يعد جهل الإنسان لنفسه هو ما يضعه على حافة الهاوية وإلى السير نحو المجهول، فحقيقة معرفة الإنسان نفسه هو سؤال وجودي وفلسفي، ولذا فقد اهتم الدين بذلك قال الله تعالى (بل الأنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره (فركز في أعماق الانسان بحثا عن النفس، فمعرفة الإنسان نفسه هي رحلة يبحر بها في داخلة منذ ولادته وحتى نهايته، وقد تمنح له البيئة المحيطة به مفاتيح للمعرفة وربما أغلقت أمامه أبواب الفهم فمن أعظم الجهل جهل الإنسان نفسه وغفلته عن حقيقة ذاته، وقد قيل أن معرفة الآخرين ذكاء، وأما معرفة النفس فهي الحكمة، والحكمة هي ضالة المؤمن، فأنى وجدها فهو أحق بها، والعاقل لا يجعل بينه وبين المعرفة والحقيقة حجاباً، ويبحث عنها أينما وجدها فهو أحق بها. إن معرفة النفس هي بداية كل حكمة وتلك كانت هي نصيحة الفيلسوف اليوناني «أرسطو» والتي ذكرها لإثباته دعائم المعرفة، وسقراط والذي بدوره دافع عن موضوعية العلم وبطريقته والتي كانت تستهدف وضع التعريفات لكي يقوم العلم وتصح المعرفة وقد كان جوهر فلسفته عبارته المشهورة «أعرف نفسك بنفسك» وهو بذلك حول النظر إلى المعرفة بل جعل من ذلك فضيلة والجهل رذيلة وقد ذكر بأن العقل مصدراً للمعرفة من خلال معاييره الثابتة والتي كانت تبحث عن الحقيقة الداخلية للإنسان عن طريق معرفة ذاته وأهدافه وصولاً إلى محاولة ترويض شهوات النفس عن طريق عمل الخير والبعد عن الشر والصفات السيئة مثل الكذب والذي يعد من الخصال السيئة التي لا تقود إلى خير ابدأ فهو شر في حد ذاته. إن معرفة الفرد نفسه من أحسن المعارف والتي يكون بها جوهر حياته وتقوده إلى معالي الأمور وتبعده عن سفاسفها، ومعرفته بأن الله سبحانه وتعالى ميزة عن غيره بالعقل وحرية الإرادة والاختيار، وأن كماله الحقيقي وسعادته الحقيقية تتوقفان على معرفة الحقائق الثابتة والعمل بمقتضاها، فمعرفة الإنسان نفسه مسألة حيوية وجوهرية وهي في غاية الأهمية له، لما يترتب على جهله من نتائج وخيمة على واقعه ومستقبله ومنها غفلته عن ربه سبحانه وتعالى بمخالفته ما قسم الله له وثقته في نفسه، وجهله بقيمة الحياة وبالطريقة المثلى وغاية وجوده في الحياة مما يشعره بالضياع، فجهله بحقيقة نفسه ربما تجره وراء الأهواء والأوهام التي لا صحة لها وإلى ما لا تحمد عقباه. وقفة: «معرفة الفرد نفسه هذا أمر مهم لابد منه ، وتأمله في الوجود من حوله لا يقل أهمية عن معرفته نفسه».