تفتتح أسواق النفط الخام في العالم اليوم الاثنين في أول تداولات العام الجديد 2024، متطلعة لمحو خسائر عام 2023، والتي تجاوزت 10 بالمئة في أغلاق تداولات العام الفائت، وهو أول انخفاض سنوي في عامين، تميز باضطرابات جيوسياسية ومخاوف بشأن مستويات إنتاج النفط لدى كبار المنتجين في أنحاء العالم، إذ أدت المخاوف الجيوسياسية وتخفيضات الإنتاج والتدابير العالمية لكبح جماح التضخم، إلى تقلبات حادة في الأسعار. وأغلق خام برنت في آخر يوم تداول في العام، يوم الجمعة عند 77.04 دولارًا للبرميل، بانخفاض 11 سنتًا أو 0.14 ٪. وتحدد سعر التسوية للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط عند 71.65 دولارا للبرميل، بانخفاض 12 سنتا أو 0.17 بالمئة. وأغلقت تداولات العام الماضي وسط تكبد خسائر أسبوعية وشهرية وربع سنوية، بسبب مخاوف الطلب التي تفوق المخاطر التي تهدد الإمدادات من الصراع في الشرق الأوسط، فيما أثبتت تخفيضات الإنتاج من قبل أوبك + أنها غير كافية لدعم الأسعار، مع انخفاض الخامات القياسية بنسبة 20 ٪ تقريبًا من أعلى مستوى لها هذا العام، وذلك مقارنة بالعام الذي شبقه حيث كان قد ارتفع خام برنت بنسبة 10 % وخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7 %، مدعومة بمخاوف المعروض بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. وفي سوق العملات، تراجع الدولار واتجه نحو الانخفاض بنسبة 2 % هذا العام بعد عامين من المكاسب القوية. ويقول مسؤولو الصناعة إن التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة، والتي يمكن أن تقلل تكاليف الاقتراض الاستهلاكي في المناطق المستهلكة الرئيسية، وضعف الدولار، الذي يجعل النفط أقل تكلفة بالنسبة للمشترين الأجانب، يمكن أن يعززا الطلب في عام 2024. ويتوقع محللو طاقة واقتصاديون واستشاريون مصرفيون أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 84.43 دولارا للبرميل في 2024، مقارنة بمتوسط يبلغ نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام وأعلى مستوياته فوق 100 دولار في 2022 بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. وكانت الأسعار قد ارتفعت إلى أعلى مستوياتها هذا العام في سبتمبر بعد أن اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها على خفض الإنتاج، مما أثار مخاوف من احتمال أن يكون الطلب أعلى من العرض. كما أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومات والبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم لوقف التضخم المرتفع أدت أيضًا إلى الحد من أسعار النفط وتعويض أي ارتفاع في الأسعار سريعاً. ومع ذلك، يقول المستثمرون والمحللون إن التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة في المناطق المستهلكة الرئيسية في عام 2024 وضعف الدولار من شأنها أن تعزز الطلب على النفط. وقال محللو أبحاث بنك إيه ان زد، اتجه النفط نحو مع فشل الحرب وتخفيضات إنتاج أوبك + في رفع الأسعار، وقال محللو أبحاث بنك إيه ان زد، يدلف النفط العام الجديد بعد تسجيل سلسلة خسائر، وأكبر انخفاض سنوي منذ عام 2020، مع فشل أوبك والحرب في دفع الأسعار للارتفاع في عام يهيمن عليه نمو العرض خارج المجموعة، ومع قلق المتداولين من أن إمدادات الخام العالمية قد تستمر في تجاوز الطلب في الأرباع القادمة. وتساءل المحللون أيضًا عما إذا كانت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، أوبك+، سيكونون قادرين على الالتزام بتخفيضات الإمدادات التي تعهدوا بها لدعم توازن الأسواق. وتخفض أوبك+ حاليا الإنتاج بنحو 6 ملايين برميل يوميا، وهو ما يمثل حوالي 6 % من العرض العالمي. وتواجه أوبك ضعف الطلب على خامها في النصف الأول من عام 2024 مع تراجع حصتها في السوق العالمية إلى أدنى مستوى منذ الوباء بسبب تخفيضات الإنتاج وخروج أنجولا من المجموعة. وفي الوقت نفسه، أثارت الحرب في الشرق الأوسط مخاوف بشأن انقطاع الإمدادات المحتمل في الأشهر القليلة الأخيرة من عام 2023، والتي من المتوقع أن تستمر حتى عام 2024. وقال أندرو ليبو، رئيس شركة ليبو أويل أسوشييتس: "سنشهد استمرار التقلبات مع دخولنا عام 2024 مع الأحداث الجيوسياسية والخوف من احتمال انتشار الصراع في جميع أنحاء المنطقة". وعلى الرغم من أن بعض الشركات تستعد لاستئناف التحركات عبر قناة السويس، إلا أن بعض ناقلات النفط الخام والمنتجات المكررة لا تزال تختار الطريق الأطول حول أفريقيا لتجنب الصراعات المحتملة في المنطقة. وتصاعدت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في اليوم الأخير من عام 2023 مما فرض ضغوطا تصاعدية على الأسعار. وقال جيوفاني ستونوفو المحلل في بنك يو بي اس، إن البيانات الصادرة يوم الجمعة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية والتي أظهرت طلبًا قويًا على النفط في أكتوبر قدمت بعض الدعم للأسعار في التعاملات خلال اليوم. وقال التقرير إن إجمالي الطلب الأمريكي على النفط ارتفع بنسبة 3.4 % في أكتوبر مقارنة بالعام السابق. وانخفض إنتاج النفط الخام الأمريكي قليلا في أكتوبر إلى 13.248 مليون برميل يوميا، بعد أن سجل مستويات قياسية شهرية في أغسطس وسبتمبر. وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة في تقرير يوم الجمعة إن شركات الطاقة أضافت هذا الأسبوع منصات للنفط والغاز الطبيعي للمرة الأولى في ثلاثة أسابيع، مما يشير إلى أن الإنتاج قد يرتفع في المستقبل. ومع ذلك، انخفض عدد منصات الحفر خلال العام بمقدار 157 منصة بعد ارتفاعه بمقدار 193 منصة في عام 2022 و235 في عام 2021. وأغلقت أسعار النفط منخفضة يوم الخميس بعد أن أظهرت بيانات أمريكية رسمية أن المخزونات في مركز التخزين الرئيسي في كاشينج بولاية أوكلاهوما توسعت للأسبوع الحادي عشر لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أغسطس. وكان إنتاج الخام الأمريكي يسير بمعدل قياسي. ويختتم النفط الخام عاماً مضطرباً، حيث تعززت الأسعار وتلقت الدعم من اندلاع الحرب، فضلاً عن التكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة مع تراجع التضخم. ومع ذلك، على الرغم من التخفيضات المتكررة في الإمدادات من منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، فإن ارتفاع الإنتاج من الدول خارج المنظمة، إلى جانب المخاوف بشأن تباطؤ نمو الطلب، قد اجتمعت لدفع العقود الآجلة للنفط الخام إلى الانخفاض. وقالت أمريتا سين، المؤسس المشارك ومدير الأبحاث في شركة إينرجي اسبيكتس: "لقد تضرر الكثير من المتداولين والمضاربين بشدة هذا العام لأن التداول لم يكن سهلاً، وكان متقلبًا للغاية". "ونحن بحاجة إلى عمليات سحب مستدامة للمخزونات، وقد شهدنا تراجعًا كبيرًا في أرقام وزارة الطاقة بالأمس، وإذا رأينا استمرارًا لذلك، فأعتقد أن الثقة ستعود". وفي الشهر الماضي، واجه التجار تصاعد التوتر في البحر الأحمر بعد الهجمات التي شنها المتمردون الحوثيون على السفن في اليمن. والآن يتجنب نصف أسطول سفن الحاويات في العالم الذي يعبر الممر المائي بانتظام هذا الطريق، كما تم تحويل ناقلات النفط الخام، مما أدى إلى إطالة الرحلات. وتتبع جاريد بليكر، محلل ياهو فايننس ماركيت، المسار الذي اتخذته أسعار النفط في عام 2023، وهو عام مليء بالصراعات الجيوسياسية، وتخفيضات إنتاج أوبك، وعمليات الاندماج والاستحواذ في قطاع الطاقة. وقال، ومن المؤكد أن السلعة تشهد عامًا متقلبًا تتجه نحو أكبر انخفاض سنوي لها منذ عام 2020، لكنه ليس كبيرا. ويعتمد حوالي 6 % هنا على كيفية قياسه من خلال تمديد العقود الآجلة. ولكن مع ذلك، ليست مشكلة كبيرة فيما يتعلق ببعض هذه التقلبات الأخرى التي شهدها السوق، وليس أقلها تلك المكاسب الضخمة التي شهدها قبل عامين. وقال بليكر، وبإلقاء نظرة على حركة السعر للعام الماضي، انخفض النفط الخام بنسبة 10 ٪، لكن العوامل التي أثرت على أسعار النفط هذا العام، لم تكن هي ارتفاع الطلب الصيني. في الواقع، كان ذلك بمثابة خيبة أمل كبيرة. وهذا يعتمد على - الكثير من خيبة الأمل هذا العام تأتي من حقيقة أن الصين، وأن إعادة فتح الاقتصاد لم تسر كما هو مخطط لها، ونتيجة لذلك قامت أوبك + بخفض الإنتاج. وهناك بعض التخفيضات الجديدة المقرر إجراؤها في الأول من يناير. وقد يصل إجماليها إلى حوالي 2.2 مليون برميل يوميًا. وهذا حجم كبير، قابل للتعميق إذا احتاجت الأسواق لمزيد من ضبط توازن العرض والطلب الذي يقوده تحالف أوبك+ لمزيد من استقرار الأسواق والاقتصاد العالمي. وبالنظر لبيانات خمس سنوات، يمكن رؤية بعض التقلبات الأكبر بكثير في السنوات الماضية. وفي الجغرافيا السياسية، كان الغزو الروسي لأوكرانيا له تأثير أكبر بكثير على أسعار النفط الخام مما شوهد العام الماضي في الحرب. وربما لم ينته ذلك بعد، ويمكننا أن نرى هذا التصاعد مرة أخرى في 2024. وإذا كان الأمر كذلك، فمن الممكن أن نرى أسعارًا أعلى بكثير. ويعتقد أن هذا الارتفاع كان حوالي 130 دولارًا للبرميل، بعد ان كانت سالب 40 دولار التي حدثت في عام 2020. والجانب الأخر، الذي نبحث عنه في قطاع الطاقة هو عمليات الاندماج والاستحواذ المحتملة لأن هذا كان عامًا كبيرًا للصفقات المعلنة. وقد أعلنت شركة إكسون عن شراء شركة بايونير، بينما قدمت شركة شيفرون عرضًا لشراء شركة هيس. وتبلغ قيمة كلتا الصفقتين أكثر من 50 مليار دولار. لذلك يمكن رؤية المزيد من المناورات للحصول على حصة في حوض برميان للنفط الصخري. وتظل سوق النفط العالمية تنافسية للغاية، ومع قيام السعودية بخفض الإنتاج، يمكن أن تحدث مزيداً من التطورات وعدم اليقين في العام الجديد. وانخفض إنتاج النفط الخام في الولاياتالمتحدة في شهر أكتوبر، وفقا للبيانات الجديدة الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة يوم الجمعة، التي أشارت لانخفاض متوسط إنتاج النفط الخام الأمريكي من 13.252 مليون برميل يوميًا في سبتمبر إلى 13.248 مليون برميل يوميًا في أكتوبر، وهو أول انخفاض شهري في متوسط معدلات الإنتاج اليومي منذ أبريل، لكنه لا يزال ثاني أعلى معدل إنتاج في تاريخ صناعة النفط الأمريكية، بعد شهر سبتمبر فقط. وهو أيضًا أعلى بمقدار 1.377 مليون برميل يوميًا من مستويات ما قبل الوباء المسجلة في يناير 2019. ولكن في حين انخفض المتوسط اليومي على أساس شهري، ارتفع إجمالي الإنتاج لشهر أكتوبر إلى 410.7 مليون برميل، مقارنة ب 397.6 مليون برميل في سبتمبر - بفارق قدره 13.1 مليون برميل، وهو ما يمثل تقريبًا اليوم الإضافي. وقد يتجاوز نمو النفط الصخري في الولاياتالمتحدة التوقعات في عام 2024. وبينما انخفضت معدلات الإنتاج على أساس شهري من سبتمبر إلى أكتوبر، تظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة زيادة في معدلات الإنتاج من يناير إلى أكتوبر. وبلغ إجمالي إنتاج النفط الخام الأمريكي في يناير 389.6 مليون برميل – أو 12.6 مليون برميل يوميًا – مقارنة ب410.7 مليون في أكتوبر – أو 13.2 مليون برميل يوميًا. وكانت إدارة معلومات الطاقة قد توقعت في السابق أن يبلغ متوسط إنتاج النفط الخام الأمريكي لشهر أكتوبر 13.257 مليون برميل يوميا. وبحسب الولايات، سجلت تكساس، ونيو مكسيكو، وكولورادو، وألاسكا زيادة قدرها 57 ألف برميل يوميا في الإنتاج، في حين شوهدت أكبر الانخفاضات في داكوتا الشمالية (-31 ألف برميل يوميا) وخليج المكسيك (-40 ألف برميل يوميا)، وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة. وفي الإصدار الأخير للوكالة من توقعات الطاقة على المدى القصير والتي نشرت في وقت سابق من هذا الشهر، توقعت إدارة معلومات الطاقة أن يصل إنتاج النفط الخام في الولاياتالمتحدة لعام 2024 إلى 13.11 مليون برميل يوميًا، مقارنة بتوقعات عام 2023 البالغة 12.93 مليون برميل يوميًا. وتنشر إدارة معلومات الطاقة بيانات الإنتاج الشهرية في آخر يوم عمل من الشهر. ويتوقع المحللون تباطؤ إنتاج النفط الأمريكي بعد أن سجل أرقاما قياسية شهرية في أغسطس وسبتمبر. ومن الممكن أن يساعد انخفاض الإنتاج الأمريكي في تخفيف بعض المخاوف بشأن زيادة المعروض التي أثرت على أسعار النفط الخام في الأشهر الأخيرة. ومع ذلك، فإن الحجم الصغير لهذا الانخفاض - 4000 برميل يوميًا فقط - يُظهر على الأرجح أن الإنتاج الأمريكي قد لا يزال لديه مجال للنمو. وقال د. أنس الحجي، خبير سوق الطاقة المقيم في دالاس، يوم الجمعة: "أولئك الذين ظلوا يبشرون منذ أشهر بأن إنتاج الصخر الزيتي في الولاياتالمتحدة قد بلغ ذروته، يواجهون مفاجأة أخرى، وهي زيادة إنتاج النفط الخام في جميع المناطق الضيقة باستثناء داكوتا الشمالية". وشهدت داكوتا الشمالية، ثالث أكبر ولاية أمريكية منتجة للنفط، انخفاض إنتاجها من الخام 2.4 % إلى 1.27 مليون برميل يوميا في أكتوبر، وهو أول انخفاض شهري منذ مارس. أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن الإنتاج من منطقة خليج المكسيك الفيدرالي البحري انخفض بنسبة 2 ٪ في أكتوبر. ومع ذلك، شهدت معظم مراكز الإنتاج الرئيسية الأخرى تحسنًا في الإنتاج. وقالت إدارة معلومات الطاقة إن ولاية تكساس، أكبر ولاية منتجة للنفط، شهدت ارتفاع الإنتاج بنسبة 0.4 % إلى مستوى قياسي بلغ 5.61 مليون برميل يوميًا في أكتوبر. وارتفع الإنتاج في نيو مكسيكو المجاورة 0.8 بالمئة في أكتوبر إلى 1.84 مليون برميل يوميا. وعدلت إدارة معلومات الطاقة يوم الثلاثاء تقديراتها لإجمالي إنتاج النفط الأمريكي في سبتمبر إلى 13.252 مليون برميل يوميا من 13.236 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي. ولم يتغير إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات ال 48 السفلى بالولاياتالمتحدة تقريبًا عند 116.63 مليار قدم مكعب يوميًا في أكتوبر، مقارنة بالمستوى القياسي البالغ 116.71 مليار قدم مكعب يوميًا في سبتمبر، وفقًا لتقرير الإنتاج الشهري الصادر عن إدارة معلومات الطاقة. وفي أكبر الولايات المنتجة للغاز، سجل الإنتاج مستوى قياسيا جديدا للشهر الرابع على التوالي في تكساس في أكتوبر، مرتفعا 0.1 بالمئة إلى 34.67 مليار قدم مكعبة يوميا. وفي بنسلفانيا، ارتفع الإنتاج 0.6 % إلى 20.68 مليار قدم مكعبة يوميا.