«مفاهيم التأسيس»، كتاب أعده صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم بمناسبة يوم التأسيس للمملكة العربية السعودية.. استعاد فيه ذكريات الأحداث السعيدة والمفصلية في حياة الإنسان وسيلة مهمة لترسيخ المشاعر الإيجابية المرتبطة بهذا الحدث، وتتزايد أهمية ترسيخ تلك المشاعر حينما يكون الأمر متعلقًا بالوطن، ومن توفيق الله ونعمه على أبناء هذا الوطن وجود كم كبير من الإرث التاريخي المشرف لبلادهم يأتي في مقدمته تاريخ التأسيس، ونتيجة للحرص الكبير على تدقيق ومراجعة تاريخ بلادنا والرد على المغالطات التي كُتِبَت خطأ أو عمدًا، مما استلزم تسليط الضوء على مراكز الإشعاع الحضاري ومحطاته الزمنية في التاريخ السعودي. قيادة تدرك أهمية التاريخ وتوثيقه في حياة الدول وسيرها، من هنا جاء الأمر الملكي الكريم بتحديد الثاني والعشرين من فبراير ليكون تاريخًا لتأسيس الوطن تحت قيادة آل سعود في حق تاريخي يزيد على ثلاثة قرون يؤكد عراقة حكم هذه الأسرة منذ أن انطلقت مسيرة حكمها المباركة في عام 1139ه/ 1727م. إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حين أصدر هذا الأمر قد وضع الأمور في نصابها؛ إدراكًا منه لأهمية التوثيق التاريخي الحضاري وانعكاساته على الجوانب التنموية والمكانة الدولية للمملكة؛ خاصة مع ما تشهده من نهضة سياسية واقتصادية يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-؛ حيث بات تاريخ الدولة العريق وإرثها الثقافي العميق وسيلة لنجاحها الشامل. ولا شك أن هذا الأمر الملكي سيكون له أكبر الأثر في تعزيز الانتماء الوطني، لتصبح ذكرى التأسيس يومًا مشهودًا لدى السعوديين؛ إدراكًا منهم لأصالة تاريخ البلاد وعمقها التاريخي، كما سيصبح هذا التاريخ مرتبطًا بالذاكرة، ومحفزًا على خدمة الوطن بكل السبل، وهذا القول يشهد له النجاح الباهر الذي تحقق بعد تفعيل اليوم الوطني وذكرى التوحيد بعد أن عانى الوطن من جهل وتجاهل ذكرياته الخالدة سنوات طوال؛ فوجب التذكير بأيامنا المشهودة لتكون سبيلنا للنجاحات المنشودة. وشهد العهد الزاخر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، العديد من القفزات التنموية التي أضاءت وما زالت تضيء دروب وطننا الشامخ ليزهو بهيًا في مصاف دول العالم المتقدمة، مما سيمكن السعوديين من التباهي والفخر بالمملكة حيثما تقدمت في المجالات كافة . وتنوعت تلك القفزات لتشمل المبادرات والمشاريع وغيرها مما يصب في رفعة الوطن والمواطن، إيمانًا من حكومة خادم الحرمين الشريفين بأن الوطن يشد أوتاده بأبنائه ويرتقي بسواعدهم. وعمت مناطق المملكة العديد من المشاريع الكبرى، وأتت مشاريع القدية، والبحر الأحمر، والفيصلية ونيوم، شاهدة على ذلك النمو، ومجسدة لرؤية المملكة 2030 نحو مملكة زاخرة متطورة يستحقها أبناء المملكة. ومنطقة القصيم نالها الكثير من المشاريع العملاقة، حيث رسم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل برسم خطة شاملة للعمل حسب توجيهات القيادة، وذلك فور توليه إمارة منطقة القصيم بأمر ملكي كريم في 09 /04/ 1436ه ، ولا بد أن يقف المرء حائراً مع ما يقدم من إنجازات ضخمة ومشاريع كبيرة جداً على يد رجلٍ صب جُل اهتماماته لمتطلبات وتطلعات هذه المنطقة وأبنائها هذا الرجل الذي تميز بهدوئه المتزن وثقافته العالية وبعد نظره وحكنته وتخطيطه السليم حتى وصلت إلى ما وصلت إليه منطقة القصيم من مكانة استراتيجية وسياحية وتجارية منقطعة النظير وقد أعطى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل طيلة تسع سنوات كل ما في وسعه وجهده في سبيل أن تظهر منطقة القصيم بالمظهر الحضاري المرموق كما أنه لا يزال يقدم العطاءات المتتالية والتوجيهات السديدة فضلاً عن اهتمامه بأبناء هذه المنطقة. ولا يزال سموه حريصاً كل الحرص على تحقيق آمال وطموحات أبناء المنطقة في كل المجالات ولا أدل على ذلك من حرصه كثيراً على عملية السعودة بالقطاع الخاص ودعوته الشركات والمؤسسات للتعريف بأنظمتها وبرامجها الوظيفية وإجراء اللقاءات مع الطلبة بهدف استقطابهم للعمل لديها وكذلك إتاحة الفرصة للطلبة للتعرف على مميزات ومجالات الوظائف المتاحة أمامهم وإمكانيات السوق الوظيفي، ومعاونتهم في اختيار التخصصات المناسبة لقدراتهم وما إلى ذلك. ولعل هذه نبذة مختصرة جداً عن بعض الإنجازات التي استطعت التلميح عنها والتي تسجل من ضمن الإنجازات والمجهودات الحثيثة التي يقدمها للمنطقة سموه، حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه. وها هي التسع سنوات وأفعاله وأعماله وإنجازاته في المنطقة يشهد بها القاصي قبل الداني، ولعل ترديد سموه في كل مناسبة قوله (كل ما نقوم به في هذه المنطقة لخدمة المواطن والمقيم على أرضها كلها بتوجيهات وتعليمات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهم الله-). هذه الكلمات الرنانة دائماً ما أسمعها من سموه في كل مناسبة، فالإنجازات التي تحققت بالقصيم كثيرة جداً وخلف هذه الإنجازات شخص يعمل ليل نهار هو صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن عبدالعزيز أمير المنطقة فلا غرابة ولا أبالغ عندما أقول إن سموه يعمل طيلة 24 ساعة مكتبياً وميدانياً أو عبر الهاتف وهذه شخصية نادرة بلا شك فهو حريص كل الحرص على الالتقاء بالمواطنين يومياً دون ملل أو كلل في مجلس الإمارة لحل وتذليل أي مشكلة تواجههم. وإن نظرنا للمشاريع فهو مهندسها الأول فقد عمت ولله الحمد أرجاء المنطقة من مدنها ومحافظاتها ومراكزها، أما الحديث عن المبادرات فحدث ولا حرج فأكثر من 100 مبادرة تخدم المواطن بالدرجة الأولى. ومنطقة القصيم تتميز في تلك المبادرات بالنوعية والعدد على مستوى المملكة ولا يخفى على الجميع المهرجانات المتنوعة التي تقام سنوياً بمدن ومحافظات المنطقة ولعل أهمها مهرجانات التمور والكليجا، والمهرجانات الشتوية والصيفية والترفيهية وغيرها من المهرجانات التي تتميز بها المنطقة، ولعل زوار مهرجان التمور أو الكليجا من أنحاء المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والأوروبية وهذا بلاشك أكبر دليل على هذا النجاح ولم يأتِ هذا من فراغ بل أتى من جهد جهيد من سموه -حفظه الله- حيث إن سموه الأيقونة الرئيسة لهذه المهرجانات المتنوعة. ولا ننسى ما يقوم به سموه من شفاعات عتق الرقبة ففي هذا الشأن مشهوداً لسموه الكثير من الشفاعات لأعتاق الرقاب تحسباً لوجه الله سبحانه فقد شد الرحال لهذا الشأن العظيم كثيراً. ناهيك عن العدد الكبير من الجوائز التشجيعية للموظف والمواطن على حدا سواء التي أطلقها سموه، وعلى سبيل المثال لا الحصر جائزة القصيم للتميز على مستوى المملكة وجائزة الإبداع وجائزة المحتوى وجائزة الشاب العصامي وجائزة الموظف المثالي بالإمارة، ولم ينسَ سموه المزارعين من الجوائز والجوائز كثيرة وعديدة لا يسمح في هذه المساحة الصغيرة حصرها. كم أن سموه له جلسة أسبوعية تتميز في اختيار الموضوعات التي تهم المواطنين، حيث شارك بها أشخاص ذوو خبرة وتخصص في عنوان الجلسة من أصحاب المعالي والسعادة والأساتذة من أنحاء المملكة والقصيم. وسموه حريص كل الحرص على تمكين المرأة في شتى المجالات للدور الفعال الذي تقوم به نحو مجتمعها. الختام فسموه دائماً واقفاً يعمل بنفسه سواء بالإمارة أو القطاعين العام والخاص فخصال سمو الأمير كثيرة، وسجاياه وفيرة، وإنجازاته عديدة، وهذا غيض من فيض وقائمة الإنجازات لا يحتويها قلم ولا قرطاس، وهذا ما كتب لسموكم ولكن ما لم يكتب أكبر وأجمل ولا يمكن أن يوصف بكلمات أو مجلدات فالمعذرة يا سيدي يا سمو الأمير الفارس المقداد. قراءة - حمود الرميح