ستمثل أمام محكمة في غرب الولاياتالمتحدة الأربعاء، المسؤولة عن الأسلحة في موقع تصوير فيلم "راست" الذي شهد عام 2021 مقتل المصورة هالينا هاتشينز بذخيرة حية بعدما شغّل الممثل أليك بالدوين سلاحاً يُفترض أنه كان يحوي رصاصاً خلبياً. وخلال المحاكمة التي تستمر لأسبوعين، سيحاول القضاء الأميركي تحديد مسؤولية هانا غوتيريز ريد، المسؤولة عن إدارة الأسلحة في موقع تصوير الفيلم، في هذه الحادثة. وعلى غرار أليك بالدوين الذي يُفترض أن يحاكم لاحقا، تُلاحق المرأة البالغة 26 عاماً بتهمة القتل غير العمد، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن 18 شهرا. وشهد تصوير فيلم الويسترن "راست" داخل مزرعة بولاية نيومكسيكو الأميركية، مأساة في 21 كتوبر 2021، عندما شغّل بالدوين سلاحاً يُفترض أنه يحوي رصاصا خلبياً، غير أن ذخيرة حية انطلقت من السلاح تسببت بمقتل المصورة هالينا هاتشينز (42 عاماً) وإصابة المخرج جويل سوزا. وأثارت هذه الحادثة النادرة صدمة في هوليوود، وصدرت على إثرها دعوات كثيرة لمنع استخدام الأسلحة النارية في مواقع التصوير. ويعتزم المدعون العامون في نيومكسيكو توجيه تهمة الإهمال إلى غوتيريز ريد، لأنها أدخلت ذخيرة حية إلى موقع التصوير. ويشير الإدعاء إلى أنّ غوتيريز ريد كانت تتعاطى الكوكايين والقنب والكحول خارج ساعات عملها، وربما كانت لا تزال تحت تأثير مخلفاتها في يوم وقوع الحادثة. تلاعب بالأدلة ويركز المدعون العامون على رسائل نصية تتحدث فيها عن تعاطيها المخدرات، لكنّ لم تُجر أي تحاليل خلال التحقيق الذي شهد قصوراً وتقلبات. وقال وكيل الدفاع عنها تود بوليون في الأسبوع الفائت "يريدون أن تفترض هيئة المحلفين أنّ غوتيريز ريد تناولت الكوكايين في وقت معيّن قبل الذهاب إلى العمل في 21 أكتوبر 2021"، مضيفاً "ليس لديهم أي دليل على أنّ ذلك حدث بالفعل". وتواجه غوتيريز ريد أيضاً تهمة التلاعب بالأدلة، إذ يشتبه في أنها أعطت كيساً صغيراً من الكوكايين لأحد العاملين في موقع التصوير لكي لا يعثر عليه المحققون. ويعتزم فريق الدفاع عنها الدفع بفرضية أنّ الحادث كان نتيجة ضغوط مارسها المسؤولون عن إنتاج الفيلم الذي كان يُفترض أن يُصوَّر خلال 21 يوماً فقط مع ميزانية متواضعة نسبياً تبلغ 7 ملايين دولار. وكانت غوتيريز ريد طلبت إضافة عدد أيام التصوير لكي يُتاح لأليك بالدوين أن يتدرّب على استخدام الأسلحة، لكنّ طلبها قوبل بالرفض. تقويم جديد وبالإضافة إلى كونه نجم الفيلم، كان بالدوين منتج العمل أيضا. ونفى الممثل البالغ 65 عاماً أن يكون قد ضغط على الزناد، ودأب على التأكيد أنه تلقى تطمينات من القائمين على التصوير بأن سلاحه غير محشو برصاص حيّ. وانتهى اتهام أول بالقتل غير العمد ضد بالدوين، بوقف الملاحقات في ابريل، لكن النيابة العامة أشارت إلى ظهور "عناصر جديدة" في التحقيق. وفي يناير، وُجه اتهام جديد إليه بالقتل غير العمد، لأنّ تقويماً جديداً للسلاح المعني أجري خلال الصيف الفائت، خلص إلى أنه لا يمكن تشغيله إلا عن طريق الضغط على الزناد، بحسب مجلة "فراييتي". محاكمة منفصلة ولم يُحدد بعد تاريخ بدء محاكمته التي ستكون منفصلة عن محاكمة غوتيريز ريد. وكان عنصر آخر في فريق عمل الفيلم دين في هذه القضية. ففي نهاية مارس، حُكم على مساعد المخرج الأول في الفيلم ديف هولز بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ. وكان هولز أعطى السلاح لبالدوين قائلا له إنه غير خطر. وهو وافق على الإقرار بالذنب. واستؤنف تصوير "راست" رسمياً في مارس في ولاية مونتانا، مع تولّي أرمل هالينا هاتشينز، ماثيو، مهام المنتج التنفيذي. وفي نهاية عام 2022، تخلى عن الإجراءات المدنية التي رفعها ضد بالدوين إثر اتفاق لم يُكشف عن قيمته. وعزا وقتها ماثيو هاتشينز وفاة زوجته إلى "حادث مروع".