطريقة مرنة وفقًا لخطوط الطول لكل دولة، وذلك في ترتيبٍ يجمع دولاً من شمال الكرة الأرضية وجنوبها جنبًا إلى جنب، لترمز هذه المبادرة في جوهرها إلى الدور المهم الذي تلعبه المملكة في تسهيل التعاون بين دول العالم، بما يسهم في تيسير تصميم رحلة الزائر، وضمان سهولة السير بمسافاتٍ قصيرةٍ جدًا للتنقل بين الأجنحة والساحات العامة والمرافق المخصصة للثقافة والابداع والابتكار ومرافق الخدمات الخاصة بالطعام، والاستراحة والانتظار، بشكل سلس ومرن الأمر الذي يعبر عن التزام المملكة بتقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة من إكسبو. ولقد روعي في تصميم المخطط الرئيس للمعرض تمكين إعادة استخدام الموقع بعد الانتهاء من فترة انعقاده، وذلك بهدف تطوير نموذج حضريّ مبتكر يضمن الاستدامة، ويعزّز من الابتكار والإبداع في المملكة موئل الرفاهية والأمان والرقي والإنسانية. * جامعة الملك سعود