يقول المسؤولون في أماكن الإيواء وفي الجمعيات التي تقدم الدعم لطالبي اللجوء واللاجئين في منطقة مترو ديترويت بولاية ميشيجان الأميركية، إنهم يعملون لساعات إضافية في ظل الحصول على القليل من الدعم، وإنه ليس لديهم ما يكفي من الأسرّة مع حلول فصل الشتاء، وهو وضع يخشى البعض من أن يتطور ليتحول إلى أزمة محلية. وأوضح تقرير أوردته صحيفة "ذا ديترويت نيوز" الأميركية، أن مسؤولي الولاية يتوقعون تسجيل زيادة نسبتها 40 % في أعداد اللاجئين القادمين إلى ميشيجان في العام المقبل -بما يصل إلى 1100 شخص يضافون للعدد الذي تم تسجيله في عام 2023- ولا يشمل هذا العدد أولئك الذين سيأتون إلى الولاية بصورة غير تقليدية بعد طلب اللجوء في أحد موانئ الولاياتالمتحدة أو على الحدود. ولا يستطيع مسؤولو الولاية تتبع طالبي اللجوء لأنه ليس لديهم نظاما مهيكلا للقيام بذلك. وقد شهد هايج أوشاجان، الأستاذ في جامعة "واين ستيت" للأبحاث في ديترويت، العدد المتزايد من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة بشكل مباشر في منطقة ديترويت. وكان أوشاجان، وهو أحد أفراد قوة مهام شؤون الهجرة في المدينة، يستعد للحديث إلى 30 من طالبي اللجوء في ديترويت في وقت سابق من ديسمبر الماضي، وبدلا من ذلك، صُدم عندما رأى تجمع أكثر من 400 شخص عند إحدى المؤسسات، وهم يتوسلون من أجل الحصول على مساعدات. وقال أوشاجان: "لقد كنا نعلم أنها مشكلة، ولكن ليس إلى هذا الحد... إلى أين سيذهبون؟ وأين ينامون؟ إنهم ليس لديهم أي وسيلة لطلب المساعدة أو الحصول عليها. لقد ضاعف برنامج /فريدوم هاوس/ (المعني بتقديم الدعم للاجئين) من طاقته الاستيعابية أربعة أضعاف، إلا أن الأمر صعب في كل مكان، ولست متأكدا مما سيحدث، وما هو الحل". ويقوم المكتب الأفريقي للهجرة والشؤون الاجتماعية باستضافة "قاعة البلدية الخاصة بالمهاجرين من ذوي البشرة السمراء"، حيث كان يتحدث أوشاجان. ولم يتسبب تدفق اللاجئين وطالبي اللجوء في مفاجأة بالنسبة للمديرة التنفيذية للمكان، سيدي ستار، التي أوضحت أن العام الماضي شهد احتجاجات على جميع خدمات الدعم التي يتم تقديمها لطالبي اللجوء، بداية من السكن والغذاء وحتى الخدمات القانونية وتصاريح العمل. إلا أن الأفراد قد يلاحظون أنهم تدفقوا بغزارة إلى الشوارع.ونقلت صحيفة "ذا ديترويت نيوز" عن ستار القول: "استمررنا في استدعاء المسؤولين... لقد شهدنا نقصا في الخدمات الداعمة لهذا المجتمع بالتحديد المعني بالعمل بشكل أساسي مع المهاجرين من ذوي البشرة السمراء... لقد عملنا من أجل ضمان تفهّم وجود هؤلاء الأشخاص هنا، ويجب القيام بشيء حيال هذا الأمر." فيما قال أوشاجان إن العديد من طالبي اللجوء تحدثوا عن الصعوبات التي يواجهونها، حيث يدخل فصل الشتاء بينما هم بلا مأوى أو تصاريح عمل أو تراخيص أو أي وسيلة للتنقل. كما يشعر الكثير منهم بالقلق بسبب ارتفاع تكاليف خدمات الهجرة والخدمات الطبية، ولا سيما عندما تفر الأسر من أوطانها بدون أن تحمل معها أي شيء. ويشار إلى أن اللاجئ هو الشخص الذي فر من وطنه خوفا من أن يتعرض لخطر حدوث انتهاكات جسيمة لحقوقه كإنسان أو للاضطهاد هناك. أما طالب اللجوء فينطبق عليه نفس الشيء، ولكنه الشخص الذي لم يتم الاعتراف به قانونيا كلاجئ، وينتظر من أجل الحصول على قرار بشأن طلب اللجوء الخاص به. وعادة ما يتم إطلاقهم بالقرب من حدود الدولة التي دخلوها، بعد أن يتم إجراء فحص لخلفياتهم، ثم يعتمدون على الوكالات المجتمعية من أجل الحصول على الغذاء والمأوى. وليس هناك أي وسيلة لدى الولاية لتتبع هجرة طالبي اللجوء، كما تحصل البرامج التي تدعم اللاجئين وطالبي اللجوء، على دعم محدود من جانب الحكومة الاتحادية، إن وجد من الأساس. ومن جانبها، تقول إليزابيث أوروزكو فاسكيز، المديرة التنفيذية لبرنامج "فريدوم هاوس ديترويت"، والتي تعمل مع أكثر من 100 من طالبي اللجوء، وتوفر لهم المسكن المؤقت وغيرها من المساعدات: "ليس لدينا أسرّة لكل من يحتاجونها"، موضحة أن أكثر من ضعف العدد يأتون شهريا إلى مقر عمل "فريدوم هاوس ديترويت"، حيث يتطلب الأمر نقلهم إلى مكان آخر. جدير بالذكر أن هناك 2583 لاجئا وصلوا إلى ميشيجان هذا العام، بحسب "إدارة استقبال اللاجئين" التابعة لوزارة الخارجية. وقد تم وضع غالبية هذا العدد -642 لاجئا- في مقاطعة كينت، بالإضافة إلى 540 لاجئا في مقاطعة أوكلاند، و451 في واين، و300 في كل من مقاطعتي إنجام وكالامازو. وتتوقع الولاية وصول 3675 وافدا جديدا في العام المقبل، أي بزيادة نسبتها 42 %. ومن بين اللاجئين الوافدين الذين تمت الموافقة على دخولهم، 36 % من سورية، و30 % من جمهورية الكونغو الديمقراطية، و7 % من العراق. ومع ذلك، يقول المسؤولون إن غالبية الوافدين هم من طالبي اللجوء الذين لا تستطيع الولاية تتبعهم.