يواصل الآلاف من رجال الإنقاذ في اليابان البحث عن ناجين من زلزال وقع في أول أيام العام الجديد وأودى بحياة ما لا يقل عن 81، على أمل إنقاذ أكبر عدد ممكن خلال فترة تمتد ثلاثة أيام بعد الزلزال تزيد فيها احتمالات البقاء على قيد الحياة وتنتهي بعد ظهر يوم الخميس. وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في مؤتمر صحفي "هناك الكثيرون ما زالوا في المباني المنهارة، ينتظرون إنقاذهم". وأضاف "سنبذل كل ما بوسعنا لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأشخاص بحلول هذا المساء، إذ ستكون قد مرت 72 ساعة على وقوع الكارثة". ويرى خبراء الطوارئ أن فرص البقاء على قيد الحياة تتراجع بعد 72 ساعة من وقوع الزلزال. وأدت الطرق المقطوعة والمواقع النائية بالمناطق الأكثر تضررا إلى تعقيد جهود الإنقاذ. وضربت ما يقرب من 600 هزة أرضية شبه جزيرة نوتو منذ وقوع الزلزال الرئيسي، مما أثار مخاوف من تعرض البنية التحتية لمزيد من الأضرار. وقالت السلطات إنه مع مرور ثلاثة أيام على وقوع الكارثة تدفقت المساعدات المادية، لكن من تم إجلاؤهم ما زالوا إلى حد كبير لا يحصلون على إمدادات الغذاء والماء والدفء والاتصالات وسط طقس متجمد وأحوال جوية سيئة. وأظهرت بيانات أصدرتها سلطات إيشيكاوا يوم الخميس أن هناك ما يقرب من 100 نقطة اختناق وعرقلة على الطرق في المقاطعة. وأقر رؤساء البلديات بأن بعض الإمدادات بدأت في الوصول، لكنهم قالوا إن الوضح يحتاج للمزيد. كما أن هناك نقصا في احتياجات أساسية مثل الوصول إلى الإنترنت والإمدادات الطبية والمراحيض النظيفة. وقال المسعف شونساكو كوهريكي لرويترز في مدينة واجيما "مقارنة بالكوارث الأخرى فإن حالة الطريق إلى واجيما سيئة جدا. أشعر أن وصول المساعدة يستغرق وقتا أطول من المعتاد". وأضاف "أعتقد... أنه سيتعين على الذين تم إجلاؤهم العيش في ظروف صعبة حقا لبعض الوقت". كما افادت كيوكو كينوشيتا عن مخاوفها من احتمال انتشار الإنفلونزا وكوفيد بينما كانت تقف في طابور وسط مئات من الناجين الآخرين للحصول على الطعام في واجيما. وقالت "ليس لدينا مياه جارية. ولا نستطيع غسل أيدينا بعد دخول دورة المياه". وتعهدت الحكومة بتقديم الإمدادات بشكل استباقي بدلا من انتظار الطلبات الرسمية من السلطات المحلية، وزادت عدد أفراد قوة الدفاع الذاتي المكلفين بعمليات الإنقاذ إلى خمسة أمثال منذ يوم الاثنين. وتم تسليم بعض المساعدات عن طريق البحر بدلا من الطرق البرية، إذ وصلت سفن لخفر السواحل إلى موانئ واجيما وسوزو يوم الأربعاء. ومع ذلك، قال هيروشي هاسي حاكم إيشيكاوا يوم الخميس إن السفن الأكبر حجما لم تتمكن من الرسو في خلجان شبه جزيرة نوتو لأن قاع البحر انبعج بسبب الزلزال. ومع عودة الشركات اليابانية من عطلة العام الجديد، يقيم المصنعون أيضا تأثير الزلزال على خطوط الإنتاج. وشهدت بورصة طوكيو للأوراق المالية يوم الخميس دقيقة صمت بدلا من قرع الجرس لبدء التداول، حدادا على أرواح ضحايا الزلزال وأيضا حادث منفصل في مطار هانيدا بطوكيو أدى إلى مقتل خمسة من أفراد خفر السواحل الياباني بينما كانوا في رحلة جوية لإيصال المساعدات.وتعهد كيشيدا يوم الخميس بتخصيص ما يقرب من أربعة مليارات ين (28 مليون دولار) من الميزانية الوطنية للإغاثة من الكوارث.