أكد رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" د. عبدالله بن شرف الغامدي، أن قرار مجلس الوزراء بإنشاء المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE) بمدينة الرياض، وإقرار اليونسكو له مركزًا دوليًا من الفئة الثانية، يعد إنجازًا مهمًا ضمن رؤية سدايا التي تشمل قيادة المملكة للذكاء الاصطناعي الأخلاقي على مستوى العالم من خلال توفير دعم للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، وزيادة الوعي بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتقديم الدعم الاستشاري في سياسات الذكاء الاصطناعي، ودعم بناء القدرات في الذكاء الاصطناعي. جاء ذلك في كلمة ألقاها أمس خلال مشاركته في جلسة وزارية بعنوان (النهج الإقليمي لتعزيز الحوكمة الأخلاقية للذكاء الاصطناعي) في أعمال المنتدى العالمي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي الذي تنظمه منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ووزارة التحول الرقمي في مدينة كران السلوفينية تحت شعار( تغيير آفاق حوكمة الذكاء الاصطناعي) خلال الفترة 5 - 6 فبراير 2024م بمشاركة عدد من أصحاب المعالي وزراء التقنية والذكاء الاصطناعي من مختلف دول العالم. وقال: إن المنتدى العالمي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي يذكرنا بمسؤوليتنا المشتركة للتعامل مع تعقيدات الذكاء الاصطناعي، كما يؤكد على ضرورة وجود روح التعاون في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، مبينًا أن المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في المملكة خطا خطوات متقدمة في التعاون الإقليمي وبناء القدرات، واستضاف المركز في الأسبوعين الماضيين جلستين لحوكمة الذكاء الاصطناعي حول منهجية اليونسكو للجاهزية الأخلاقية للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع اليونسكو وجامعة الدول العربية والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بهدف مواءمة الممارسات الأخلاقية الإقليمية للذكاء الاصطناعي والتعاون حول التوعية وتحقيق الانتشار، وإطلاق العنان للقيمة الكامنة للذكاء الاصطناعي مع ضمان اتباع الضوابط الصحيحة لها. وأضاف، أن موقع المملكة الجغرافي والثقافي المركزي في قلب العالمين العربي والإسلامي يمنحنا مسؤولية عميقة، حيث يشكل المسلمون ما يقرب من ربع سكان العالم ونسبة كبيرة أيضاً من العالم ناطقين بالعربية؛ مما يحتم علينا أن يكون تقدمنا في مجال الذكاء الاصطناعي شاملًا ومراعيًا ثقافيًا، ومن أجل ذلك نولي اهتماماً خاصاً بتطوير تقنيات اللغة العربية ونماذج اللغات الضخمة لضمان وجود المنطقة ضمن إطار النهوض بالذكاء الاصطناعي. وأفاد، أن حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية بحاجة إلى إطار واضح لتسهيل الحوار على جميع المستويات داخل كل دولة وبين مجموعة الدول في نفس المنطقة وبين المناطق ككل، حيث يُعد تعزيز الحوارات المفتوحة لتبادل الأفكار والتحديات والإستراتيجيات أمرًا مهمًا لضمان فهم وتفسير مشترك لتوصيات منظمة الأممالمتحدة واليونسكو وتوصيات المنظمات الأخرى. وأشار، إلى أن حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية بحاجة أيضاً إلى منظمات أو مؤسسات إقليمية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يُمكن لهذه المنظمات أن تلعب دورًا رئيسًا في دعم التعاون الإقليمي بشأن المبادئ التوجيهية أو الأدوات الأخرى لتسهيل نقل التوصيات العالمية، وفحص السياسات والأطر الوطنية للذكاء الاصطناعي لمواءمتها مع هذه المبادئ التوجيهية. وأكد د. الغامدي أهمية التقارب الفعّال لأطر حوكمة الذكاء الاصطناعي من أجل تأمين التزام عالمي واضح بسد الفجوات من خلال عوامل التمكين الرئيسة: بناء القدرات ومشاركة البيانات والتوزيع العادل للحوسبة، مما يضمن مشاركة جميع المناطق بالتساوي في المنظومة العالمية لحوكمة الذكاء الاصطناعي. وخلص، إلى القول: إن حوكمة الذكاء الاصطناعي تمثل تحديًا كبيرًا؛ لذلك قد ننظر في التقارب الخاص بكل قطاع، مع التركيز على المجالات الرأسية مثل التقنية الحيوية والبيئة والرعاية الصحية، حيث قد تسهل الاهتمامات والأهداف المشتركة ويمكن أن يوفر هذا النهج مسارًا عمليًا، لتنسيق حوكمة الذكاء الاصطناعي والالتفاف على بعض التعقيدات المرتبطة بالتنوع الجغرافي الواسع.