تحتفي وزارة الثقافة في كل عام بعنصر مميز من العناصر الثقافية للمملكة العربية السعودية تحت اسم ثقافي محدد؛ بهدف التركيز والاهتمام تجاه هذا العنصر، والتعريف بقيمته ودلالاته الثقافية، من خلال تعزيز حضوره في المشاريع والفعاليات النوعية. ولذلك قررت وزارة الثقافة بتسمية عام 2024م بعام الإبل احتفاءً واعتزازاً بالقيمة الثقافية والحضارية للإبل، وللتعريف بمكانتها في وجدان المجتمع السعودي، وعلاقتها الراسخة في حياة أبناء الجزيرة العربية عبر التاريخ، وتأصيل مكانتها محلياً ودولياً لاعتزازنا بموروثنا العريق الذي امتدت جذوره من ِآبائنا وأجدادنا في سابق ومما جعلنا نفخر ونعتز بهذا الإرث العريق، حيث كان أبي يقتني الإبل متوارثها من أجداده في الماضي، ولها مكانتها الخاصة واعتبارها موروث ثقافي منذ القدم، ومما جعلني انبهر في تفاعلها العاطفي اتجاهه، وعند حدائه لها كانت تأتي لهُ عندما سماع صوته لِتقبيلها ومداعبتها، وذكر الله عز وجل بقوله تعالى (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) وفي هذه الآية الكريمة خص الله سبحانه وتعالى الإبل من بين مخلوقاته الحية، وجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الأرض، ويدعو إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه،الإبل من أعظم مخلوقات الله التي تظهر فيها قوته سبحانه وتعالى، وجعلها الله علامة للإنسان ليفكر في عظمة خلقه، يقتني الإنسان العربي الإبل من باب الفخر والمحافظة على التراث، وجزء من تقاليد الآباء على مر العصور والاعتزاز بها، وتمتع الإبل بقدرات عجيبة في التعرف على الطريق في عتمة الليل وفي أعماق الصحراء وقوة التحمل، حيث تتمكن بفضل الله من المسير إلى الوجهة التي تنوي الذهاب إليها دون أن تتوه أو تكلّ أو تمل، واحتلت الإبل مكاناً مرموقاً في نفوس العرب وجعلوها رفيقةً لهم في سيرهم وتنقلهم في متن الصحراء، وللإبل العديد من الأسماء التي يستخدمها سكان شبه الجزيرة العربية للتمييز بينهم، وجاءت معظم مفردات أسماء الإبل باللهجة العامية لأهل البادية مثل: المجاهيم وتسمى «الإبل النجدية» وتتصف بسواد لونها، وكبر حجمها وغزارة إنتاجها للحليب، وأنما النوع الثاني هو المغاتير ويتفرع منها عدة ألوان وهي: الصفر، الشقح، الحمر، الشعل، وتنتشر الإبل في شبه الجزيرة العربية، ولكل قوم أسماؤهم الخاصة بإبلهم وبيئاتهم، وللإبل أسماء حسب جنسها ، فالجمل هو ذكر الإبل حيث يُطلق مسمى الجمل عليه إذا بلغ عامه الرابع، وهو مفرد وجمعه جمال وأجمال وجمالات، والبعير هو اسم يطلق على الذكر وجمعه أبعرة وأباعر وبعران، أما الناقة فيطلق على أنثى الجمل وهي تدل على المفرد وجمعها نوق أو أنواق وأنيق وأيانق ونياق.