تسير ركاب التقدم في وطني باستمرار، ويستمر التغيير للأفضل بلا توقف، مستعينين بالله قُدنا خطى التغيير الكبير، ومع كل هذه الإنجازات مازلنا متمسكين بجذورنا وتاريخنا ورموزنا العريقة، لنشهد اليوم تسمية عام 2024 بعام الجمل تأكيداً للعالم أننا نفتخر بكل مكونات مملكتنا وبكل ما صنع تفاصيلها عبر الزمن.. الكثير من الحضارات ارتبطت برموز من مملكة الحيوان، كالدب الروسي مثلاً، والكنغر الأسترالي، والباندا الصينية، والنسر الأميركي، واليوم يتم ترسيخ الجمل كرمز سعودي، وهو ليس بالأمر الجديد، فطالما كان الجمل والوطن وجهان لعملة واحدة، يتشابهان في التميز والقوة ويصنعان من الصحراء الذهبية وطناً شامخاً باقياً يواكب التطور ويحتفظ بأصالته.. إن اختيار تسمية عام 2024 بهذا الاسم خير مثال لمبادرة حكيمة وذكية للاحتفاء بالإبل كجزء من موروثنا الثقافي وترسيخ ارتباطنا بحضارتنا في الوقت الذي يشهد في كل هذا العالم تطورنا السريع وأعمالنا المميزة.. من المهم أن نفهم أن الإبل ليست مجرد حيوان في ثقافتنا، بل هي جزء لا يتجزأ من حياتنا. فالإبل تمثل الإصرار والصمود في وجه التحديات القاسية التي تواجهنا في الصحراء، وتمثل الوفاء والإخلاص والتضحية التي نعيشها عندما نرعى قطعان الإبل. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الإبل تمثل رمزًا للتراث العريق الذي نفتخر به، والذي يجب علينا الحفاظ عليه وتشجيع الأجيال المقبلة على الاهتمام به والاحتفاء به. ولذلك، فإن تسمية عام 2024 بعام الجمل هي خطوة حكيمة وذكية من قيادتنا، وتؤكد على أننا نحتفي بتراثنا ونحميه ونعزز ارتباطنا به، في وقت يشهد فيه العالم تغيرًا سريعًا وتحولات كثيرة.