استقرت أسعار النفط أمس الثلاثاء بعد تراجعها في الجلسة السابقة، إذ وزنت الأسواق التوترات في الشرق الأوسط في ضوء مخاوف الطلب وزيادة إمدادات منظمة أوبك. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 17 سنتا، بما يعادل 0.2 بالمئة، إلى 76.29 دولارا للبرميل، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.1 بالمئة، أو خمسة سنتات، إلى 70.82 دولارا للبرميل. وانخفض الخامان القياسيان أكثر من ثلاثة بالمئة وأربعة بالمئة على التوالي يوم الاثنين بفعل تخفيضات حادة في الأسعار من جانب السعودية أكبر مصدر للنفط وزيادة في إنتاج أوبك. وقال ليون لي محلل سي.إم.سي ماركتس "التخفيضات الحادة وزيادة إنتاج أوبك عوضتا مخاوف الإمدادات الناجمة عن تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط". وفي مواجهة الضغوط الصعودية على الأسعار الناجمة عن المخاوف الجيوسياسية، ارتفع إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) 70 ألف برميل يوميا في ديسمبر إلى 27.88 مليون برميل يوميا، عن نوفمبر، وفقا لمسح تتبع مجموعة واسعة من بيانات الشحن والتدفقات والإنتاج. وانخفض الإنتاج أكثر من مليون برميل يوميا عن نفس الشهر من العام الماضي. وأظهر المسح أن هذا الارتفاع أتى بعد أن عوضت الزيادات في العراقوأنغولاونيجيريا التخفيضات الجارية من جانب السعودية وأعضاء آخرين في تحالف أوبك+ الأوسع لدعم السوق. وتأتي هذه الزيادة قبل تخفيضات أوبك + الإضافية في عام 2024 وخروج أنغولا من أوبك، والتي من المقرر أن تخفض إنتاج يناير وحصتها في السوق، وتراجعت حصة أوبك في السوق بالفعل بسبب قيود الإنتاج ورحيل بعض الأعضاء. ووجد المسح أن أكبر الزيادات في ديسمبر، البالغة 60 ألف برميل يوميا، جاءت من العراقوأنغولا، وكلاهما عززا الصادرات. كما قامت نيجيريا بشحن المزيد من النفط الخام إلى الخارج دون أن تبدأ حتى الآن في إنتاج المنتجات النفطية في مصفاة دانجوت الجديدة. واعتبرت مصادر المسح أن الزيادة في أنغولا هي زيادة لمرة واحدة ومن المرجح ألا تكون مستدامة في يناير، في حين لا يزال لدى العراق كمية كبيرة من الإنتاج لم يتم ضخه بسبب التوقف المستمر لصادرات الخام الشمالية عبر تركيا. ومن بين الدول التي أظهرت انخفاضا في الإنتاج، قلصت السعودية إنتاجها إلى ما يقل قليلا عن تسعة ملايين برميل يوميا، بحسب ما أظهره المسح، إذ مددت أكبر دولة مصدرة للنفط خفضا طوعيا للإنتاج قدره مليون برميل يوميا لتوفير دعم إضافي للسوق. وأظهر المسح أن إيران خفضت صادراتها في ديسمبر، مع انخفاض الإنتاج الإيراني قليلا عن أعلى مستوى في خمس سنوات الذي بلغه في نوفمبر. وحققت إيران إحدى أكبر الزيادات في إنتاج أوبك في 2023 على الرغم من استمرار العقوبات الأميركية. ولا يزال إنتاج أوبك أقل من الكمية المستهدفة بنحو 600 ألف برميل يوميا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى افتقار أنغولاونيجيريا إلى القدرة على الضخ عند المستويات المستهدفة الحالية. ومن شأن خروج أنغولا من المجموعة والحصول على حصة نيجيرية جديدة لعام 2024 أن يجعل الإنتاج الفعلي أقرب إلى المستوى المستهدف. واستند المسح، الذي يهدف إلى تتبع الإمدادات إلى السوق، إلى بيانات الشحن المقدمة من مصادر خارجية وبيانات تدفقات ريفينيتيف إيكون ومعلومات من شركات تتتبع التدفقات مثل بترو لوجيستكس، وكبلر ومعلومات مقدمة من مصادر في شركات النفط، وأوبك ومستشاريها. ودفع ارتفاع الإمدادات السعودية إلى خفض سعر البيع الرسمي لشهر فبراير لخامها العربي الخفيف الرئيس إلى آسيا إلى أدنى مستوى في 27 شهرا. وقال سوفرو ساركار، رئيس فريق قطاع الطاقة في بنك دي بي اس، إنه من المرجح أن يتم تداول أسعار النفط في نطاق يتراوح بين 75 و80 دولارًا للبرميل على المدى القريب، "ما لم يتفاقم الوضع في الشرق الأوسط بشكل غير متوقع". وأضاف: "على جانب العرض، هناك بعض العوامل الإيجابية من إغلاق أكبر حقل نفط في ليبيا، مما أثر على نحو 0.3 مليون برميل يوميا من إنتاج النفط"، ودعمت الأسعار توقف الدولار عن ارتفاعه يوم الثلاثاء، حيث أكد التجار مجددًا رهاناتهم على سلسلة من التخفيضات في أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، ويعزز ضعف الدولار أسعار النفط، حيث يصبح الخام أرخص بالنسبة لحائزي العملات الأخرى. وقالت محافظ الاحتياطي الفيدرالي، ميشيل بومان، يوم الاثنين، إنها ترى الآن أن السياسة النقدية الأميركية "مقيدة بما فيه الكفاية" وأشارت إلى استعدادها لدعم التخفيضات النهائية لأسعار الفائدة مع تراجع التضخم، وقال محللو أبحاث بنك إين ان زد، سجل النفط أكبر انخفاض خلال شهر تقريبًا، أمس الثلاثاء، وسط مؤشرات على ضعف السوق المادية، بما في ذلك التخفيض الكبير في الأسعار من قبل المملكة العربية السعودية. وتم تداول خام برنت القياسي العالمي بالقرب من 76 دولارًا للبرميل بعد انخفاضه بنسبة 3.4 % يوم الاثنين ليتخلص من جميع مكاسب الأسبوع السابق، مع انخفاض سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى أقل من 71 دولارًا. وخفضت الرياض أسعارها أكثر مما كان متوقعا، مع انخفاض أسعار خامات الشرق الأوسط الأخرى أيضا. ومما يسلط الضوء على الضعف هو المضاربون الذين بدأوا عام 2024 من خلال القيام بواحدة من أكبر التحولات الهبوطية على أسعار النفط منذ سنوات. وأضاف المستثمرون نحو 61000 صفقة بيع مجمعة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط في الأسبوع المنتهي في 2 يناير، وفقًا لبيانات بورصة لندن، وبيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع. وكانت هذه أكبر زيادة منذ مارس، وثاني أكبر زيادة منذ عام 2017. ويتعافى النفط الخام من أول انخفاض سنوي له منذ عام 2020، مع خسائر مدفوعة بارتفاع الإمدادات من خارج أوبك + والمخاوف من تباطؤ الطلب هذا العام بما في ذلك الصين أكبر مستورد. وسيحصل المتداولون في وقت لاحق من يوم الثلاثاء على مزيد من المعلومات حول آفاق النفط الخام خلال الأرباع القادمة عندما تنشر إدارة معلومات الطاقة توقعات الطاقة على المدى القصير. وستكون توقعات إنتاج النفط الأميركي من بين النقاط الرئيسة بعد أن تضخم العرض إلى مستوى قياسي في العام الماضي. وقال محللو النفط لدى انفيستنق دوت كوم، استقرت أسعار النفط بعد محو مكاسب العام الجديد بفضل تخفيضات أسعار النفط السعودي. وقالوا، استقرت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية أمس الثلاثاء بعد انخفاض حاد في بداية الأسبوع، حيث أدت التخفيضات الحادة في أسعار مبيعات النفط من قبل المملكة العربية السعودية إلى زيادة المخاوف بشأن تباطؤ الطلب. وخفضت أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم أسعار صادراتها إلى آسيا وأجزاء من أوروبا، مع انخفاض أسعار الصادرات الآسيوية إلى أدنى مستوياتها في 27 شهرا. وجاءت هذه الخطوة وسط مخاوف متزايدة بشأن تباطؤ الطلب على النفط الخام، خاصة لدى كبار المستهلكين الآسيويين مثل الصين. وجاء ذلك أيضًا في الوقت الذي تواجه فيه المملكة العربية السعودية منافسة متزايدة على مشتري النفط الخام، حيث قامت دول أخرى في الشرق الأوسط وإفريقيا بزيادة الإنتاج في ديسمبر. وقد شكل هذا الاتجاه المزيد من الرياح المعاكسة لأسعار النفط - حيث يبدو الطلب ضعيفًا، في حين من المرجح أن تظل الأسواق تتمتع بإمدادات جيدة خلال النصف الأول من عام 2024 على الأقل. وتمثل تخفيضات الأسعار السعودية، وارتفاع إنتاج أوبك، رياحًا معاكسة للأسعار. وقد أدت تخفيضات إنتاج أوبك + لعام 2024 إلى إحباط الأسواق إلى حد كبير، نظرًا لأنها كانت طوعية وبهامش أصغر مما كان يأمله مضاربي النفط. وأظهرت التخفيضات، إلى جانب زيادة إنتاج النفط في أجزاء أخرى من العالم -وخاصة الولاياتالمتحدة- أن الأسواق ستكون أقل ضيقًا في عام 2024 مما كان متوقعًا في البداية. وسجلت أسعار النفط الخام أسبوعًا إيجابيًا في الأسبوع الأول من عام 2024، مدعومة بالمخاوف من انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس. ولكن ثبت أن الدعم كان محدودا، حيث لم يرَ التجار تأثيرا فعليا يذكر على الإمدادات العالمية من الصراع. كما أدت خسائر يوم الاثنين إلى محو أي مكاسب في الأسعار تحققت خلال الأسبوع الماضي، مما أعاد أسعار النفط إلى مسارها نحو أدنى مستوى لها في ستة أشهر. وكانت أسواق النفط أيضًا في حالة من التوتر قبل القراءات الاقتصادية الرئيسة المقرر صدورها هذا الأسبوع. ومن المقرر صدور بيانات التضخم الأميركية يوم الخميس، ومن المتوقع على نطاق واسع أن تأخذ في الاعتبار مسار أسعار الفائدة، في حين من المتوقع أن تقدم بيانات التضخم والتجارة الصينية الصادرة يوم الجمعة المزيد من الإشارات على أكبر مستورد للنفط في العالم. وأدى انخفاض أسعار النفط من قبل المملكة العربية السعودية إلى تفاقم المخاوف بشأن فائض العرض. وتراجعت أسعار النفط يوم الاثنين بعد التخفيض الحاد في الأسعار من قبل شركة أرامكو السعودية، بينما ارتفعت أسهم وول ستريت بشكل كبير، وانتعشت بعد بداية بطيئة حتى عام 2024.