قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس إنها لا تخطط حاليا لسحب قواتها البالغ عددها نحو 2500 جندي من العراق. يأتي هذا على الرغم من إعلان بغداد الأسبوع الماضي أنها بدأت عملية تهدف إلى إنهاء مهمة التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في البلاد. وقال الميجر جنرال بالقوات الجوية باتريك رايدر في إفادة صحفية "في الوقت الحالي ليس لدي علم بأي خطط (للتخطيط للانسحاب). نواصل التركيز بشدة على مهمة هزيمة التنظيم الارهابي داعش. وأضاف أن القوات الأميركية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة هناك. وقال رايدر إنه ليس لديه علم أيضا بأي إخطار من بغداد لوزارة الدفاع حول قرار بسحب القوات الأميركية، وأحال الصحفيين إلى وزارة الخارجية الأمريكية بخصوص أي مناقشات دبلوماسية حول الموضوع. وكان مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أعلن يوم الجمعة عن تحركات لطرد القوات الأمريكية في أعقاب غارة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد أدانتها الحكومة. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الضربة قتلت زعيما لفصيل مسلح مسؤولا عن هجمات على جنود أميركيين في الآونة الأخيرة. وأصدر مكتب السوداني بيانا قال فيه إنه سيتم تشكيل لجنة "لوضع ترتيبات إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق بصورة نهائية". ونقل البيان عن السوداني قوله "نؤكد موقفنا الثابت والمبدئي في إنهاء وجود التحالف الدولي بعد أن انتهت مبررات وجوده". وأثارت الضربة الأميركية يوم الخميس التي جاءت بعد أربع سنوات من ضربة أخرى في بغداد أسفرت عن مقتل قائد عسكري إيراني بارز، غضب الجماعات المسلحة وطالبت تلك الجماعات الحكومة بإنهاء وجود التحالف في العراق. وتمت الضربة بإذن مسبق من الرئيس جو بايدن ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قبل دخول الأخير إلى المستشفى في يوم رأس السنة الجديدة حيث لا يزال يُعالج. وللولايات المتحدة 900 جندي في سوريا إضافة إلى قواتها في العراق في مهمة تقول إنها تقدم المشورة والمساعدة لقوات محلية تحاول منع عودة ظهور تنظيم داعش الارهابي الذي استولى في عام 2014 على مساحات شاسعة من البلدين قبل هزيمته. وتعرض الجيش الأمريكي إلى 100 هجوم على الأقل في العراقوسوريا منذ بدء حرب غزة في أكتوبر تشرين الأول، وذلك عادة بمزيج من الصواريخ والطائرات المسيرة. وللسوداني سيطرة محدودة على بعض الفصائل والتي احتاج لدعمها من أجل الفوز بالسلطة قبل عام والتي تشكل الآن كتلة قوية في ائتلافه الحاكم. ونفذت الولاياتالمتحدة أيضا ضربات جوية انتقامية في العراق الشهر الماضي بعد هجوم بطائرة مسيرة شنه متشددون أسفر عن إصابة ثلاثة جنود أمريكيين أحدهم جعلته في حالة حرجة. من جهة اخرى قال مصدران من الجيش العراقي إن ضربة جوية أمريكية استهدفت منصة إطلاق صواريخ في ساعة متأخرة من مساء لاثنين أجهضت هجوما على قاعدة عين الأسد الجوية التي تضم قوات أمريكية ودولية أخرى في غرب العراق. وقالت مصادر عسكرية عراقية إن قاذفة صواريخ كانت مثبتة فوق شاحنة صغيرة متوقفة بمنطقة ريفية على بعد نحو سبعة كيلومترات إلى الشرق من القاعدة مع وجود صاروخين على الأقل معدين للإطلاق باتجاه القاعدة. وقال مسؤول بالجيش إن الضربة الجوية الأمريكية دمرت القاذفة. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولي التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة بشأن الضربة.