القيادة في تل أبيب وواشنطن في حالة من الفوضى والانقسام بعد تفاقم الحالة الإنسانية في قطاع غزة المنكوب! وفي هذا السياق ذكرت واشنطن بوست: "بايدن يقترب من القطيعة مع نتنياهو بشأن حرب غزة". ويبدو أن هذه الحالة المشوهة أفضت إلى شكل من أشكال التخبط في كل اتجاه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لتحسين هذا الوضع الذي يشوبه القلق واليأس! الخطير في الأمر هو أن الأشخاص اليائسين يتخذون إجراءات وقرارات يائسة، وهذا ما يحدث مع الإدارة الأميركية بقيادة بايدن مع تزامن هذه الأحداث مع الانتخابات الأميركية وضعف حظوظ بايدن أمام المرشح الجمهوري القوي دونالد ترمب. هذا التزامن الذي يتمثل في فشل إدارة بايدن على صعيد القضية الفلسطينية وقرب الانتخابات الرئاسية خلق حالة من الفوضى داخل هذه الإدارة، ما دفع المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إلى التزييف والكذب في محاولة يائسة لإقحام القيادة المملكة داخل هذا الصراع الذي يفتقر إلى أبجديات العمل السياسي! المملكة العربية السعودية حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأميركية وشريك أساسي في حل الصراعات الإقليمية والدولية لتحقيق الاستقرار والسلام. ولكن هذه العلاقة الطويلة والعميقة لا تعني ولا تخول جون كيربي أن يصرح بأمر لا يعكس حقيقة موقف المملكة من القضية الفلسطينية! وفي هذا السياق أكدت وزارة الخارجية من جانبها أن موقف المملكة العربية السعودية كان ولا يزال ثابتًا تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة، كما أن المملكة أبلغت الإدارة الأميركية موقفها الثابت، أنه لن توجد علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدسالشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة. الإدارة الأميركية تواجه تحديات وصعوبات في التعاطي مع الأحداث الجسيمة التي تحيط بها في الداخل والخارج، وتتطلب هذه التحديات عملًا جادًا وإرادة صلبة وصادقة للعمل مع الحلفاء المؤثرين في سياق يحقق الاستقرار والسلام لجميع الأطراف. المملكة العربية السعودية كانت وما زالت جزءًا مهمًا من الحل، ولاعبًا أساسيًا في تهيئة أرض خصبة للتوافق وحقن الدماء التي أصبحت تحت إدارة بايدن أرخص من الماء.