اختتمت هيئة الأدب والنشر والترجمة، أعمال ملتقى الترجمة الدولي 2023، الذي يمُدّ جسوراً من التواصل الحضاري والابتكار المعرفي، ويستأنف الأثر الذي بدأه أكبر تجمع للقطاع الترجمي في المنطقة منذ ثلاث سنوات لتطوير مجالات صناعة الترجمة ودعم روادها والعاملين في حقولها. ونظّمت "هيئة الأدب والنشر والترجمة" فعالية ملتقى الترجمة على مدى يومين، تحت شعار «لمحتوى عابر للثقافات»، تُسلّط موضوعات البرنامج الحاشد بالعناوين والمشاركين الضوء على التواصل الحضاري العالمي من خلال تبادل المحتوى الثقافي، وإبراز أهمية مهنة الترجمة، ودورها البنّاء في ربط الثقافات والحضارات. وشهد الملتقى، إقامة 10 جلسات حوارية تُركّز في مُجملها على أهم القضايا في ميدان الترجمة، و9 ورش عمل تهدف إلى صقل مهارات الممارسين، وتطوير قدراتهم، كما قدم الملتقى مساحة للحضور والالتقاء بخبراء الترجمة المحليين والدوليين المشاركين في الملتقى". وناقشت الجلسات الحوارية أهم القضايا الحديثة، وأبرز التجارب المهنية في صناعة الترجمة وتقاطعاتها مع المحتوى العابر للثقافات، حيث بدأت الجلسة الأولى بعنوان "الترجمة والشعر: رُسُل التواصل الثقافي والحضاري"، والجلسة الثانية: الترجمة وسوق الأعمال: تجارب ريادية، والثالثة "نافذة على لغات الشرق: تجسير للثقافات وترسيخ للمعرفة"، تليها الجلسة الرابعة بعنوان: "مستجدات مبتكرة في تعليميات الترجمة"، تليها الجلسة الخامسة: "من كلّ فجِ عميق: خدمات الترجمة الرائدة في الحرمين الشريفين"، والجلسة السادسة: "ترجمة القصة السعودية: رموزنا الثقافية إلى العالم" والسابعة بعنوان: "الترجمة في أروقة المنظمات الدولية"، والثامنة: "جديد الرقمنة في ترجمة الصوت والصورة"، والتاسعة: "التطوير المهني والنفسي للمترجم"، والجلسة الأخيرة "الترجمة الفورية والذكاء الاصطناعي"، كما يتخلل الجلسات الحوارية محطات ترجمية، حيث تحمل المحطة الأولى عنوان: "الرياض - بكين: مغامرة الترجمة إلى الصينية"، والثانية: "اللغة والتقنية: بوابة الفرص"، والثالثة: "ترجمة الأزمات: أبطال في الظل!" أما ورش العمل فركزت على تحسين مهارات المتدربين وتطوير قدراتهم في المجالات المختلفة ذات علاقة بصناعة الترجمة، وتحسين جاهزيتهم لسوق العمل، وذلك من خلال عشر ورش عمل، أولها تحمل عنوان: " الكنز المدفون في لسانيات المتون: تطبيقات على برنامج Sketch Engine"، والثانية " الترجمة بلسان عربي مبين"، وورشة العمل الثالثة تحمل عنوان " إدارة مشاريع الترجمة: بين المؤشرات والأهداف"، والرابعة " تقنيات الترجمة السياحية 101"، والخامسة " الآيزو للمترجم الحر" وورشة العمل السادسة بعنوان "محاكي Gather لتدريب المترجمين الشفويين"، والسابعة "المساعد الافتراضي للمترجم Interpretbank"، في حين تأتي الورشة الثامنة بعنوان "تحديات تدريس الترجمة الآلية العصبية"، وأخيراً ورشة بعنوان "تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الترجمة". وأتاح الملتقى للحضور فرصة التحدث مع خبراء الترجمة المحليين والدوليين المشاركين بالملتقى، وذلك عبر فعالية "تحدث مع الخبراء"؛ للاستفادة من خبراتهم عبر المشورة والتوجيه في صناعة الترجمة، فضلاً عن تنظيم لقاءات ودية خلال الملتقى في فعالية "محطات ترجمية" ليتناقش خلالها ضيوف الملتقى مع الحضور في عددٍ من الموضوعات المتعلقة بهذه الصناعة؛ لتبادل المعارف والخبرات. وفي خطوة مميزة، منح الملتقى للمواهب المحلية والمختصين فرصة الالتقاء بخبراء أكاديميين ومحترفين في هذا المجال؛ ليسهم في تحسين أدائهم ورفع مستوى ثقتهم بمهاراتهم، بالإضافة إلى معرض مصاحب سيستضيف عددًا من الجهات المحلية والدولية العاملة في صناعة الترجمة؛ ليتيح للحضور فرصة تعزيز أواصر العلاقات المهنية مع هذه الجهات، والتعرف على خدماتهم وإسهاماتهم في مختلف المجالات المعنية بالترجمة والمترجم، وربط المترجمين بمجتمعات الترجمة. وتهدف هيئة الأدب والنشر والترجمة من خلال هذا الملتقى إلى تسليط الضوء على واقع مهنة الترجمة ومستقبلها، والنهوض بقطاع الترجمة في المملكة العربية السعودية، وخلق أجواء تنافسية، وتعزيز التواصل بين مجتمع المترجمين، بالإضافة إلى رفع الوعي بأهمية الترجمة في تحقيق التواصل الاجتماعي والثقافي واللغوي بين الأعراق والمجتمعات المختلفة.