فجر المنتخب الأردني مفاجأة من العيار الثقيل بتأهله لنهائي بطولة كأس آسيا لكرة القدم 2023، المقامة حاليا في قطر، والتي تختتم فعالياتها يوم السبت المقبل. ولم يكن أحد يتوقع أن يصل المنتخب الأردني لهذا الدور قبل انطلاق البطولة، حيث كان مشواره في التأهل للبطولة صعبا للغاية، بعدما تواجد الفريق في المجموعة الثانية مع منتخبات أستراليا والكويت ونيبال وتايوان. وفاز المنتخب الأردني على تايوان ونيبال ذهابا وإيابا، وتعادل سلبا مع الكويت في المباراتين، وخسر بهدف نظيف ذهابا وإيابا أمام أستراليا، ليحتل المركز الثالث في مجموعته ويتأهل للدور الثالث من التصفيات، فيما اقتنص المنتخب الأسترالي بطاقة التأهل المباشرة لنهائيات قطر 2023. وفي الدور الثالث، تواجد المنتخب الأردني في المجموعة الأولى إلى جانب الكويت ونيبال وإندونيسيا، في التصفيات التي أقيمت مبارياتها بالكويت، ونجح "النشامى" في الفوز بالمباريات الثلاث واقتناص بطاقة التأهل إلى البطولة. ودخل "النشامي" البطولة وهو يحتل المركز ال87 عالميا والثالث عشر على مستوى قارة آسيا ولم يكن من بين المرشحين للوصول للنهائي خاصة وأنه تواجد في المجموعة الخامسة مع منتخبات كوريا الجنوبيةوالبحرينوماليزيا. واستهل المنتخب الأردني حملته في البطولة بالفوز على منتخب ماليزيا برباعية نظيفة، ثم تعادل مع المنتخب الكوري 2-2 قبل أن يخسر أمام البحرين بهدف نظيف، ليتأهل لدور ال16 كواحد من أفضل أربع منتخبات احتلت المركز الثالث. وفي دور ال16 توقع الجميع خروج المنتخب الأردني خاصة وأنه كان يواجه المنتخب العراقي، الفائز باللقب في 2007، ولكنه تغلب عليه 3- 2 ليصعد لدور الثمانية حيث كان ينتظره منتخب طاجيكستان، وتغلب عليه بهدف نظيف. وفي الدور قبل النهائي التقى المنتخب الأردني بنظيره الكوري الجنوبي وتغلب عليه بهدفين نظيفين. وصول المنتخب الأردني للمباراة النهائية هو أكبر إنجاز له في البطولة لاسيما وأنه شارك في خمس مرات سابقة، أعوام 2004 و2011 و2015 و2019، وكانت أبرز إنجازاته هي الوصول لدور الثمانية في نسخة 2004 عندما كانت البطولة تضم 16 منتخبا فقط.استطاع المنتخب الأردني أن يصل للنهائي متفوقا على منتخبات لها تاريخ كبير في البطولة مثل السعودية واليابان وأستراليا والسعودية والإمارات. تألق المنتخب الأردني في هذه البطولة واقترابه من التتويج بلقبه الأول في البطولة يعيد ذكريات المنتخب العراقي عندما توج بلقب نسخة 2007 عندما دخل البطولة وكان وقتها غير مرشح لعبور دور المجموعات خاصة وأن العراق كان يعاني وقتها من الغزو الأمريكي. ومع ذلك تمكن جورفان فييرا من قيادة المنتخب العراقي من حصد اللقب، بعدما احتل صدارة ترتيب المجموعة الأولى برصيد خمس نقاط، بعد التعادل مع تايلاند 1-1 ثم الفوز على استراليا 3 - 1 ، ثم التعادل مع عمان سلبيا. وفي دور الثمانية تمكن المنتخب العراقي من الفوز على منتخب فيتنام بهدفين نظيفين، قبل أن يتغلب على كوريا الجنوبية 4 - 3 بركلات الترجيح في قبل النهائي بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. وفي المباراة النهائية، فاز المنتخب العراقي على نظيره السعودي بهدف نظيف ليتوج بلقبه الوحيد في البطولة الآسيوية. لم يكن المنتخب العراقي هو الوحيد الذي توج بلقب بطولة قارية وكان غير مرشح، حيث سبقه لهذا المنتخب الدنماركي عندما توج ببطولة أمم أوروبا في 1992. وكان المنتخب الدنماركي فشل في التأهل لنهائيات أمم أوروبا، ولكن بعد استبعاد منتخب يوغوسلافيا بسبب الحرب الأهلية في البلاد تم تصعيد المنتخب الدنماركي ليشارك في البطولة لأنه كان صاحب المركز الثاني خلف يوغوسلافيا في التصفيات. ورغم أن المنتخب الدنماركي لم يكن إعداده هو الأمثل للبطولة لأنه علم بمشاركته في البطولة قبل وقت قصير إلا أنه تمكن من حصد اللقب في النهاية. وكانت مجموعة الدنمارك في البطولة تضم معه منتخبات السويد، وفرنسا وإنجلترا. واستهل المنتخب الدنماركي حملته بالتعادل سلبيا مع المنتخب الإنجليزي، ثم الخسارة أمام السويد بهدف نظيف، ثم الفوز على فرنسا 2 - 1 ليحتل المركز الثاني. وضرب المنتخب الدنماركي موعدا مع المنتخب الهولندي، حامل اللقب، ولكنه استطاع أن يتغلب عليه 5 - 4 بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل 2-2، وفي المباراة النهائي، اصطدم المنتخب الدنماركي بنظيره الألماني، بطل العالم وقتها وتغلب عليه بهدفين نظيفين. وأيضا هناك المنتخب اليوناني الذي توج بلقب يورو 2004 ، حيث شارك هو الآخر في البطولة ولم يكن مرشحا لعبور دور الثمانية. ولكن تمكن المنتخب اليوناني من احتلال المركز الثاني في المجموعة الأولى برصيد أربع نقاط، جمعها من الفوز على البرتغال 2 - 1 ، والتعادل مع إسبانيا 1-1 والخسارة أمام روسيا 1 - 2. وفي دور الثمانية، اصطدم المنتخب اليوناني بنظيره الفرنسي، حامل اللقب، ولكنه تغلب عليه بهدف نظيف، وفي الدور قبل النهائي واجه المنتخب التشيكي وتغلب عليه بهدف نظيف، ليضرب موعدا مع المنتخب البرتغالي حيث تغلب عليه بهدف نظيف. ما فعلته منتخبات العراق واليونان والدنمارك، جعلت المغربي الحسين عموتة، مدرب المنتخب الأردني، يأمل في تحقيق نفس الإنجاز وكتابة اسمه في التاريخ مع "النشامي" كبطل لآسيا، حيث سيسعى المدير الفني برفقة لاعبيه للتتويج باللقب الأول وكتابة إنجاز جديد للكرة الأردنية.