حينما يكون الحديث على شاشة التلفاز الصغيرة وأنت تشاهد الكثير من النقاد والمحللين الرياضيين الذين قاموا بإبداء رأيهم حول حدث رياضي أو مناسبة رياضية، وترى الكثير منهم أحيانًا يتجاوز المحاور بدون أي سبب أو يكون هناك دور مغاير في اختلاف وجهات النظر بين مقدم البرنامج وبين المحللين فهذا أمر طبيعي ويحدث دائماً، لكن الكثير منهم أو البعض يجهل الدور المهم في الوقت الحالي بتخفيف حدة النقد الهدام واكتساب النقد البناء بشكل كبير للعمل على نجاح مشروع رؤية المملكة 2030 في المجال الرياضي؛ فلا نريد النقد الذي يبين التعصب بشدة، ولا النقد المتساهل، نريد أن يكون النقد البناء الذي يعالج المشكلة ويساهم في وضع حلول لها بشكل كبير جداً بعيداً عن التأثير غير المقنع. نعم، هم قامات إعلامية ورياضية ونفتخر بهم جميعاً لكن حدة النقد الجارح تساهم في خلق اختلافات كثيرة خصوصاً بين القنوات المختلفة؛ مع النقد لكن لا بد أن يكون نقداً يعالج المشكلة ويساهم في تطويرها، وأذكر على سبيل المثال ما كان يقدمه الناقد الحصري أ. عادل التويجري -رحمه الله- المحلل الذي يخلد اسمه بتقدير عالٍ جداً على كل ما كان يقدمه من تحليل نقدي هادف.. ومحاولته الدائمة التي كان يسعى لها في النقد البناء وليس الهدام؛ نعم، نحن بحاجة إلى مدرسة مثل مدرسة أبي غيداء في التحليل الرياضي بشكل كبير وتشكيل مفهوم الدبلوماسية الرياضية وربطها مع الواقع والمجتمع. وضرورة تأهيل خبراء بشكل متطور في فهم الدبلوماسية الرياضية، لسنا بحاجة إلى برامج رياضية هدفها الإقصاء والتكرار في الطرح والانتقاد غير الهادف، لدينا أمل كبير فيما يعمل عليه وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وفريق العمل معه وبالتعاون مع وزارة الإعلام ووزارة الخارجية بطرح العديد من المبادرات التي تهم هذا الجانب بشكل كبير. أخيراً عدم فهم الدبلوماسية الرياضية واستخدامها في بناء علاقات طويلة الأمد يقلل من دورنا الكبير كلياً؛ لدينا العديد من المنجزات والطموح جداً عالٍ بأن نرى خبراء وناقدين وناقدات على مستوى عالٍ جداً في الطرح والأسلوب بشكل كبير، وذلك العمل كله سيكون نقطة انطلاق نحو بناء جيل جديد ومتجدد في مجال الدبلوماسية الرياضية. *متخصص علاقات عامة وإعلام - مهتم بالإعلام الرياضي